مقالات
نحو حركة للتيار القومي العربي-حزب البعث أنموذجاً بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

نحو حركة للتيار القومي العربي-حزب البعث أنموذجاً
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
النقد الجاد والذي يبحث عن حلول لإشكالات الفكر القومي العربي،وفصائله المتنوعة في تركيب بناها الاجتماعيّة،وأطروحاتها الفكرية،والنقد يمثل عصمة للفكر،وعصمة للبنى التنظيمية،ومن يخشى النقد يكون على ضلالة متنوعة المضامين،ومتعددة الحاجات والغايات.
هذه المقدمة أتت عن تساؤلات وأسئلة مطروحة في حياتنا اليومية،وفي أنشطتنا الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية .والواقع المعيش بكل جنباته يطرح في لحظاته وساعاته هذه الاسئلة،بحثاً وتوجهاً،بحثاً عن الصح والأفضل،وعن آليات لفض الاشتباك مع هذه الإشكالات،من أجل بلوغ معركة المصير بدروبها المشروعة التي تصل الأمة العربية إلى أهدافها وتطلعاتها.
وإذ نسأل سؤالنا الذي يقود هذه التوجهات،هل التيار القومي العربي راض عن حالته النضالية،واستراح للأهداف التي حقّقها وبلغها في نضالاته،أم أنه أمام تحديات موغلة في قدمها،وتحديات مستجدة في حياتنا العربية،في مستوياتها الجهوية والوطنية والقومية،وهل هو في حالة مراجعة لنضالاته لانه وصل إلى قناعات لاتقبل الشك خسرانه لأكثر من موقع بلغها في نضالاته،في عقد الخمسينات والستينات من الألفية الثانية،وكانت هزيمة حزيران بالنسبة للتيار القومي العربي
بداية لهزائم جديدة ومستجدة دون توقف،حتى هذه اللحظة؟
لكي لاندخل في التعميم،وما للتعميم من نواقص،نتجنبها في ذكر انتصارات هنا وهناك.لاسبيل لذكرها،نستثني من ذلك الحدث القومي في العراق عام1968.
وذكرنا لهذا الحدث القومي،يأتي، بما حققه من انتصارات على الساحة الوطنية والقومية،يوم فرض نفسه بإنجازاته،حركة لفكرالبعث،رأت فيه تنظيمات البعث في كل الأقطار العربية مصداقيتها النضالية،بشهادة ماكانت تأتي به من مكاسب
من تأميم النفط إلى امتلاك الشرعية العربية الشعبية.بحمايته الجبهة الشرقية للوطن العربي،حيث طوى وازع الانقسام،وفند أباطيلها،وعلى من شرعية قيادته القومية،يوم برهن للاتجاه القومي العربي،ضلالة الحكم في سوريا الذي لبس لباس البعث ،ورامياً بحركة شباط المؤامرة في سلة الوازع الطائفي ونوازعه،والارتماء في حضن النظام الطائفي الصفوي،ومشتقاته في أكثر من قطر عربي.
لكن هذه الحركة القومية في العراق ضربت من خلال عدوان صهيوني نفذه الحلف الأطلسي .بقيادة الوكر الصهيوني القابع في البيت الأبيض الأسود في الولايات المتحدة الأمريكية،الأمر الذي صار على البعث استنباتها في كل تنظيماته،وإذا كان البعث في العراق،رغم كل مالاقاه من جراء مؤامرة اجتثاث البعث من ضربات موجعة،وفي مقدمتها وازع الانقسام والتشرذم،فإنه لايزال بنضاله يمثل في العراق الحركة لفكر البعث،وهذا لايعني بأننا نضن على البعث بلوغ أن يكون حركة
للبعث في قطره،أبداً ولإ بأي حال من الأحوال،وإنما إن يستعيد لهذه الحركة وجهها الصدامي،الذي يستجيب له الشارع العربي،يوم كان البعث بنضاله يحرك هذا الشارع،في أكثر العواصم العربية.وهذا القول يستدعينا أن نفكر في وجه العلاقة بين فكر البعث،وخاصة فكر البدايات،وحال تنظيماته كحركة في الشارع العربي،هل هي قائمة على التطابق،بين الجانب النظري والجانب النضالي الممارسة؟
هذا السؤال النضالي،وبناء على مراقبة مسؤوله عن نضال البعث،في الشارع العربي يتطلب منا،ومن موقع المسوولية النضالية، أن نسعى لبلوغ قفزة نوعية في ارتقاء منظمات البعث،إلى أن تكون في أقطارها حركة لفكر البعث وأهدافه
ورسالته الخالدة،ومعركة المصير العربي،التي نرى ملامحها في صمود وحهاد أبناء العروبة في غزة العز والفداء.
د-عزالدين حسن الدياب