“غزة.. الحقيقة التي لا تموت”
بقلم عبدالله المنشاوي
غزَّةُ ليست خبرًا عابرًا على الشاشات،
ولا عتبةً يطؤها الجبناء ويمضون.
هي قلبُ القضيّةِ النابض،
ووجهُ الحقيقةِ حين تتوارى الأقنعة.
هي المدينةُ التي تعلّمت أن تحيا
بين هدير الطائرات،
وصراخ الأطفال،
وصمتِ العالم المُطبق كقبر.
غزَّةُ ليست بقعةً محاصرة،
بل فكرةٌ لا تُحاصر.
صخرةٌ عصيَّةٌ على الانكسار،
تحمل جرحها وتمضي.
تبني من الركام مئذنة،
ومن الدم نشيدًا،
ومن الكرامة رايةً لا تنكس.
في غزَّة،
كل بيتٍ يعرف معنى الشهادة،
وكل أمٍ تحفظ أسماء القتلة عن ظهر قلب،
لكنها ما زالت تخبز للحياة،
وتُرضِع صغارها حبّ الوطن،
وتغرس في عيونهم يقين النصر.
غزَّةُ،
حين تنظر إلى السماء،
لا تنتظر الغيم،
بل تنتظر وعد الله.
وحين تنظر إلى البحر،
لا ترى زرقةً وسياحة،
بل مجدًا غارقًا في الانتظار.
غزَّةُ،
فيها الأطفال يصيرون رجالًا قبل أوانهم،
وفيها الرجال يصيرون شهداء بلا خوف،
وفيها النساء يُربّين على مهل
جيلًا لا يعرف الهزيمة.
غزَّةُ.. ليست مأساة، بل ملحمة.
ليست حكاية تُروى، بل حقيقة تُعاش.
هي درسٌ للعالم أن الكرامة لا تُشترى،
وأن من أراد الحق لا يسأل عنه،
بل ينتزعهُ من بين أنياب الوحوش.
غزَّةُ..
ما زالت تقف،
تمسح دماءها بيد،
وترفع رايتها بالأخرى،
وتقول لكل الدنيا:
“أنا الحقيقة… ومن لا يراني أعمى.”
مع تحيات
عبدالله المنشاوي ابو عمر
