إخفاق إسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب: بدأ زمن البحث بالتسوية

إخفاق إسرائيلي في تحقيق أهداف الحرب: بدأ زمن البحث بالتسوية
بقلم رئيس تحرير
عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة تحدّث المسئولون الإسرائيليون عن حرب طويلة، وبعد وصول الحرب ودخولها الشهر الثالث من القتال أصبح بالإمكان القول أنّ هذه الحرب هي الأطول التي تخوضها دولة الاحتلال ، ويبدو بحسب كل الوقائع والتوقعات أن الحرب لم تحقق النتائج التي وعد بتحقيقها وهناك قلق واستياء شعبي إسرائيلي من استمرار الحرب
لم يعد بإمكان إسرائيل أن تستمر في هذه الحرب طويلاً لاعتبارات عديدة، أبرزها الداخلية المتعلقة بالاقتصاد، حيث تبرز تحذيرات داخلها من خطر الأزمة الاقتصادية الحالية والتي قد تؤدي إلى انهيار واسع لن يكون بوسع حكومة بنيامين نتانياهو الخروج منه لسنوات طويلة، فإلى جانب الجمود الاقتصادي الكامل، واستدعاء الاحتياط العسكري، هناك أزمة النزوح وتذمّر النازحين ، ويضاف إلى ذلك قضية المحتزين الإسرائيليين
على صعيد الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية، فقد بدأ الحديث داخل الكيان الإسرائيلي عن وضع مهلة زمنية أميركيّة للإسرائيليين تنتهي بداية العام المقبل، وعندها بحال لم يقتنع المسئولون الإسرائيليون بوقف الحرب قد تلجأ أميركا إلى تخفيض الدعم العسكري، والّذي من دونه لا يمكن الاستمرار طويلاً.
كذلك هناك الحديث عن الإنجازات الإسرائيلية، فبعد بدء العملية العسكرية الواسعة في شمال قطاع غزة، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أي إنجاز يُذكر، لا بالقضاء على جيوب المقاومة، أو وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على تل أبيب ولا حركة حماس أعلنت استسلامها وألقت سلاحها، لذلك يدور بحسب مصادر متابعة اليوم حديث عن أن الهجوم البري الإسرائيلي على غزة قد ينتهي في خانيونس، مع التشديد على أنّ هذه النقطة بالتحديد ستكون من أصعب النقاط التي يدخلها الإسرائيليون وهي بحسب اعتراف قاده عسكريين إسرائيليين أنها من أشرس المعارك .
في هذا الوقت يمكن القول أن البحث الجدي في مرحلة ما بعد الحرب على غزّة قد انطلق فعلياً بعد قبول إسرائيل لضرورة البحث في هذه المسألة، على اعتبار أن الأهداف التي وضعتها لحربها لن تتحقق بالكامل وهو ما بات على اقتناع به المجتمع الإسرائيلي الذي يزيد من ضغطه على الحكومة في الشارع.
الوضع في الجنوب اللبناني لن يكون بمعزل عن الحلول المقترحة لنزع فتيل الصراع وبما يضمن أمن دولة الاحتلال وبحسب المحللين والمتابعين فإن التسوية هذه التي سيكون بكل تأكيد الاميركي والإيراني طرفاً فيها لا بد أن تتطرق الى الوضع في لبنان، ولكن ما يتم طرحه حالياً من قبل المبعوثين الدوليين لا يرقى لأن يكون حلاً ممكناً لأن الحديث عن تعديل القرار 1701، أو فرض تطبيق إنشاء منطقة عازلة بالقوة، او جعل القرار تحت البند السابع في الأمم المتحدة، كلها خيارات لن يكون بالإمكان تطبيقها على أرض الواقع، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستكون للبحث في التسويات ولكن تحت “النار”، سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني.