ثقافة وفنون

فيلم سينمائي جديد عن غولدا مائير يكشف أسرارا جديدة عن أشرف مروان وحرب تشرين

فيلم سينمائي جديد عن غولدا مائير يكشف أسرارا جديدة عن أشرف مروان وحرب تشرين

لندن – : كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضخم إنتاج سينمائي لفيلم جديد عن رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير، وتفاصيل جديدة تسرد لأول مرة عن حياتها خلال حرب السادس من أكتوبر.
وقال موقع “مكور راشون” الإخباري الإسرائيلي، إن معظم الإسرائيليين” ينتظرون فيلم المخرج جاي ناتيف الجديد في مناسبة الذكرى الخمسين لحرب “يوم الغفران”، حرب السادس من أكتوبر بين مصر وسوريا وإسرائيل عام 1973 حيث يقدم زاوية جديدة حول شخصية المرأة الوحيدة التي كانت رئيسة وزراء إسرائيل.
ويأتي المخرج الإسرائيلي (الحائز على جائزة أوسكار لأقصر فيلم) جاي ناتيف ويقدم نسخة أخرى من قصة غولدا (تركز فقط على فترة حرب يوم الغفران) والتي عُرضت لأول مرة الخميس الماضي، في ليلة افتتاح مهرجان القدس السينمائي، وفي غضون أسابيع قليلة سيعرض الفيلم أيضا في عروض تجارية منتظمة في إسرائيل وحول العالم.
ويكشف الفيلم أن الجنرالات الذين خدموا تحت قيادتها كانوا أكثر مسؤولية منها، فبالرغم من أنها كرئيسة للوزراء لديها مسؤولية وزارية زائدة، لكن الجنرالات كانوا الخبراء الذين استشارتهم، وكان اثنان على الأقل من كبار السن من بينهم من أدوا وظائفهم بشكل مخز مثل وزير الدفاع موشيه ديان، البطل الموقر في حرب “الأيام الستة” – التسمية العبرية لحرب عام 196، الذي انكسر في اليوم الأول من حرب يوم الغفران، وظهر بوجه كئيب في مقابلة تلفزيونية تهدف إلى رفع الروح المعنوية.
والشخصية العسكرية الثانية الفاشلة التي سلط الفيلم الضوء عليها كانت اللواء إيلي زيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها فقد كان على يقين من أن الحرب لن تندلع لدرجة أنه لم يمتثل لأمر الحكومة لتفعيل أجهزة الاستماع الخاصة التي تم زرعها في مصر، بل إنه كذب بالقول إنه تم تفعيل الأجهزة وأنها لم تكشف عن شيء للتغطية على فشله. وسلط الفيلم أيضا عن جهود الجاسوس الكبير الذي كانت إسرائيل وظفته في محيط الرئيس المصري السادات – في إشارة للعميل المزدوج أشرف مروان – الذي حذر من حرب ستندلع يوم كيبور (أي يوم الغفران)، رغم أنه قال لهم إن الحرب ستندلع في السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما اندلعت بالفعل.
وقال الموقع العبري إن مروان كان في الواقع عميلا مزدوجا يهدف إلى تضليل إسرائيل، وفي وقت لاحق، بعد سنوات من الحرب كشف حتى عن اسم هذا الجاسوس مما أدى إلى وفاته بطريقة مريبة ب ـ”السقوط الغامض” من شرفة منزله بلندن.
وقال الموقع إن الفيلم يسلط الضوء أيضا على كيفية عمل غولدا كجدار حديدي، وكان هناك من أطلق عليها لقبا كان من شأنه أن يثير انتقادات نسوية حادة اليوم وهو “الرجل الوحيد في الحكومة”، فلم تكتف بتشجيع ديان الذي انهار وطالبته بأن يعود إلى رشده، بل وقفت في وجه كل الضغوط الدولية، بما في ذلك من الأمريكيين، الذين أرادوا مساعدة مصر على إنهاء الحرب بإنجاز مثير للإعجاب، من شأنه أن يعزز شرفهم الوطني، وجلب المصريين إلى طاولة المفاوضات، بعد فشلهم في حرب الأيام الستة.
وفي مشهد قوي بشكل خاص في الفيلم (والذي حدث أيضًا في الواقع)، أوضح وزير الخارجية الأمريكي (اليهودي) هنري كيسنجر لغولدا أنه مواطن أمريكي أولاً، ثم وزير خارجية الولايات المتحدة، وأخيراً فقط يهودي. ولم تتردد غولدا قبل أن تلقي له الإجابة النهائية: “عزيزي هنري، نحن في إسرائيل نقرأ من اليمين إلى اليسار”، حتى أن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس وهو ما لم يظهر في الفيلم، قال إن غولدا حصلت من الولايات المتحدة على “قطار جوي” مثير للإعجاب بمعدات عسكرية متطورة، ومن بين أمور أخرى من خلال التلميح إلى أنها إذا وقفت وظهرها إلى الحائط فقد تقوم بتفعيل “السلاح السري” الذي بحوزتها.
وتحت قيادة غولدا، ذهبت إسرائيل في غضون 19 يومًا إلى ما كان يُنظر إليها على أنها مفاجأة (في الواقع، كما هو موضح أيضًا في الفيلم) حيث يشير الفيلم الى أن إسرائيل كانت ملزمة بشكل أساسي بالتزام مع الأمريكيين بعدم إطلاق أول هجوم، أو شن ضربة استباقية بسبب التزام مشابه قدمه الأمريكيون للروس، وفق التقرير العبري.
وزعم الفيلم أنه بسبب قلب غولدا الطاولة في الحرب على الجبهتين المصرية والسورية لم يجرؤ أحد على ضرب إسرائيل مرة أخرى حتى يومنا هذا باستثناء عدد قليل من الصواريخ التي أطلقها صدام حسين في حرب الخليج، والتي كانت بمثابة محاولة لتفكيك التحالف العربي ضده.

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب