مقالات

هكذا كان الرومان يعاملون الأقباط والبربر   بقلم:المؤرخ تامر الزغاري

بقلم:المؤرخ تامر الزغاري

هكذا كان الرومان يعاملون الأقباط والبربر
  بقلم:المؤرخ تامر الزغاري
واليوم يوجد أقباط وبربر همهم مدح الرومان وشتم العرب الذين حرروهم وحولوهم من عبيد لأحرار

من المعروف في التاريخ الروماني أن الأقباط والبربر كانوا من الفئات التي يجلب منها الرومان أفراداً ليكونوا طعاماً للأسود والنمور، أو لجعلهم فريسة في رياضة مصارعة الأسود، ولم يعرف الأقباط والبربر الحرية والعيش بمستوى البشر إلا بعد أن قاد العرب الفتح الإسلامي الذي حرر مصر وبلاد المغرب من الإحتلال الروماني البيزنطي.

ولكن اليوم وللأسف هنالك صفحات للبربر تنطلق من فرنسا وصفحات للأقباط تنطلق من أمريكا، لا هم لهم إلا مدح الرومان وشتم الإسلام والمسلمين، ووصف الفتح الإسلامي بمصطلح “الغزو العربي” و”الاحتلال العربي”، متجاهلين إنقاذ العرب لهم من قرون سوداء ظلامية عاشوها تحت الاحتلال الروماني.

فيتجاهلون أن مرقس مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد قتل عام 68م نتيجة إجراءات الامبراطور الروماني نيرون، وأن البابا كردونوس قتل عام 101م نتيجة اضطهاد الامبراطور الروماني تراجان، وأن الأقباط في حالات كانوا حتى لا يستطيعون أن يقوموا بتعيين بابا جديد لهم نتيجة شدة الاضطهاد والتضييق والملاحقة.

وحتى التقويم القبطي كان أساسه الإضطهاد الذي شنه الامبراطور الروماني دومتيانوس والذي كان من ضمن 37 عام من الاضطهاد المستمر دون انقطاع، وقد قتل خلاله مئات الآلاف من الاقباط، وتلاه اضطهادات أباطرة رومان معروفة بإسم الاضطهادات العشر الكبرى.

ويصف الباحث القبطي نبيل لوقا بباوي حال الأقباط زمن البيزنطيين بأنهم يعانون من «شدة الفقر والاضطهاد الديني في ظل سيطرة الإمبراطورية البيزنطية فقد فرضت عليهم الضرائب الباهظة وكانت الحاصلات الزراعية في مصر تذهب إلى بيزنطة، وكان البيزنطيون يكرهون أهالي مصر لأنهم عنيدون في الدخول إلى الأرثوذكسية الخلقيدونية ببطريركها اليوناني ورغبتهم في البقاء على مسيحيتهم الأرثوذكسية غير الخلقيدونية ببطريركها المصري».

وأما البربر في العهد الروماني فلم يكونوا بالنسبة الرومان إلا مصدراً لجلب العبيد والعمال بالسخرة، وكانت مناطقهم هي الأكثر فقراً وسوءاً فانتشر فيها الجهل والايمان بعبادة الأرواح والخرافات، فكانوا في أدنى السلم الطبقي في الدولة البيزنطية.


ولكن بعد الفتح الإسلامي لمصر كان أول ما حدث هو أن عمرو بن العاص (ر) أعاد بابا الأقباط بنيامين الأول الذي كان هارباً في الصحراء لمدة 13 عاماً خوفاً من بطش البيزنطيين، فكتب عمرو بن العاص: ((الموضع الذي فيه بنيامين، بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه))، وأما البربر فبعد أن كانوا عبيد أصبحوا حكام فمنهم بنو مدرارا الذين كانوا ولاة العباسيين على المغرب الاقصى، ومنهم بنو ذي النون حكام طليطلة الاندلسية والحفصيون حكام تونس.

***** المصادر:

1) الفتح الإسلامي لِبلاد المغرب وأبعاده الحضاريَّة، نعيم الغالي
2) وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني
3) مرقس الرسول القديس الشهيد، البابا شنودة الثالث
4) موقع الانبا تكلا هيمانوت

****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب