مقالات
الحل الوحيد للصراع العربي الصهيوني في إقامة دولة فلسطينية على عموم أرض فلسطين من البحر إلى النهر كتب:الدكتور غالب الفريجات
كتب:الدكتور غالب الفريجات

الحل الوحيد للصراع العربي الصهيوني في إقامة دولة فلسطينية على عموم أرض فلسطين من البحر إلى النهر
كتب:الدكتور غالب الفريجات
أصحاب مشروع حل الدولتين يتجاهلون الواقع الذي جسده الاستيطان على أرض الضفة الفلسطينية من جهة، ومصادرة الأراضي من جهة أخرى، إذ لا يمكن إقامة كيان وطني فلسطيني بوجود ثمانمائة ألف مستوطن، ومصادرة ما لا يقل عن ثلاثين بالمئة من مساحة الضفة، وهو ما يعني أن المساحة المتبقية للدولة الفلسطينية لا تصل لخمسة عشر بالمئة من أرض فلسطين إلى جانب أن هذه المساحة ما هي إلا جزر متقطعة، تصعب على المواطن الفلسطيني الحركة فيها .
لقد دأب الكيان الصهhيوني على ممارسة كل أساليب سرقة الأرض، وتفريغها من عناصر الحياة، حتى يصعب على المواطن الفلسطيني الاستقرار فيها، في عملية ممنهجة من أجل الاستحواذ على عموم أرض فلسطين، حتى وهو يراوغ في إمكانية قبوله بوجود كيان فلسطيني على الأراضي المحتلة في العام 1967، وأمام ما تقدمت به الدول العربية في مؤتمر بيروت في العام 2000،دولة فلسطينية على أرض 1967، مقابل التطبيع مع كل الدول العربية.
فلسطين اليوم يعيش فيها سبعة ملايين “اسرائيلي”، وسبعة ملايين وثلاثمائة ألف فلسطيني، أي أن عدد الفلسطينيين يفوق عدد الاسرائليين، وأن المستقبل عدديا سيكون في صالح الفلسطينيين، يضاف إلى ذلك أن قيام دولة فلسطينية لعموم السكان سيحد من هجرة اليهود الخارجية لفلسطين، ويدفع بهجرة يهودية داخلية من فلسطين إلى الخارج، في الوقت الذي تتزايد فيه نسبة الفلسطينيين لعموم السكان، ما يعني أن الصبغة “الإسرائيلية” مآلها إلى زوال، وهو ما يعني اختفاء دولة “اسرائيل”.
إن حل الصراع يكمن في حل دولة فلسطينية ديمقراطية، يتمتع فيها كل مواطني الدولة بذات الحقوق والواجبات، وأن صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل لدى المواطنين، ولأن الكثير من “الاسرائيليين” سيرحل عن الدولة، فإن حقوق من يتبقى منهم له كامل حقوق ألمواطنة، وهو ما ينهي الصراع، ويتمكن المواطن الفلسطيني من استعادة حقوقه المسلوبة منه في تطبيق قانون العودة الذي نصت عليه قرارات هيئة الأمم المتحدة.
في حل الدولة الواحدة ينتهي الصراع، وتزول شعارات التطهير العرقي، ويتمكن “الإسرائيلي” الذي يقبل البقاء بحقوق المواطنة، ومن لا يقبل يمكنه تفعيل استخدام جواز الدولة التي هاجر منها، ويتمكن الفلسطيني من تفعيل حق العودة، و يستعيد حقوق المغتصبة، وتزول شعارات أن العرب يريدون إلقاء اليهود في البحر، وتنتهي أعقد مشكلة وأكثرها إجراما في المسيرة البشرية، عندما استهدفت قلع شعب من جذوره، واحتلال غرباء مكانه بإدعاءات تاريخية زائفة ونظريات طوباوية داست على كل القيم الإنسانية والشرائع السماوية والوضعية.
دولة فلسطين الديمقراطية هي الحل الوحيد للصراع على العكس من شعار الدولتين الذي يؤجل الصراع فقط، ويحرم الفلسطينيين الكثير من حقوقهم في الاستقلال عندما تكون الدولة الفلسطينية عبارة عن كنتون صغير لا قوة له إلى جانب كيان مدجج بالسلاح ، طبيعته عدوانية توسعية، وفي الدولة الواحدة تزول الصبغة الاستعمارية عن آخر معاقل الاستعمار على الكرة الأرضية.
تحقيق قيام دولة واحدة على أرض فلسطين مرهون باستمرار المقاومة، فالصهيونية لن تتخلى بسهولة عن مشروعها، ولا أسيادها الذين جعلوا منها مركز أمني متقدم، لتحقيق أهدافهم في استهداف أمن المنطقة، ونهب خيراتها، وإعاقة تقدمها ونهوضها، وهو ما يعني أن على الأمة أن لا تترك الفلسطينيين وحدهم، ومادام الكيان الصهhيوني خطر على الأمة، فإن واجب الأمة أن تكون فاعلة في الصراع، وفي خندق المواجهة، وأنا على يقين أن النصر والتحرير هو من نصيب الأمة، وفي المقدمة شعب فلسطين الذي قدم التضحيات العظيمة نيابة عن الأمة.