مقالات

جريمة حرب الموت بسبب نقص الدواء واستهداف المستشفيات بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان

جريمة حرب الموت بسبب نقص الدواء واستهداف المستشفيات
بقلم مروان سلطان
فلسطين. 30.12.2023
لعل من المفارقات العجيبة ان يقال تعددت الاسباب والموت واحد ، من دنى اجله يعجز الطب عن دوائه، هذا صحيح ولكن من حق الانسان ان يحصل على حقه في العلاج وافضل الخدمات الطبية املا في هذه الحياة. واذا احد الاسباب لارتفاع عدد الشهداء هو الحصار الظالم والجائر على قطاع غزة، فقد اعلن قادة الاحتلال مع بدء العمليات العسكرية عن حصار قطاع غزة ومنع توريد الدواء والغذاء والمياه والوقود الى قطاع غزة.
ولكن الحصار والعمليات العسكرية هي احد اكبر اسباب الوفيات في العالم وخاصة اذا تم استهداف المدنيين العزل في هذه الحروب. يمكن لنا ان نقول وبدون اية مبالغة ان الحرب الاخيرة هذه في غزة والتي استعرت حممها على قطاع غزة هي نسبة الضحايا الكبير من الجانب المدني ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك بسبب الاستهداف المباشر من الطائرات الحربية وبأحزمة نارية تطال المجمعات السكنية التي على رؤوس سكانها من الاطفال والنساء والشيوخ ،وقد محيت احياء باكملها من الوجود ، وكذلك عائلات باكملها محيت ايضا من السجل المدني الفلسطيني بعد ان ارتقوا الى العلا شهداء. وهناك من الشهداء قضوا وارتقوا شهداء تحت الانقاض يعدون بالالاف.
هذا من جانب ومن جانب اخر فان العمليات العسكرية طالت المستشفيات كاملة في قطاع غزة بحجج واهية وهو استخدام هذه المستشفيات مقر للعمليات من قبل حركة حماس وبعضها تقع الانفاق تحتها. مع بدء الحرب لجاء كثير من الناس الى محيط المشافي في قطاع غزة باعتبارها مناطق امنة ومحمية بموجب القانون الدولي الانساني، وعندما قصفت الطائرات والدبابات محيط المستشفيات ارتقى الالاف الشهداء والجرحى من اللاجئين المدنين الى محيطها . مستشفى المعمداني في شمال غزة استهدف بصاروخ من الاعيرة الثقيلة والحديثة التي زودت بها الولايات المتحدة اسرائيل واوقعت خسائر بشرية فادحة وصلت الى ستمائة شهيد ومئات الجرحى اخرين وناهيك عن استهداف مشفى الشفاء بغزة وقصفه بالطائرات والدبابات واحتلاله واعتقال طاقمه الطبي وكم من الشهداء ارتقوا لهذا السبب. ونال من المشافي في غزة جميعها ما نال المعمداني والشفاء، لتخرج جميعها عن الخدمة الصحية بحيت لا تستطيع تقديم خدمات صحية الى المواطنين ، لكن بقي الاطباء موجودون يقدموا ما يمكن تقديمه الى المصابين باضعف الايمان.
الحقيقة ان الاستعداد للحرب وتخزين الدواء والعلاجات ، وهي من الاولويات الواجب تامينها ، لم تخطر في بال الجهات التي خططت للحرب ونفذته، وبقي المخزون الطبي كما هو عليه في الاوقات العادية بحيث نفذ المخزون الطبي في الايام الاولى للحرب ، وهذا سبب مباشر بعد الاعتداءات العسكرية التي حدثت على القطاع الصحي لارتفاع عدد الضحايا . لماذا لم ينتبه القائمون على ادارة غزة لهذا الموضوع ؟ يبقى الجواب غائبا.
لبس المخزون الطبي هو السبب فقط، فانقطاع الوقود عن توليد الطاقة هو ايضا من ضاعف من ازمة القطاع الصحي مما ادى الى تعطيل اجهزة التنفس الصناعي ، وتعطيل غرف العمليات، وغرف الاطفال الخدج….الخ.
حالة الحرب التي اعلنت على حماس ، وان الجيش الاسرائيلي سيدمر حماس هي غير صحيحة لان ما يدور على الارض كان استهداف لكل الشعب الفلسطيني ، باهداف ضمنية غير معلنة وحاولت مع دول الجوار افراغ قطاع غزة وتهجير السكان الى مصر ، لكن تم اغلاق التهجير الى مصر بسبب رفض مصر والاردن والسلطة الوطنية لعملية التهجير .
الوضع الصحي الان في قطاع غزة هي مسؤولية دولة الاحتلال اولا ، والمجتمع الدولي ثانيا لان استمرار منع الامدادات الطبية الى قطاع غزة هي كارثة انسانية ، غير قابلة الى الفهم، قطاع غزة يوجد بها دبابات اسرائيلية وطائرات حربية اسرائيلية واخرى امريكية وبريطانية وغيرها تعمل في غزة وهي التي تدير معابرها ، وبالتالي تقع عليها تامين الخدمات الطبية الانسانية وامدادات مخزونها. والتقاعس في ذلك هي جريمة حرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب