في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية السلاح الأقوى بقلم حسن خليل غريب
بقلم حسن خليل غريب -طليعة لبنان-
|
|
في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية السلاح الأقوى
بقلم حسن خليل غريب 19-12-2023 – الحلقة الأولى-
مقدمة لقد طرحت عملية (طوفان الأقصى)، في السابع من تشرين الأول 2023، انطلاقاً من قطاع غزة الكثير من الأسئلة، عن أسباب تنفيذها، ومدى اثرها في معرض الصراع العربي – الصهيوني. ولأن التجربة التاريخية أكدت الاستراتيجية التي أطلقها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه في العام 1948، والتي تلخصها مقولة القائد المؤسس (فلسطين لن تحررها الحكومات، بل الكفاح الشعبي المسلح)، كان لا بد من أن نضع علمية (طوفان الأقصى) في موقعها السليم في الاستراتيجية الشعبية لتحرير فلسطين، حتى وإن كانت معركة هجومية بوسائل تعتمد معارك نظامية بنوعية سلاحها والتجديد في ابتكار عملياتها، لكنها اعتمدت على وسائل شعبية ظهر فيها عامل الابتكار العربي. ولأنه لا يمكن قراءة أهمية تلك العملية من دون الإحاطة بالظروف الدولية والعربية الراهنة التي سبقتها، سنستعرض بإيجاز تلك الظروف، التي بمعرفتها يمكننا الإحاطة بأهميتها. فبالنسبة الى الظروف التي سبقت العملية نلخص بعضها في ما يلي: بالكامل، فالعبرة في أن من لا يستقوي بغزارة التضحيات من مقاتلي المقاومة، وتضحيات أطفال فلسطين ونساءها وشيوخها، فسوف يكون مصيره الى المجهول. وخلاصة القول: إنه ظرف ثمين أمام العرب رغم انه شائك ومعقد، خاصة وأنهم يملكون اوراقا قوية في مواجهة الخارج، أن يكون لهم الدور الأساسي والحاسم في الدفاع عن القضية الفلسطينية والحصول على حقوق فلسطين، وهذا يقتضي منهم بتر الأيدي الخارجية، وخاصة الإقليمية وبالتحديد النظام الايراني ، من العبث بقضايا العرب، والمتاجرة بدمائهم من اجل وضع يدهم على قضايا الامة والتحكم بها، خدمة لمشاريعهم الاستعمارية في اجتياح الوطن العربي. استراتيجية البعث حول تحرير فلسطين فبالنسبة للشق الأول، فقد برهنت على صحته أهم الأحداث القديمة والجديدة. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فان فلسطين لا تحررها الانظمة والدول لأن الدول بطبيعتها ، اياً كانت ، بالرغم من كبر امكانياتها ، الا انها تتكون من مؤسسات واضحة ومكشوفة، لذا تكون الدولة صعبة الحركة وقليلة المرونة، وبالتالي يسهل استهدافها وعلى كافة الاصعدة ;عسكريا و اقتصاديا و دبلوماسيا وغيرها. وكما حدث لعدد من الدول العربية في تاريخنا المعاصر. وبالنسبة للشق الثاني الذي جاء في المبدأ الاستراتيجي الذي أعلنه المؤسس احمد ميشيل عفلق، فقد أثبت صحته مظهران من المقاومة، وهما: الثاني: الانتفاضات الشعبية داخل الأرض المحتلة، التي ابتدأت في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ولا زالت حتى الآن تتجدد وتتصاعد من فترة إلى أخرى، وكان من أشدها تأثيراً ثورة القدس التي اندلعت في شهر أيار من العام 2021، وما أحدثته من تداعيات على المستويين العربي والدولي. والتي ذكَّرتنا بتلك التأثيرات التي أحدثتها الانطلاقة الأولى للثورة المسلحة في العام 1965. ومن اجل استكمال البحث في تقديم قراءة للنهج الشعبي المقاوم في هذه المرحلة. ولما أحدثته الحراكات الشعبية في مقاومة التطبيع من أثر بالغ، سنتناول في الحلقة الثانية تأثير (المقاومة الشعبية) ليس في مقاومة التطبيع فحسب، بل في مقاومة الاحتلال الصهيوني أيضاً. يتبع لطفاً .. |