مصطفى العقاد وأحمد زكي واجهتان للسينما العربية في أمريكا

مصطفى العقاد وأحمد زكي واجهتان للسينما العربية في أمريكا
قبل أن تبدأ فعاليات المهرجان المصري الأمريكي للسينما في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، بدأت الحملة الدعائية مُبكراً في التدشين للدورة الثالثة المُزمع إقامتها في الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهي المُهداة إلى روح المخرج السوري مصطفى العقاد والنجم المصري أحمد زكي.
وقد استبق انعقاد الدورة عدة ترتيبات من أهمها توضيح الرؤية السينمائية القائمة على تعزيز أواصر العلاقات بين السينما المصرية والعربية، والسينما العالمية في ضوء كسر حاجز اللغة واتصال الثقافات الدولية المُختلفة لخلق مناخ ثقافي سينمائي يعمل على تقارب وجهات النظر في القضايا السياسية والاجتماعية، ويساهم في حل الأزمات الناتجة عن اختلاف الثقافات وبُعد المسافات وعدم وجود روابط مشتركة كافية لتحقيق التفاهم المطلوب.
وفي إطار الإعلان عن طبيعة الفعاليات أكد رئيس المهرجان الكاتب الصحافي صفوت يوسف، أنه قبل انطلاق حفل الافتتاح الرسمي للدورة الثالثة للمهرجان، سوف يتم افتتاح أسبوع الفيلم العربي وبانوراما السينما المصرية، وذلك في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول المُقبل لتسليط الضوء على الإبداع السينمائي العربي والمصري بمُختلف مراحله وشتى صوره الفنية، ليتسنى للجمهور الأجنبي الإحاطة بمستوى الأفلام والقضايا التي طرحتها السينما العربية على مدار تاريخها الفائت كله، لاسيما السينما المصرية التي تُعد الأقدم والأكثر تأثيراً في منطقة الشرق الأوسط قاطبة.
وبالقطع سيتم ضمن برنامج الاحتفال بسينما مصطفى العقاد، عرض أهم أفلامه، «الرسالة» و«عمر المختار»، بالإضافة إلى بعض أفلامه الأخرى التي قدمها أثناء وجوده في هوليوود وهي الأقل شهرة في إنتاجه السينمائي المُتميز، التي اختلفت في نوعيتها وطبيعتها عما قدمه بعد مرحلة النضوج والاختيار، والتخلص من شروط الإنتاج والتوزيع، وسوق الفيلم الأمريكي الذي كان يتطلب نوعيات تجارية أقل أهمية، كأفلام رعاة البقر التي اعترف العقاد بمساهمته فيها كمساعد مخرج لأسباب تتصل بضرورة بقائه في الولايات المُتحدة الأمريكية، واستعداده للانطلاق بشكل أقوى كما حدث بالفعل في دورة تطوره السينمائي وتخلصه من مأزق التمويل الأجنبي. وبالتوازي يعتزم المهرجان السينمائي المصري الأمريكي عرض ملامح من مشوار الفنان أحمد زكي، كأبرز نجوم السينما المصرية باختيار مجموعة من أفلامه المُتميزة كـ«الهروب» و«البريء» و«البيه البواب» و«زوجة رجل مهم» و«أيام السادات» و«أربعة في مهمة رسمية» و«ضد الحكومة» وغيرها من الأفلام التي ظهرت فيها قُدراته التمثيلية وعبقرية أدائه، حيث التصاقه بالشخصيات التي يجسدها ومهارته البالغة في التقمص والتعبير الحركي، بتوظيف حواسه كافة للدخول في الحالة الفنية والتماهي فيها كجزء لا يتجزأ منها. كما يتم إلقاء نظرة عابرة على محطات أحمد زكي الرئيسية منذ بدايته وحتى وفاته، أثناء تصوير فيلم «حليم» الذي كان يجسد فيه شخصية المطرب عبد الحليم حافظ، وتتضمن هذه المحطات أدواره المهمة في أفلام مثل «شفيقة ومتولي» و«موعد على العشاء» و«الحُب فوق هضبة الهرم» و«لا أكذب ولكني أتجمل» و«الليلة الموعودة» و«النمر الأسود»، إلى آخر القائمة السينمائية الطويلة بتنويعاتها الدالة على عمق الموهبة لدى الفنان الفريد من نوعه والأبرز بين أبناء جيله.
وبالعودة إلى فعاليات المهرجان السينمائي المصري الأمريكي تجدر الإشارة إلى اعتناء المهرجان في دورته الثالثة باختيار خمسة أفلام مصرية للمشاركة في المسابقة الرسمية كحد أقصى، وتشمل الفيلم الروائي الطويل والقصير والتسجيلي والأفلام المصورة بالموبايل، ومشاريع التخرج التجريبية لطلبة السنة النهائية في المعهد العالي للسينما والأكاديميات الفنية الأخرى، كنوع من التحفيز والتشجيع والمُبادرة بدعم المواهب المُتميزة ووضعها على الطريق الصحيح. وقد استحدث المهرجان العالمي قسمين جديدين، قسما لعرض كلاسيكيات السينما المصرية، وقسما آخر سيكون بمثابة نافذة على السينما الأمريكية، باعتبار المهرجان مُقام في ولايتين من الولايات المُتحدة الأمريكية هما نيويورك ونيوجيرسي، وسوف تختص النافذة البانورامية بعرض الأفلام الأمريكية الحاصلة على جوائز الأوسكار فقط دون غيرها من الأفلام الأخرى.
وفي ما يتعلق بمعايير التفوق والإجادة ومُكتسباتهما المادية والمعنوية، قررت إدارة المهرجان برئاسة صفوت يوسف تخصيص مجموعة من الجوائز تحمل أسماء كبار نجوم السينما في تخصصات مُختلفة، كصلاح أبو سيف مُخرجاً ومحمود مرسي مُمثلاً وماجدة الصباحي ممثلة وعبد الحي أديب سيناريست وأندريا رايدر مؤلفاً للموسيقي التصويرية. كما خُصصت جائزة باسم الجمهور لأفضل فيلم تجاري، بالإضافة إلى إقامة معرض لأهم أفيشات السينما المصرية وصور النجوم والنجمات في لقطات فنية موحية ومعبرة، وذلك لتغذية الشعور بالأجواء السينمائية والإبداعية واكتمال الطقس الفني الدافع للمُعايشة والتذوق.
٭ كاتب مصري