مقالات
امة الرسالة الخالدة بين حقيقة البقاء وإستحالة الفناء -بقلم خالد ضياء الدين
بقلم خالد ضياء الدين -السودان

امة الرسالة الخالدة بين حقيقة البقاء وإستحالة الفناء
بقلم خالد ضياء الدين
(1)#الهدف:أراء حرة
ظلت الأمة العربية عبر التأريخ وفي كل مراحل صراعها ضد الغزاة عصية على الإجتثاث، وستظل كذلك، فلا الفرس والروم ولا امريكا وطفلتها المدللة التى غرست كالخنجر في خاصرة فلسطين العربية،ولا جيوش وعصابات الدنيا متحالفة ولا وكلائها الشعوبيين تملك القدرة على إنهاء دورها وكبح نهوضها القومي التقدمي الإنساني.

{{انا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون}}
والذكر يحفظ بلغته ونحوه وصرفه،يحفظ بقواعده وبالناطقين به الذين يحملون ويتحملون مترتبات تكليف حمل الرسالة والتبشير بها.

اين الأمم السابقة..اين امبراطورية الفرس والروم،اين جيوش التتار والمغول الذين ارادو طمس هوية الأمة العربية بعد إحتلالهم بغداد الخلافة فرمو كتبها في النهر حتى تبدل لون الماء ومشت خيولهم عليها جاعلين من كتبها واوراقها جسرا يوصلهم للضفة الاخرى؟!
احتفل التتار بهزيمة حاضرة العرب،بعد ان عاسو في الارض فساد،معلنين “من طرفهم” عن إنتهاء ماظنوه “اسطورة” خلود الأمة العربية،ولكن كما العنقاء بعثت من بين الركام وتفتحت ازهارها واينعت سنابلها واتت اكلها،لتستمر تقدم عطاءها الإنساني الحضاري غير المحدود.

1/ مرحلة محمد علي باشا
2/مرحلة جمال عبد الناصر
3/مرحلة صدام حسين
واما المرحلة الثالثة فهي الاشد قسوة وضراوة
“وعلى قدر اهل العزم تاتي العزائم”

“عبادة وثقافة وتراث” ليستمر نبع العطاء ويتجلى في ظهور حزب الأمة العربية واضع نظريتها الفكرية والتنظيمية في
“الوحدة والحرية والاشتراكية”
كحالة نهوض ومعالجة ذاتية لجسد الأمة الذي يعاني حاليا من التجزئة والتبعية السياسية والفكرية كذلك من التردي الإقتصادي نتيجة تراكمات إعتلاء حكام باعوا اغلى ماتملكه الامة بابخس الاثمان.
هذا الامر لم يحبط شعبنا العربي الذي ظل ينتفض باشكال مختلفة ويثور ضد حكامه من اجل إستمرار الأمة في تقديم رسالتها ومن اجل واقع حر ديمقراطي يخرج الإبداع الموجود عند انسانها التي تحول الدكتاتوريات وانظمة البطش دون اخراجها.

واعدامهم بابشع الطرق ومحاولة تكبيله عبر الأجهزة الأمنية العربية العميلة،كل ذلك لم ينل من حزب الفطرة السليمة انما كان دافعا ورافعة تعلى من وتيرة نضال رفاقه الأوفياء،ولان البعث عنوان الأمة وفصيلها المتقدم في الدفاع عنها تظل دوما مصوبة نحوه بنادق اعداء الامة.

لقد هرب الامريكان امام قوة مقاومة شعب العراق وحزبه الوطني القومي التقدمي ومعهم احرار الامة، وبالرغم من قوة جيوشهم وتخطيطهم لمشروعهم الاستعماري ولو الأدبار مخلفين الشعوبيين الفرس الصفويين ليقوموا بتنفيذ “حلمهم”
بذبح القومية العربية وحزبها المؤمن المجاهد من الوريد الي الوريد ولكن من فرط المقاومة وصمودها ابت السكين الا ان تحاكي حالها مع سيدنا ابراهيم،فخرج الذبيح سالما غانما وكان الفداء.

“وماجئت إلا لأتمم مكارم الأخلاق”.
نظرية الأمة العربية جسدها فكر البعث ارضا وشعبا واهداف،تأريخ وحاضر ومستقبل،هوية ثقافية وإنتماء حضاري، تلاقح وإمتزاح،رؤى متقدمة وفلسفة حياة،فهم متقدم للدين باعتباره روح الامة وملهمها الثورة على الباطل،النظرية نبع معرفي انساني منفتح ومتجدد باشكال مختلفة،هي بحر لا تسكن امواجه ولن تجف مياهه.

وهذا ليس حديث عاطفي ولا امنيات واشواق إنما هو واقع الحال فثقتنا في امتنا العربية تنبع من كونها امة الرسالة الخالدة،وعلى عاتقها يقع حفظ لغة القرآن، ولانها الناطقة بلسانه يزيدنا ذلك ثقة في استحالة زوالها،وإن صدقنا بانها تمر بحالات من الصعود والهبوط،لكنها ابدا لن تموت
“كيف تموت امة شرفها الله بحمل الامانة ونشرها؟”
ومن للقرآن والتفسير والنحو غير اللسان العربي المبين؟

سر بقاء هذه الامة العظيمة انها لم تدعى يوما انها الافضل او هي شعب الله المختار ولم يكن في جدول اعمالها يوما إلا الإنشغال بتقديم نفسها بافضل الوسائل، ولانها على ثقة من نفسها لم يسجل عليها التأريخ انها بنت جدارا “ماديا او معنويا” يمنعها من التفاعل مع الامم الاخرى.

“قبائل متحالفة أو متقاتلة”
لكنه اصبح اكثر قساوة بعد ظهور الإسلام الذي وحدها وشذبها ومنحها زخم حمل رسالة الحياة،فكان هو روحها ونبضها ونسقها الذي يغذيها..وقد إستمر إستهدافها،وبالرغم من ذلك ظل اسمها مسطر في سفر الخلود مكتوب عليه
“هذه الامة العربية امة ناهضة،تمر بكبوات تعقبها إنتصارات، يتشكل وجدانها من خلال تفاعلها الإيجابي مع الامم الاخرى،لم ينضب معينها يوما ولم يجف ضرعها المعطاء وستظل كذلك لانها تحمل دوما بذرة خلودها، ولانها امة الرسالة الخالدة ستبقى لانها من فيض الإسلام المتجدد المتفاعل”
نواصل
8 سبتمبر 2023