دعاية صهيونية تربطه بالإرهاب.. الناشط الجزائري مروان بن قطاية المشارك في أسطول الصمود يتحول إلى هدف مباشر لإسرائيل

دعاية صهيونية تربطه بالإرهاب.. الناشط الجزائري مروان بن قطاية المشارك في أسطول الصمود يتحول إلى هدف مباشر لإسرائيل
الجزائر-
تثير التهديدات التي يتعرض لها الناشط الجزائري مروان بن قطاية المشارك في أسطول الصمود المتجه إلى غزة، قلقاً بالغاً، بعدما بثّت وزارة خارجية الاحتلال بياناً وضعت فيه صورته متهمة إياه بالإرهاب وبالتبعية لحركة حماس، ما أثار ردود فعل واسعة تطالب بحمايته.
ومما ورد في بيان وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي على وسائل التواصل، أن مروان بن قطاية، ووائل نوار وهو ناشط تونسي، مرتبطان بحركة حماس، مع الاستناد إلى صورٍ يزعم الاحتلال أنها تُظهر اتصالات بينهما وقيادات الحركة، منها صورة لبن قطاية مع القيادي أسامة حمدان.
وصرّح مروان بن قطاية في بيان مطوّل، أنه تفاجأ هو وزميله وائل نوار بحملة التشويه تلك، واعتبر الادعاءات “زوراً وبهتاناً”، مؤكداً أن الهدف الوحيد للأسطول هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة وكسر الحصار عنهم. وأوضح بن قطاية أن وجودهم في البحر فعل مقاومة سلمية يهدف إلى لفت أنظار العالم لمعاناة أكثر من مليوني إنسان محرومين من الدواء والغذاء وحرية الحركة، وأن هذه الرسالة لا تُقصد بها أي صفة عسكرية أو انتماء تنظيمي.
وأضاف أن في الأمر مفارقة واضحة: الجهة التي تُتهمهم اليوم بتلك الصلات عرضت عليهم سابقاً رسميّاً أن تفرغ المساعدات في ميناء عسقلان مع ضمان مرورها إلى غزة، وهو ما اعتبره دليل ارتباك وتناقض في رواية الاتهام. وبيّن بن قطاية بطريقة مباشرة أن اتهامهم بالإرهاب هو تكتيك قديم لشيطنة الأصوات الحرة وتبرير أي عمل عدائي ضد مبادرات إنسانية، وأنه لا دليل حقيقي على ما رُوّج من شبهات سوى صور ومزاعم لا تُغيّر من حقيقة مهمتهم الإنسانية.
وأكد الناشط أنه وشركاءه من شباب وناشطين ومؤسسات مدنية من دول متعددة لا يحملون سوى الدواء والغذاء والرسالة الإنسانية، وأن أسطول الصمود ليس ملكاً لمجموعة محددة بل لكل من يؤمن بالحرية وبوحدة الإنسانية. وأعلن أنه ومَن معه ماضون في إبحارهم ولن تثنيهم حملات التضليل أو التهديدات عن إيصال المساعدات، ودعا المجتمع الدولي والإعلام المستقل والشعوب الحرة لمرافقتهم ونقل الحقيقة كما هي، مع التحذير من أن تكرار أعمال العنف ضد سفن كسر الحصار سيكون مجازفة إنسانية كبيرة.
وتحدث بن قطاية في بيانه عن دوافعه الشخصية، معتبرا عمله جزءا من واجب إنساني تاريخي مستلهم من تجارب الشعوب في مواجهة الظلم، ومشدّداً على أن أفعاله تنبني على نوايا صادقة لا تنتظر جزاءً من أحد. وأشار إلى أن الصفات التي قادته إلى هذه المبادرة هي الحرية والرفض للظلم والصرامة في المواقف، وأنه يقف إلى جانب حقوق المحاصرين دون أي حسابات أخرى.
ويثير تخصيص الناشط الجزائري بالاسم مخاوف من أن يتم استهدافه أو اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق، ذكر عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم والمشارك في الأسطول، أن “كثيرين طلبوا من مروان أن ينزل من الأسطول حفاظاً على حياته، لكنّه رفض أن يتوارى بينما يدفع الآخرون المخاطر، لأنه قائد لا يقبل أن يضع الناس في مواجهة الخطر ثم يختفي عنهم”. وأشار إلى أنه تكلّم مع بن قطاية مرات عدة، وقد حاول إقناعه بأسباب شرعية ومنطقية للنزول وبتقديم وعود لأدوار مستقبلية، لكنّ مروان ظلّ متمسكاً بموقفه القيادي.
