مقالات

حال الأمة العربية الرهن وحق الأمة في التيار القومي العربي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

حال الأمة العربية الرهن وحق الأمة في التيار القومي العربي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
لن يسعفنا الغوص في التحديات التي تواجهها الأمة العربية،منذ أن بدأت قوة الهجمة الأوروبية غداة سقوط الدولة الأموية في بلاد الأندلس،وماذا تمت من قراءات للخطط التي يجب أن تُعدًها هذه القوى،لملاحقة ماتبقى من مراكز حضارية يستشعر العرب مخاطره،في بزوغ ونهوض قوة عربية حاملة لمشروع عربي يعيد للأمة العرب،دورها ومهامها الحضارية.
هذا الكلام ليس مرده الوازع القومي،ونزوعه الوحدوي العربي فقط،وإنما قراءة تحليلية تفسيرية للحروب الهجمية،التي سموها صليبية،بقوة العداء للأمة العربية،في دورها الرسالي.وما لهذا الدور من مخاطر على الدور الذي  حملته الكنيسة الأوروبية،ودلالتها على هذا الطرح الفكر الأوروبي آنذاك،وما تبعه من حروب ومحاولات استيطان استعماري،واتفاقية سايكس بيكو،وأخيراً وليس آخراً،تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين، بسب من عروبة جغرافيتها،واهمية موقعها ومكانها الاستراتيجي الذي يوصل مشرق الوطن العربي،مع مغربه العربي،وماله من دالة جغرافية،على وحدة عروبة جغرافيا الوطن العربي ،وما يحققه هذا التواصل في جعل جغرافية الوطن العربي تشكل المحدد الموضوع للنهضة العربية،في لوازمها السكانية كالثروات المادية بكل مكوناتها،من مواقع استراتيجية،وما تختزن من ثروات متنوعة،،وصلة الوصل معا القارة الأفريقية،التي تشارك الوطن العربي في تحدياته وهمومه ونزوعه الوطني.
إذاً؛كان اختيار فلسطين لأن تكون المشروع الصهيوني،في إلغاء دور فلسطين القومي،وموطئ قدم،في بناء الدولة الصهيونية الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات.هذا الكيان الصهيوني سيكون محملاً بمهام منازعة ومغالبة الأمة العربية على الدور الحضاري،دور صهيوني نراه ونقرأه في الأساطير التلمودية،والثقافة الصهيونية التي تقيم المجتمع الإنساني،على فكرة قائدة،الشعب المختار،التي نرى إجراءاتها ومعانيها وسلوكها
السياسي والاجتماعي الحائط الذي يفصل الكيان عن بقية الأراضي الفلسطينية وما يقوم به جيش العصابات الصهيونية في غزة من قتل وتدمير وحرب عنصرية وتهجير وإبادة،لاتخفى على أحد إلاّ العدوانية الغربية-الأمريكية.
ولاشك أنّ هذه المساندة الأوروبية-الأمريكية،يجب أن لاتغيب عن ناظرنا،ونحن نرى في هذه المساندة عدواناً على الأمة العربية في مشروعها الوحدوي,لأن الوحدة من منظور هذا الحلف الصهيوني تشكل الخطر على مصالحه ،من جهة وتفسد المشروع الصهيوني وتضر دوره .
كما يجب أن لا يغيب عن بالنا أن ضرب المشروع العربي،يشكل لازمة أوروبية أمريكية صهيونية من عبد الناصر إلى صدام حسين وطوفان الأقصى.وهذا معناه فك أواصر التضامن العربي على علاته،والبحث عن بديل يتمثل بايجاد أنظمة عربية تخرج عن هذا التضامن،وتتحول إلى أنظمة تطبيع مع الكيان الصهيوني،كانت فاتحته مصر،الذي أخرجها من دورها العربي الوحدوي، وأنظمة الخليج بين مطلع،ومع من ينتظر دوره ليخرج على الملأ
مطبعاً ثم المغرب.وعن سؤال إذا كان دور مصر في قيادة عبد الناصر منع أنظمةالخليج من ركوب القاطرة الصهيونية،فهل كان دور صدام حسين هو الذي حال تلك الأنظمة من ركوب نفس القاطرة؟
إنه الدور القومي الوحدوي من عبد الناصر فصدام حسبن فهذا الدور هو الذي يتصارع أصلاً مع الدور الصهيونيالتلمودي وأساطيره.وهذا السؤال يحيلنا لنسأل التيار القومي العربي،في ظل التحديات التي تهدد هذا الدور،،ما مشروعية هذا التيار إلى مستوى هذه التحديات،إذا لم ينهض بالشارع العربي إلى مستوى مناهضة هذه التحديات في انتفاضات شعبية تعيد للشارع العربي قيادة هذا الدور بكل أنواع ومستويات المناهضة والمغالية،وأن تكون خطوته الأولى في جبهة عربية مناضلة في عهد بطولي عربي جديد، أن تكون خطوتها الأولى في البحث عن منافذ للانتفاضات الشعبية،وأن يكون حذر هذه الجبهة بعين مفتوحة،حتى لايركب هذه الانتفاضات المال الخليجي الذي أوقع تلك الاتفاضات في حضن الأنظمة التي كانت تعد العدة لركب قاطرة التطبيع.وهل لنا بتيار قومي عربي يخرج من نضال المكاتب وبياناتها الكسولة إلى ضربات تخرج الشارع العربي بانتفاضات،كالتي أخرجها طوفان الأقصى؟وهل له بالبحث الموضوعي المستقبلي عن منافذ في قطر عربي يجد فرصته في انتفاضة شعبية مسندة إلى خلفية وحدوية تحقق التلاقي الجبهوي،إذا جاز هذا التعبير،وبين التيار الوطني والقومي والإسلامي ؟
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب