مقالات
السياسة العمياء والعرف العاهره
السياسة العمياء والعرف العاهره
بقلم الدكتورة جنيت ميخائيل:
ليست دولا تتحارب وتتناحر مع بعضها البعض، بل هي سياسة تغرس في أعماق الأذهان والنفوس والضمائر والعقول بالمجتمع، حيث تترسخ لدى قناعات بعض الأفراد منذ نعومة الأظافر.
من هذه السياسات العمياء مقولات: «إن المرأة عورة» «المرأة ضعيفة» «المرأة لا كلمة لها» «المرأة لا بد أن يُطمس وجودها ولا يعلو صوتها».
وبمثل هذه السياسات تكسر أجنحة المرأة وتدمر أحلامها بسبب محاولة ربط تلك الأمور والسياسات بالدين، وهو ما قد يؤثر في مكانة المرأة بالمجتمع، وهذا يدل بلا شك على الجهل والتخلف العقلي والفكري وقصر مدى الإدراك لمعتقدي هذه الأفكار والمواقف البغيضة، وتأتي هذه الأفكار والمواقف التي يتخذونها ضد المرأة حتى يتسنى لهم جذب وإقبال وتقبل أكبر عدد من المؤيدين بأهدافهم الأيديولوجية المخبأة تحت عباءة الدين وعادات وتقاليد المجتمع.. والدين والعادات منها براء.
فالذين يؤمنون بهذه الأفكار العقيمة يجعلون دور المرأة وأهميتها ووجودها فقط للتكاثر والتناسل وإسعاد الرجل، ولتلبية احتياجاته دون أهمية تذكر لمعرفة نفسها وتلبية احتياجاتها وتحقيق أحلامها وطموحها! خاصة بعد حصول المرأة على حقوقها التعليمية والاجتماعية واستقلالها ماديا ومعنوياً، وبذلك أصبحت قوية ووجدت التمكين لنفسها بالمجتمع، وأيقنت في ذاتها أنها ليست مجرد رقم يؤثر فقط بالتعداد السكاني دون أهمية بالتغير والتطوير والنهضة ودفع عجلة التنمية، وذلك رغم وجود أصوات بغيضة تختفي وتعلو بين الحين والآخر بأن الله سيغضب علينا وسوف نفقد النعم والأمن والأمان.
والحقيقة أن كل تلك الأصوات نابعة بكل تأكيد من الشعور بالدونية وفقدان التأييد والدعم المعنوي للنفس من الآخرين، ومع خِيبة مساعيهم ووضوح رؤيتهم الدنيئة، التي الآن نشاهدها ، بالرغم من أن كل هذا الأمر يصبغ بمسمى الدين والأصول والتقاليد، وهذه مسرحية أيديولوجية هزلية.
، وقد نافست المرأة بالمجتمع وأثبتت قوتها وقدرتها وعلمها وثقافتها، وتمكنها من أن تكون شخصية قيادية في جميع المجالات والأعمال، وأنها إنسان له كل الحقوق في العيش والمنافسة والطموح والسعي وراء الحلم والطموح.
ومع وجود المرأة بالمجتمع بقوة ازدهرت اقتصاديات الدول وقوتها، وذلك تزامناً مع زيادة وتيرة عجلة التنمية والنهضة أساسياً في هذه النهضة والإصلاح والتطور الشامل
والأسئلة التي تطرح نفسها الآن هي:
– لماذا لم تركز تلك الأصوات على المشاكل ومعالجتها والتطوير الحاصل بهدف نهضة وتطور المجتمع؟!
– لماذا تركز هذه الأصوات وتصب على طمس هوية وحياة المرأة؟!
في واقع الأمر أن السياسة العمياء لبعض الأشخاص وأفعالهم مدمرة للمجتمع، حيث يستغلون فيها بعض أفراد المجتمع تحت غطاء الدين والتقاليد والعادات، حيث تمثل هذه السياسات حروباً استغلالية وانتهازية للعقل والفكر بالمجتمع، وتعدُ من أصعب الحروب الرجعية لتدمير إعادة بناء المجتمع وتوازنه على المدى القصير والطويل.
بالختام.. يجب أن نشير إلى إيماناً بالاستماع لصوت العقل وتصديقه دائماً، وأننا نسعى لبناء أجيال تتفانى بكل إخلاص لمعرفة الحقيقة، وتسعى وراء الحقيقة وثقافتها وعزتها ومجتمعها المتنور المتطور، الذي يحارب الرجعية والجمود الفكري والحضاري، وهذه أخطر المصائب التي تزرع عدم الأمن والأمان والسلام والإنسانية بالمجتمع، حيث يتم غسل العقول البشرية، مما يساهم بكسب جيش من الضلال الفكري دون أسلحة بأقل التكاليف المادية، وفي واقع الأمر فإن التكلفة تكون باهظة للغاية، وإن هذه المعتقدات تستمر وتتوغل وتنتشر وتصل إلى عقول بعض الأجيال التي تؤمن بهذه الأفكار الأيديولوجية البغيضة تحت غطاء وعباءة الدين والعادات والتقاليد، والتي يكون لها آثار جانبية خطيرة مثل ما أظهر بعض الصور بالمجتمع، حيث يتم قتل وإجبار النساء على الزواج بالعنف من خلال التحرش السافر بالمرأة، رغم كل التبريرات المستمرة للاحتفاظ بهذه الأهداف والسياسات الأيديولوجية العمياء عديمة الرحمة والإنسانية في كل الأحيان. بقلم الدكتورة جنيت