الكل يدفع الفلسطيني الى النهر الجاف ليشرب والثمن السقوط والخروج من التاريخ بقلم مروان سلطان
بقلم مروان سلطان- فلسطين -

الكل يدفع الفلسطيني الى النهر الجاف ليشرب والثمن السقوط والخروج من التاريخ
هذا المقال اكتبه اليوم بعدما سمعنا وشاهدنا المرة تلوة المرة لاكثر من الف تصريح صادر عن حكومة اسرائيل برئاسة لمنع اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
كل العالم وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية ودول الناتو واوروبا والدول العربية و المنظمات الدولية تعمل وتحث الفلسطينين على مفاضات وهي منذ اكثر من ثلاثين عاما مفاوضات ماراثونية اي مكانك سر. الكل يضع التصورات والسيناريوهات والوسطاء من اجل تخدير واقع اصبح مريرا.
الحديث عن دولتين اصبح حديثا عبثيا لا جدوى منه في ظل الواقع الذي احدثته اسرائيل عل الارض، فالمستوطنات تحكم السيطرة على المدن والقرى والشوارع الفلسطينية ، وهي تمنع التواصل الجغرافي في الضفة الغربية والقدس . والكل يمضي قدما لكن بعيدا عن اقصر الطرق للالتزام بمبدئ حل الدولتين. قرار انشاء دولة اسرائيل كان في الامم المتحدة وعندما تصل الملفات لاقامة دولة فلسطينية في مجلس الامن هناك الفيتو الذي يدوي في جنبات الامم المتحدة واروقة مجلس الامن. اذن لماذا كل هذه المحاولات العبثية عن حل الدولتين ولا نسلك اقصر الطرق لانشاء دولة فلسطين التي هي اصلا كان قرار انشائها جزءا لا يتجزء من انشاء دولة اسرائيل سنة 1948 ولكن تعذر انشاؤها في ذلك الوقت .
كل حكومات اسرائيل وضعت لافته مكتوب عليها وما زالت ترفعها لا لاقامة الدولة الفلسطينية. وكل العالم يعرف هذه الحقيقة ويحاول ان يقنع نفسه انه لا يراها، ويفرض ضغوطا سياسية ليس على اسرائيل ولكن على الجانب الفلسطيني فقط. هنا نود ان نسال اذا كان الحوار الذي يدور هو حوار ما يسمى حوار “الطرشان”، اذا لماذا الضغوط على الجانب الفلسطيني فتارة تقلص الموارد المادية للسلطة الفلسطينية ، واسرائيل تقرصن الاموال الفلسطينية التي ليس لهم الا في تجميعها ونقلها الى السلطة الفلسطينية مقابل عوائد مادية، ومن ثم اي دعم مالي مرهون بحكومة تعلن انها مع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وكل ذلك المفاوضات التي تجري فقط من اجل المفاوضات، ومع كل لقاء دولي او اجتماع حكومي او شعبي او من على منصات الامم المتحدة او لقاء دافوس الاقتصادي رئيس وزراء اسرائيل يعلنا صراحة ان لا دولة فلسطينية ، غير التحريض جهارا نهارا على السلطة الفلسطينية.
على مدى سنوات الانقسام بين غزة والضفة الغربية كان نتنياهو الراعي الاول للانقسام ، ويدير هذا الانقسام بكل اقتدار وعمل على تمويله باموال قطرية بقيمة ثلاثون مليون دولار تحط بها طائرة قطرية وتستلمها اجهزة المخابرات الاسرائيلية وتسلمها مع العمادي في نقطة ايرز، وهذا لوحده يكفي ليحمل نتنياهو وحكومته احداث السابع من اكتوبر عندما تحديد المسؤوليات عن معركة طوفان الاقصى. وكل هذا فقط من اجل تعزيز الانقسام ومنع اقامة دولة فلسطينية . حتى السابع من اكتوبر انتهى مشروع نتنياهو مع حركة حماس.
ويصر نتنياهو وحكومة اليمين ان لا لاقامة دولة فلسطينية، بالرغم من اصرار الرئيس بايدن المرة تلو المرة والادارة الامريكية على مشروع حل الدولتين الاجوف الذي لا يلاقي اسماع حكومة اليمين الاسرائيلية.
الادراة الامريكية الحالية تسابق الزمن للتخفيف من وطأة ثقل الشارع وخاصة ان الانتخابات الامريكية على الابواب والذي ينادي بوقف الحرب في غزة، وتمارس الضغوط خوفا من توسيع دائرة الحرب لاسباب سياسية يقوم بها نتنياهو التي قد تجري في الشمال مع لبنان، او مع ايران اذا ما اراد نتنياهو الهروب الى الامام من الضغوط الامريكية والعالمية . اما استمرار تجاهل نتنياهو للادارة الامريكية والتشدد باراء اليمين الاسرائيلي فسوف يدفع ثمنه الحزب الديمقراطي الامريكي بهزيمة نكراء امام الحزب الجمهوري ، وتؤدي الى خروج السيد بايدن من البيت الابيض.
المناخ السياسي القائم ومحاولة تجديد السلطة الفلسطينية بضغوط امريكية وعربية يعيدنا الى المربع الاول بسبب فقدان الرؤيا السياسية للحل الشامل الذي يؤدي لاقامة دولة فلسطينية. اذا كان تجديد الدماء في قيادة السلطة الفلسطينية فهو مطلب فلسطيني محض قبل ان يطالبها بها احد ، وان من يقف حجر عثرة امام الانتخابات الفلسطينية هو اسرائيل اولا ، وخذلان الدول الراعية للسلام في الشرق الاوسط ثانيا، اذا تمنع اسرائيل اقامة انتخابات فلسطينية في القدس. وهو الامر الذي لا يمكن ان يتم اجراء الانتخابات بدون القدس لان التخلي عن اجرائها في القدس هو التسليم بان القدس خارج نطاق الدولة الفلسطينية وانها جزء لا يتجزء من دولة الاحتلال، وهو ما يفسر من القاسي والداني على انه الخيانة العظمى ومن يتجرئ عل هذا!
اجراء الانتخابات الفلسطينية الشرعية للرئاسة والبرلمان يجب ان تتم في زمن واحد وعلى ارض الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس عاصمة دولة فلسطين.
اعتقد ان الامور اتضحت وان الكل يفهم ماذا يجري “في مثل فلسطيني بيقول مفلوق لا تاكل وصحيح لا تفلق وكول لتنبط”.
يعني لا نقول ان الشعب الفلسطيني في ورطة ابدا ، كل غير الشعب الفلسطيني في ورطة مع شعب الجبارين ، اذا العالم لم يتبع اقصر الطرق واسهلها في التعامل مع الشعب الفلسطيني وانهاء معانته مع هذا الاحتلال الغاشم. فان انتفاضة الحجارة ومن ثم انتفاضة الاقصى ومعركة النفق ، واليوم معركة طوفان الاقصى ….. الخ هو سببه تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرة، فالى متى ستظل الادارات المختلفة الامريكية ودول اوروبا تعمل على دفع الفلسطينين ليشربوا من النهر الجاف؟ ، اما اذا متنا ظمئى فلا نزل القطر. وكل الذين يقفزون على حقوق الشعب الفلسطيني سيسقطون ويبقون خارج التاريخ