ثقافة وفنون

“حين يتحدث الليل في لغتي” بقلم حسين جمعة- بعلبك -لبنان

بقلم حسين جمعة- بعلبك -لبنان

“حين يتحدث الليل في لغتي”
بقلم حسين جمعة- بعلبك -لبنان
في ليلٍ خانقٍ، لا يبرده نسيم ولا يسكّنه قمر، يتكئ على نافذته، يراقب صمت الشوارع التي نامت، إلّا قلبه… فهو أبعد ما يكون عن النوم.
خواطره تتناثر كأوراق أرهقها الخريف، بعضها يحمل وجعًا قديمًا، وبعضها يبحث عن حنانٍ لم يصل، وبعضها الآخر يضحك في سخريةٍ من الحياة ذاتها.
يكتب : وكأنه يكتب وصيّة روحه… لا يخاطب أحدًا بقدر ما يخاطب نفسه:
“أنا لستُ بائسًا، لكني سئمت هذه الحياة…”،
“أنا لستُ غريبًا، لكني لم أجد مكانًا يشبهني…”،
“أنا لستُ شاعرًا، لكنّ الكلمات تتساقط مني كأنها تعرفني أكثر مما أعرف نفسي…”.
في قلبه مدن من الحنين، وفي ذاكرته أصدقاء صاروا غبارًا، وأماكن تحوّلت إلى صور، ووجوه صارت أسماء بعيدة. ومع ذلك، لا يزال يصرّ على أن يحمل في جيبه بقايا حلم، حتى لو كان الحلم مكسور الجناحين.
يكتب : لأنه يعرف أن الكتابة ليست ترفًا، بل هي النجاة الأخيرة، وهي الحبل الذي يمسكه حين يشعر أن كل شيء سواه ينزلق من بين أصابعه.
وفي كل ليلة، حين ينتهي من آخر سطر، يبتسم ابتسامةً يعرف أنها هشة، لكنه يتركها على شفتيه… كأنها العزاء الوحيد الذي يمكنه أن يمنحه لنفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب