إهمال الأقسام الداخلية لطلبة العراق نتيجة حتمية للفساد الاداري-تجمع طلبة الرافدين في المهجر
تجمع طلبة الرافدين في المهجر

تولي مسؤوليات التربية و التعليم والتعليم العالي من قبل اشخاص غير مؤهلين لهذه المهام.
استشراء الفساد الاداري والمالي في المؤسسات التعليمية.
غياب استراتيجية واضحة للتربية والتعليم العالي.
اهمال اية قضية تتعلق بشؤون الطلبة وحياتهم.
فنتج عن كل ذلك وغيره أهمال للكثير من قضايا الطلبة ومن بين اهمها الاقسام الداخلية لطلبة الجامعات وتدهور حالها بصورة كبيرة.
ان عدم كفاءة مسؤولي وزاراتي التعليم العالي والتربية والتعليم ، واختيار اشخاص بعيدين كل البعد عن المؤهلات التي تتطلبها العملية التربوية والاكاديمية، نتج عنه سوء ادارة وضعف في الاشراف ، اضافة الى التأثر بالمحاصصة والصراع الطائفي، مما افضى الى التدهور الاداري والاكاديمي،
و قد انعكس كل ذلك سلباً على واقع معيشة الطلبة في المدارس والجامعات عموماً وفي الاقسام الداخلية خصوصاً.الا ان أستشراء الفساد كان له الدور الاكبر في الوصول الى هذا التدهور، حيث تتجلى مظاهر الفساد بدءاً من استغلال نفوذ السلطة في التعينات، والتنقلات، والترقيات، وتجاوز القوانين، والمحسوبيه، واهدار المال العام ، والرشوة، والاختلاس، وشراء الذمم، وتفشي مافيات متخصصة في الوسائل غير العادلة في نظام الامتحانات، مثل الاكراميات غير القانونية وغيرها، مما يؤثر على ناتج ومخرجات العملية التربوية وهذا ما نلاحظه في الغش بالامتحانات، وفي تسرب الاسئلة، و في الرقابة العامة على ممارسات التعليم الحكومي و الخاص. ويكفي ان نذكر، على سبيل المثال وليس الحصر، احد جوانب الفساد المتمثل في سيطرة جهات معينه على ملف الطباعة، فعلى الرغم من وجود مطابع كثيرة وجيدة في العراق، يتم الاعتماد على مطابع في الخارج من خلال صفقات تشوبها شبهات الفساد والكومشنات!! .
وقد نتج عن كل ذلك الفساد اهمال الاقسام الداخلية لطلبة الجامعات سواء في العاصمة بغداد او في باقي المحافظات. إذ كان للوقائع التي حدثت للعراق بعد 2003 الاثر الكبير في انتشار الفوضى والتجاوز على الظوابط والقوانين، فتعرضت الاقسام الداخلية للطلبة في عموم العراق الى الاهمال والتقصير الشديدين . ويمكن تلخيص معاناة طلبة الاقسام الداخلية حالياً في العراق بما يلي:
ضعف الوعي لدى المسؤولين الاداريين وعدم اكتراثهم بأهمية الاقسام الداخلية وانعكاس ذلك على المستوى التعليمي.
عدم شعور الطلبة بالامان لعدم كفاية الحراسة الامنية .
تسلط بعض الاحزاب داخل الاقسام الداخلية.
تعرض الاقسام الداخلية للتفتيش والمداهمة والاعتقال والتهديد من قبل افراد من الجيش والشرطة في مخالفة صارخة لكل الاعراف والقوانين والقيم الاكاديمية في العالم.
عدم توفر البيئة المعيشية الملائمة للدراسة من خلال قلة خدمات الماء،الكهرباء والتدفئة والتبريد وغيرها.
الافتقار الى الأسِرّة و الأغطية النظيفة والصحية الصالحة للنوم وللاستخدام البشري.
عدم الاهتمام بالاقسام عموماً من حيث الترتيب والتنظيم والنظافة.
بُعد المراكز الصحية عن الاقسام الداخلية وضعف الخدمات الصحية للطلبة عموماً .
الاهمال المتعَمَّد والمتمثل في عدم زيارة المسؤولين عن الاقسام الداخلية للطلبة الساكنين فيها والاطلاع على واقعهم وحل مشاكلهم.
عدم فرز الطلبة وفق التخصصات العلمية والانسانية وخاصة عند توزيعهم على الغرف في القسم الداخلي . والغياب الكلي للاشراف الذي يعالج حالات عدم الانسجام بين الطلبة بسبب سؤء التفاهم والمناقشات مما يؤدى الى المشاجرات والاجواء البعيدة عن البيئة الاكاديمية السليمة.
عدم اتباع المنهج الغذائي السليم من قبل مطعم الطلبة فغالبا ما يتناولون الاغذية المقدمه في الكافتريا ومعظمها بعيده عن المواصفات الصحية .
غياب اسس التعامل الاخلاقي الراقي الذي يليق بالبيئة الاكاديمة، والمتمثل في اختيار مشرفين يفتقرون الى ذلك وقيامهم بالتلفظ بالفاظ غير لائقة ودخولهم للغرف في غياب الطلبة.
عدم قدرة الكثير من الطلبة على شراء الكتب الاساسية وذلك لضعف قدرتهم المالية، مما حدى بالبعض منهم بترك الدراسة لصعوبة تامين كتب المنهج وكلف المعيشه في الاقسام خاصة بعد قطع المخصصات عن الطلبة .
عدم وجود وسائل الترفيه السليمة للطلبة مثل القاعات الرياضية، وقاعات للمطالعة، اضافة الى فقر المكتبات من الكتب المناسبة للطلبة.
ان من يؤمن بالعراق ومستقبله، عليه ان يُبدي الحد المطلوب من الرعاية والاهتمام بالطلبة والشباب، فهم عماد ذلك المستقبل وبُناتِه. وتعد العملية التربوية والتحصيل الاكاديمي الرصين، والبيئة المعيشية الصحية والسليمة، من اهم دعامات الإعداد للأجيال الصاعدة. لذا فان استمرار هذا الواقع المعيشي، والظروف المزرية المحيطة بالطلبة، لا يفهم منه الا التهديم المتعَمَّد والمُمَنهَج للعراق واقعاً ومستقبلاً.
تجمع طلبة الرافدين في المهجر
23/9/2023