مقالات
الفصيلة العصابية ومخاطرها على الأمن القومي العربي القطر السوداني أنموذجاً بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

الفصيلة العصابية ومخاطرها على الأمن القومي العربي القطر السوداني أنموذجاً
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
في أعقاب فشل أغلب فصائل التيار القومي،بلوغ مشروعها في الوحدة العربية،والظفر بالنهضة والتقدم،تكاثرت الانقسامات في فصائله،وبدأت العقلية الفصائلية تنمو وتترعرع،داخل هذه الفصائل،ووجدت هذه النزعة الفصائلية ضالتها،غداة صعود التيار الاسلامي ،على حساب التيار القومي.في أكثرمن قطر عربي .
لماذا هذا المطلع ونحن نبحث بشأن الفصيلة المنظمة؟
نريد أن نمر على ظاهرة الفصائلية،لنمر على ما انتهت اليه،لتكون في الموقع الذي يخدم،ويشكل مؤشراً على مخاطر الفصيلة عندما،تولد وتنشأ،إلى جانب الجيش النظامي.
كتيبة سليم حاطوم وصحبه من مجلس الرواد “بدر جمعة” هذا المجلس الذي كان أحد تنظيمات البعث العسكرية،والذي انتهى اليه،يوم غرر به،مستغلاً طموحه لبلوغ السلطة في اعلى مراكزها في القرار السياسي للدولة،صلاح جديد وشلًته من حافظ أسد إلى محمد عمران ،والجندي.
كتيبة حميدتي التي شكلها البشير،أداة قمع ومحاصرة،وإسناد للجيش السوداني،في مدافعة المعارضة الوطنية والقومية،وأطراف من التيار الإسلامي السًوداني،الذي سينتمي لعقلية الجيل المؤسس الأصولي لهذا التيار،ونجح حميدتي في إقناع البشير بتحويل الفصيلة إلى قوة عسكرية ضاربة،بعد نجاحاته في ضرب المعارضة،واجتثاث بعض قواها.
وما لفت الانتباه إلى فصيلة حميدتي في السودان،ما أثار مخاوفي،ظاهرة التكتلات العسكرية في العراق،غداة الظاهرة الخطرة التي تمثلت في أطروحة اليمين واليسار في البعث ،التي
تلت ثورة رمضان عام 1963.وتشكيلها الموشر الرئيس في وعينا لتشكل فصيلة”كتيبة “سليم حاطوم في سوريا بعد هزَة الثامن من آذار1963 ظاهرة في الحياة العسكرية السورية .
وفي أعقاب انقلاب البرهان وحميدتي على البشير،وخروج المظاهرات في الشارع السوداني فرحا في الخلاص من حكم طاغية جديد في الوطن العرب,تقمص الإسلام على هواه،فرأت العقلية الفصيلة التي بدأت تستقطب من ضباط الجيش السوداني،وتشكل ذهنية فصيلية لمجموعات عسكرية،انزاحت مع هذا التوجه .
ومما زاد انتباهنا غداة الانقلاب في السودان القمع الوحشي
للمظاهرات،التي لايسوغ لقمعها،إلاّ الخوف من الأحزاب الوطنية والقومية،التي كانت تريد الدفع بالانقلاب ليصبح ثورة.
ونعود لنسأل،ماذا نستدل من ظاهرة الفصيلية بشكل عام والظاهرة الفصيلية في السودان التي شكلت بلاء ودماراً وترحيلاً وتهجيراً واغتصاباً،وصف ما شئت من الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في السودان،والتي تؤسّس بذهنيتها لتقسيم السودان في نهاية الأمر.
الذهنية الفصيلية،أينما كانت،وأينما وجدت ،ذهنية عشائرية
عصبوية،وخاصة في المجتمع العربي،الذي تشغل فيه العصبية
القبلية وولاءاتها وانتماءاتها مساحة كبيرة في النمط الثقافي/النسق العربي،وعلى اختلاف مستوياته الجهوية والوطنية والقومية،
وهذه العصبية ووازعها القبلي للتنظيم الفصيلي،عرفناها من ممارساتها في العراق في أعقاب العدوان الأطلسي على العراق عام 2003 والسودان،ومما وجدناه من تعريف لغوي للفصيلة.حاء في المعجم الوجيز” (الفصيلية)عشيرة الرجل ورهطه الأدنون،وأقرب آبائه إليه[…..]و-جماعة صغيرة من الجند.-المعجم الوجيز-مجمع اللغة العربية في القاهرة-1992-ص474″
ويوحي لنا هذا التعريف،أن الظاهرة الفصيلية المسلحة،
أصبحت من الظواهر التي تعشعش في بنية الجيوش العسكرية
والمخيف في الأمر أن لاتكرر نفسها ووجودها ومخاطرها على الأمن الوطني والقومي،في أكثر من قطر عربي،فكلفة وجودها غاليةالثمن على قضية المصير العربي،في إضعافها البشري والمالي والاستراتيجي لمعركة المصير ،وخاصة التمويل من أقطار عربية لهذه الفصيلة.
د-عزالدين حسن الدياب



