مقالات

العلوم السياسية للمتخلفين ….! بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

العلوم السياسية للمتخلفين ….!
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
أمر مثير للدهشة قبل السخرية، تخيل لو تحدثنا يوما مع بروفسور في العلوم السياسية في المانيا أو سويسرا مثلاً، أن هناك من السياسيين من يدعي العلم والفهم والتجربة، يعتبر (علنا أو ضمناً) حدود بلاده حيث توجد أضرحة (قبور) للآل بيت الني محمد (ص)، وبعد، الأنكى من ذلك، حيث لا يستطيع إثبات صحة عائدية القبر، وبعضها حديثة العهد مستحدثة لأجل الارتزاق والضحك على ذقون الناس البسطاء السذج، ولله في خلقه شؤون .
وأحيانا هناك تناقضات صارخة، وتزوير واضح المعالم، ولكنه تزوير مستحب ومرغوب، فوجود ضريح لا يعني شيئاً، فالناس كانت تتجول في البلاد، في المدن الاسلامية ولا يعني شيئا أن تأتي الوفاة لأحدهم في هذا البلد أوذاك، فهي من الاشياء المجهولة ” وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت “، وعدا مرقد سيدنا علي بن أبي طالب (رض) ، فإن سائر المراقد الأخرى غير موثوقة
فمثلاً هناك ” مرقدين ” أو ” مقامين ” لشخص واحد، وينبغي على قارئي الكريم أن تكون عليما بفقه القبور لتميز بين المرقد والمقام، وليس من المستبعد أن تجرك المناقشة العقيمة إلى بروز تيار جديد يكفر التيار السايق … وكثرة التيارات بركة، تؤدي إلى خلق المزيد من الدجل والدجالين. والمقامات والمراقد. فالسيدة زينب، لها مقامين/ مرقدين، في دمشق والقاهرة، وكذلك سيدنا الحسين، في كربلاء والقاهرة، بل وحتى الخليفة أمير المؤمنين على بن ابي طالب (رض) له مقام في مدينة مزار شريف في افغانستان، ومقام في الكوفة، وأولوا الأمر لا يصححون الوقائع، لأن بتعدد المراقد والمقامات، يكثر المعممون المرتزقة، وتسيل الاموال كالجداول، وغير الأموال من مصالح كثيرة، فمن المصلحة أن تكثر المراقد والقبور. صح كانت أم تزوير، العبرة بالنتيجة، فالجماعة براغماتيون، أكثر من مؤسس مذهب البراغماتية نفسه.
ولكن للمسألة وجه آخر يدخلنا في إشكالات … حين تتدخل الدولة وتعتبر المنطقة (س أو ص) منطقة تابعة لها، وينبغي ان تكون ضمن حدود ولاياتها. والحجة الوحيدة في هذا هو المرقد أو المقام، والقبر لا يعود قانوناً لمواطن من دولتهم، فما وجه المطالبة هنا …؟ وإذا تم ترسيخ مكانة القبر، ستسبغ عليه قدسية هائلة، وستنشأ مؤسسات كاملة اقتصادية / سياسية، ويعقدون أتفاقيات رسمية بالسماح لعشرات أو مثات ألاف الزوار بكل ما يعني ذلك من تبعات سياسية وامنية وأجراء مراسم زيارة غريبة تدخل في ثقافة إيذاء النفس، وتسبب عقداَ نفسية عميقة.
وتشمل العلاقة السياسية تشجيع السياحة التي ستتحول إلى سياسة استطانية، بأسم خزعبلات الدين، وإجراءت تعديل ديموغرافية سوف يتسلل بشر من دول بها فائض سكاني للإقامة والاستيطان، ولم يتخذوا عبرة من تجربة تصدير البشر إلى سوريا الذي تسببوا في أزدحام في المطارات فراراً من الجنة الموعودة … وكأن الأمر بهذه البساطة كما يضعون الحجر الاساسي لمقام ” السيد س من آل البيت الأطهار ” لقبور ربما وهمية، فمن يستيطع أن يجزم بعائدية قبر بعد 15 قرناً …!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب