دَعمُ المَغرب لأهالي القُدس نموذجٌ يجب الاقتداءُ به..
دَعمُ المَغرب لأهالي القُدس نموذجٌ يجب الاقتداءُ به..
الأستاذ : علي او عمو.
كاتب من المغرب.
أوردت صحيفة العرب يوم الخميس 15 أبريل 2024 خبراً بعنوان: “المغرب يطلق عملية إنسانية في القدس بتعليمات ملكية”.
جاء في هذا الخبر أنّ “المغرب يواصل تحت رعاية وإشراف ملكي تَقديم الدَّعم الإنسانيّ للفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يُعانون منها بسبب الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة أو في القدس والضفة الغربية والتي تتواصل في شهر رمضان الكريم، وقد أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف الخميس في القدس بتعليمات وتوصيات من العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس “عملية المساعدات الإنسانية بساحات مستشفى الأوغستا فكتوريا (المُطلع)، بحضور المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، وعدد من المرجعيات الدينية والشخصيات الاعتبارية المقدسية وممثلي المؤسسات الاجتماعية” ما يشير الى أن العاهل المغربي يولي اهتماما كبيرا وشخصيا بدعم سكان القدس إنسانيا للصمود بينما يواجه المسجد الأقصى تهديدات من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلي”…
• نَأْمُل أنْ تحذوَ جميع الدول الإسلاميّة و العربيّة حذْوَ المملكة المغربيّة، و ذلك بتقديم مساعداتٍ ماليّة لأهالينا في القدس الشريف من أجل العيش الكريم لسكّان بيت المقدس لأنّ هؤلاء الصّامِدين في الأراضي المُقدَّسة يحتاجون إلى جميع مُستَلْزَمات و مُقوِّمات الحياة الكريمة، من سكَنٍ لائِق و أغذية و دواء و غيرها، من أجل ضَمان صمودهم على هذه الأراضي المُقدَّسة، و الحيْلولة دون تهويدِها من طرف إسرائيل التي تعمل “وِفْقَ مَصادِر عديدة” على السيطرة عليها و تغيير مَعالِمِها منذُ احتلالِها عام 1967م، بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها من خلال محاولاتها المستمرة لنزع الهوية الإسلامية و المسيحية التاريخية من المدينة وفرض طابع مستحدث جديد وهو “الطابع اليهودي”، وقد استخدمت من أجل تحقيق هدَفها الكثير من الوسائل، أهمّها الاستيطان في المدينة و الأراضي التابعة لها”.
و تجدُر الإشارة إلى “أن حدود “القدس الغربية” قد تمَّ توسيعها، بِالاستيلاء على نحو 72 كم مربعا بِذرائعَ مختلفة وتحويل هذه المناطق إلى مستوطنات إسرائيلية، كما حدث مع جبل أبو غنيم “مستوطنة هارحماه”..
كما أوردتِ عدّة مصادر أنَّ “إسرائيل قامَت بِمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي التابعة للقرى التي أُقيمت عليها المستوطنات. و تطويق التجمعات السكنية الفلسطينية والحد من توسعها. و تهديد سكّان بعض البلدات بِإزالة مساكنهم. بالإضافةِ إلى جَعلِ أهالي القدس وضواحيها العزل في حالة خوْف ورعب دائمين، من خلال الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل المستوطنين الذين سلَّحتهم إسرائيل من أجل تَرهيبِ المُواطنين العُزَّل. كما عملت و لاتَزال إسرائيل تعمَل على عزل مدينة القدس وضواحيها عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب”..
و خِتاماً: أقول : مِن واجب المسؤولين من المسلمين و المسيحيّين على السواء بدل كل الجُهود لِمُساعدة أهالي القدس الشريف، و ذلك بِإنشاء صندوقٍ خاصّ بالقدس تستفيد منه جميع الأُسَر المقدسيّة، سعياً وراءَ تثبيتِ وُجودها في القدس و ضواحيها و قَطع الطريق أمام تهويد الأراضي المقدّسة، التي تُعتبَر مِلكاً لكلّ المُسلمين و المسيحيّين، و عدم ترك المَقدسيّين يُواجهون لِوحدَهم غطرسة الكيان الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً إلى تهجيرهم و توطين اليهود على أراضيهم..
و على الدول الغنية بالخصوص، أن تكون السّبّاقةَ إلى تقديم الإمدادات الماليّة الكافية لساكنة القدس الشريف و ضواحيها، و خاصَّةً منها دول الخليج التي تزخَر بثرواتٍ هائلة من النفط و الغاز، هاتيْن المادّتيْن اللتيْن تُذرّان عليها البلايين من الدولارات، و لا تُفكِّر في إنشاء صندوق خاصّ بأهالينا في بيت المقدِس الذين هم في حاجة إلى مُسانَدةٍ من إخوانِهم قصدَ الاستمرار في الصّمود و الرّباط في أولى القِبْلتيْن و ثالث الحرميْن الشريفيْن، باعتبار أنّ “الشعب الفلسطيني” من خلال رِباطهِ ينوب عن جميع العرب و المسلمين في دفاعه عن الأراضي المُقدّسة..