وبحسب السياسي الجزائري، فإن بن قطاية كان واعياً تماماً بحجم الخطر وأنه قبل، في حال أصرت لجنة القيادة العالمية على قرار إبعاده، أن يمتثل لقرارهم، لكن الظروف شاءت ألا يكون هناك اتصال مع البرّ ولا نزول ولا توقف، فاستمرت الرحلة. وبيّن مقري أيضاً أن ما طُرح من افتراءات حول انتماء مروان لا أساس له من الصحة، وأنه مجرد ناشط سلمي يسعى لكسر الحصار عن غزة، مثل كثيرين من المتطوعين الذين قدموا من أنحاء العالم لهذه المهمة النبيلة.
ودعا رئيس حركة مجتمع السلم السابق، إلى الوقوف بجانب مروان مادياً ومعنوياً وقانونياً، وشرح أن حماية القادة الناشطين هي مسؤولية جماعية، وأن محاولة تشويه سمعتهم تُعدّ استهدافاً للعمل الإنساني نفسه. وطلب مقري من المؤيدين والعاملين في الساحة أن يتفهموا أنّ الأزمة التي يمرّ بها مروان لا تقتصر على تهديد شخصي وإنما تمسّ قضية إنسانية أوسع تستدعي تضامناً عملياً وواجب حماية واضحا.
وسرعان ما توسع التضامن مع بن قطاية إلى حملة على مواقع التواصل تطالب بحماية الناشط. وفي هذا السياق، دعا الناشط مصطفى بوقبرين إلى تحرّك فوري لحماية الناشطين. وأضاف أن التاريخ لم يعرف غبياً أكثر من هذا العدو، مطالبا الدول والمنظمات ووسائل الإعلام أن تحمي مروان ووائل بنشر صورهما واسميهما لرفع كلفة أي استهداف.
وبحسب السياسي الجزائري، فإن بن قطاية كان واعياً تماماً بحجم الخطر وأنه قبل، في حال أصرت لجنة القيادة العالمية على قرار إبعاده، أن يمتثل لقرارهم، لكن الظروف شاءت ألا يكون هناك اتصال مع البرّ ولا نزول ولا توقف، فاستمرت الرحلة. وبيّن مقري أيضاً أن ما طُرح من افتراءات حول انتماء مروان لا أساس له من الصحة، وأنه مجرد ناشط سلمي يسعى لكسر الحصار عن غزة، مثل كثيرين من المتطوعين الذين قدموا من أنحاء العالم لهذه المهمة النبيلة.
من جانبه، دعا محمد وعراب إلى تحرّك عاجل من الجهات القادرة على الحماية، واصفاً البيان بأنه “كذب وتضليل وتبرير لأي استهداف حقير”، ومشدّداً على ضرورة أن يتحرّك الفاعلون الآن أو يصمتوا “صمت القبور”. وفي هذا الإطار طالب عدد من الناشطين والمنظمات بنشر واسع للمواقف ورفع سقف التضامن حتى لا يتعرض القادة لمخاطر استثنائية مقارنة ببقية ركاب الأسطول.
كما نبه المدون جمال طواهري إلى خطورة تصنيف قادة الأسطول كمنتمين إلى تنظيم إرهابي، ورأى أن هذا التصنيف استباقي ويهدد بتبرير اعتداءات مستقبلية. ومن ثم دعا إلى خطوات عملية منها نشر معلومات مكثفة عن الأبطال لرفع الكلفة السياسية على الجهة المهاجمة، وتحريك الإعلام والمؤثرين لتسليط الضوء على القضية، وحثّ النواب والهيئات البرلمانية على أخذ الموضوع بجدية، وتوضيح الصفة الإنسانية للأسطول ورفض تمييز أي ناشط بحسب جنسيته.
وأكّد صلاح الدين مقري أن واجب الجميع هو حماية هذا القائد والمناضل، ودعا إلى ملء الفضاءات الرقمية والإعلامية بالكلام عن مروان والأسطول وشرح أهدافه، ودعا المنظمات والجمعيات والجهات الرسمية إلى الانخراط في هذا التضامن، معتبراً أن أقل الواجب فعلاً هو الدفع بكل من يستطيع أن يساهم إعلامياً وقانونياً لحماية الأسطول ومنعه من أن تتأثر مساعيه البشرية.
وقد تكررت الدعوات من فاعلين آخرين إلى نشر صور ومعلومات الناشطين عبر المنصات لخلق مناخ حماية شعبية، كما طُلب من المنابر الإعلامية الدولية أن تدقّ ناقوس الخطر وأن تتحمّل مسؤولياتها في كشف الوقائع بدل تبنّي رواية تُسهل استهداف المتطوعين.
يذكر أن مروان بن قطاية هو مناضل في حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي في الجزائر وقد شغل عدة مناصب داخل الحزب تتعلق بالشباب. كما عرف عنه حماسه الكبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومشاركته في مختلف المبادرات التي تهدف لكسر الحصار عن غزة.
“القدس العربي”: