
الألغام السياسية
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
تستخدم في القوات المسلحة أصناف عديدة من الألغام، منها اللغم البحري وهو أثقل الألغام لأنه مخصص ضد السفن التي تزن بمئات، أو ألاف الأطنان من الحديد، وقد تبلغ أثمان بعض الألغام البسيطة منها بضعة دولارات (مئات / ألاف) وأخرى بملايين الدولارات أنواع دقيقة ومعقدة ومتعددة المهام.
ويمكن وضع الألغام بطرق شتى: بسفينة زرع ألغام مخصصة، أو أي سفينة يمكنها القيام بهذه المهمة، فقد كلفت سفن صيد الأسماك خلال الحرب العالمية الثانية بزرع الألغام، أو إلقاءها من الجو بواسطة طائرات، وكلفة إنتاج وزرع الألغام هو عادة ما بين 0.5% إلى 10% من كلفة إزالته، ولكن وقت إزالته يتطلب مزيد من الوقت قد يبلغ أكثر ب200 ضعف من وقت زرعه.
وهناك أنواع مختلفة من الألغام، تبدأ من اللغم البسيط والذي لا يطلب منه سوى الإزعاج، أو جرح يد من يقوم بفتحه، ويسمى :
ـــ ” ألغام المغفلين ” وهذه تلغم بواسطة الرسائل، أو قطع الأثاث،
ـــ أو الألغام البحرية المربوطة وهي ثقيلة في الغالب، تطوف على سطح الماء، ولكنها مربوطة (مرساة /ثقل حديدي) بسلسة تحت الماء، وحين لا تربط وتستخدم كلغم مباشر يحتمل أن تجرفها الأمواج، بعيداً.
ــ والصنف الأكثر قوة وخطورة هي الألغام التي تدار من بعيد ” رموت كونترول”، والأكثر حداثة الألغام الالكترونية.
وتقوم وحدات هندسة بحرية بالتعامل مع الألغام، سواء في حالة الزرع أو النزع، والنوع البسيط من الألغام البحرية توجه نحوها طلقات رصاص تفجرها في البحر، وهي أشبه بعملية إعدام للألغام، وبعض الأحيان يترك اللغم في البحر حتى يصادف مصيره بأي وسيلة كانت ….!
ولكن هل هناك ألغام بشرية / سياسية …؟
نعم بالتأكيد، باللغم السياسي هو عنصر بشري (حتى يوم كشفه) وفي لحظة كشفه يعتبر لغماً، بصرف النظر عن صفته السابقة التي خسرها، بقرار من اللغم البشري نفسه، أما لماذا أختار هذا الكائن البشري أن يصبح لغماً، فهنا الأراء ووجهات النظر عديدة، ولكن على الأرجح أن الجهات الأجنبية التي قامت بزرعه استغلت فيه نقطة ضعف معينة، استهدفوه من خلالها، فأنها بين أيديهم وتحول إلى لغم يستهدفون من خلاله إيذاء بلده وشعبه.
وفي المرحلة الحالية والمقبلة ستلجأ القوى العظمى إلى التضحية ببعض وجوهها، وتفجيرها تحت السيطرة، وهنا لابد من التركيز والتدقيق في طبيعة عمل المندسين، وفق تفسير منطقي وعقلاني، وسواه تفكير ملائي لا يصلح للعمل السياسي، الغرب أساسا مرعوبين من الدول القومية، لاحظ الاستعمار يحارب من غير الدول القومية ؟ قاتلوا صدام حسين، ومعمر القذافي، وجمال عبد الناصر الذي أنقذه الاتحاد السوفيتي مرتين 1956 ـــ 1967، الدول القومية رغم التآمر دون هوادة حققت منجزات بحكم المستحيل، أممت القناة والنفط، وأزالت الأمية، وبنت قوات يحسب حسابها، ولذلك كانت بهدف الابادة …. قليلاً من التفكير …!!!
الغرب يقبلون منك كل شطط، إلا في أمرين أو ثلاثة: الوحدة العربية، وفلسطين، والاضرار بمصالحهم الاقتصادية، ولكن الوحدة أولاً ….
كثير من الألغام البشرية، نجحت في اختراق أهدافها، وأكثر تلك الألغام كان واجبها المكلف بها، ببساطة وسهولة، هو : ” الحيلولة دون وصول العناصر الكفوءة إلى المناصب الفاعلة ” … وهذا أسلوب تتبعه المخابرات الغربية في الحيلولة دون بلوغ بعض الدول من التقدم. فيصار إلى وضع العراقيل التي تحول دون وصول العناصر الممتازة ….
أما اللغم الفاشل، فنقول له : ليترك بلده وشأنه .. وليهتم بشؤونه …احتراما لنفسه…. فقد تم تشخيصه كعنصر موال للعدو … وأصابه رذاذ من حبر المناضلين وتلوث ولا تنظفه حتى مياه المحيطات الخمسة …..!