
التعليق المتناسل للمفاوضات
الهدف_آراء_حرة
بقلم علي الدوش
مع استمرار المعركة وتعمق مضاعفاتها، ومع تنامي مفهوم لا للحرب في إحدى ضفتيها، ليشمل أوسع قطاع من الشعب المتضرر من استمرارها، بتجلي الحقائق أمام ناظريها أن لا قرار لعبثية هذه المعركة بانتصار أحد طرفيها.
وفي الضفة الأخرى، تلوح ملامح الحلول الزائفة لهذه الأزمة من طرفيها، بإمكانية صناعة نصر حاسم، عجزت عنه مقدرات الطرفين، بكل ما أوتيت من قوة، وتتوالى أطروحات المجتمع الدولي، بمنظماته التي يكمن في دواخلها إبقاء روح المعركة، بإذكاء أوارها، بطرق متدثرة بالمبادئ الإنسانية زيفاً وبهتاناً،
فالمجتمع الدولي إذا ما سعى جادا في إيقاف هذه الأزمة لفعل ذلك، ويملك من القدرات ما يؤهله لذلك، ولا شك في أن ذلك يأتي على غير رغبته في استنزاف الموارد في ظل حالة اللا دولة، وانشغال المواطن بأمر نفسه بتأمين حياة حرة كريمة وآمنة، في ظل نزوح ولجوء أفقده استقراره ليبني من خلاله مستقبلا له ولوطنه.
فقد أصبح طرفا المعركة يتغطيان بالأيام، في إصرارهما على المعركة ومايبتغيان من خلالها وهما عراة تماما ومايزيد عُريهما، التسويف المتعمد من منظمات المجتمع الدولي، في وضع الحد الفاصل لاستمرار الأزمة، التي باتت تلقي بظلالها على المواطن في ماله وحياته وفي البنية التحتية للوطن.
وهذا مايرغب فيه المجتمع الدولي في كوامن حقيقته، كي يضمن عندما تنتهي المعركة يخرج السودان كدولة فاقدة لأهليتها في الوسط الدولي، وكدولة داعمة لمسارات التحرر والانعتاق من براثن التبعية والخنوع أمام المشروع العبري في المنطقة، سيما وأن السودان هو الدولة التي تميزت بلاءاتها الثلاثة التي عبرت في حينها عن تطلعات كل المحبين للسلام والعدل في العيش الحر الكريم.
لذلك ستسمر خطط تسويف وصول المفاوضات لحل قاطع، يرمي إلى وقف المعركة واستقرار السودان كدولة يطلق عليها سلة غذاء العالم، ليقوم بدوره الإنساني المشهود له به وسط الأمم.