مقالات

حبال الهوى تتعدد بقلم علي الدوش

بقلم علي الدوش -الهدف السودانية -

حبال الهوى تتعدد
#الهدف_آراء_حرة
بقلم علي الدوش
حينما تمكن الانقلاب من بسط سلطة الأمر الواقع واستكانت بعض المكونات السياسية لخديعته التي افتراها باسم تصحيح المسار الذي عجز عن أبسط مقوماته مما أدى إلى طرح العديد من المبادرات من ضفتي الصراع المؤيدة للانقلاب والمناوئة له ومن بين ماطفح في تلك الفترة مشروع قانون تسييرية نقابة المحامين الذي لبى طموحات قوى الثورة بصورة شبه الكاملة وغازله كل من قائد الانقلاب وحميدتي كطرفين أساسيين في الانقلاب بوصفه من الممكن أن يشكل أرضية اتفاق يجري الحصول عليه بعد دراسته في بادئ الأمر
وسرعان ماحدد قائد الانقلاب ملاحظاته حول بعض المواد المتعلقة بالمحاسبة الثورية والحصانة المتعلقة بالعناصر التنفيذية أثناء الانقلاب وماسبقته من فترة فض الاعتصام ومقاومة الثورة فاستلم المجلس العسكري المسودة وخط بقلمه الأحمر خطوطه التي أرادها ليفرغ بعض موادها من مضامينها لينجو بنفسه من فاعليتها وقذف بوثيقته المعدلة في حوش قوى الثورة كمقذوف انشطاري أدى إلى التشظي السريع لقوى الثورة كأكبر مكسب سياسي للمكون العسكري الذي كان يجمع بين الجيش وقوات الدعم السريع ودارت رحى الصراع على ماأطلق عليه أثناء الحوار بالاتفاق الإطاري الذي رفضه من رفضه ودعمه من دعمه حتى من ضفة المجلس العسكري فيمن مثلوا قوات الدعم السريع في صراعه مع اللجنة الأمنية للإنقاذ التي وصفها بمحاولة الالتفاف على السلطة لتحوذها منفردة
ونتج عن هذا الصراع الحرب التي نعيش فصولها اليوم والتي أتت بدورها كسانحة يبحث عنها المتربصين بأمن واستقرار السودان كبلد يحوي الكثير من المقدرات الاستراتيجية فوق أرضه وبين ثناياها
فتعددت المبادرات ذات الطابع المحلي والإقليمي والدولي ومعظمها يمثل حالة من حالات إغراق المشهد لإطالة أمد الحرب وإضعاف الآلة العسكرية في السودان لعمل مستقبلي يخدم المخطط الإمبريالي لمستقبل المنطقة التي تستهدفها
فكانت مسارات جدة بهدنها المفككة ومسارات الإيقاد المتعددة والقاهرة لأكثر من مرة وماروج عن مادار في مدينة المنامة وماطفح أخيرا عن ماجرى أو يجري في القاهرة والذي عبر عنه وزير خارجية مصر
ومابين هذه المبادرة وتلك والمجتمع السوداني يعلق آماله في حبال من الهوى تتلاعب بها أصابع المنظمات الدولية التي لاتزكي إلا مايصب في حياض ساحتها
إذ تظهر علينا رغبة الأمم المتحدة في إجراء تحقيقات حول الدعم العسكري الإيراني للجيش السوداني مع تزامن إعلان الخزانة الأمريكية بوصف أحمد هارون مجرم حرب مطلوب للعدالة وتطلق جائزة ال 5000000 دولار لمن يدل عليه
كذكاء إعلامي الهدف منه إشغال الراي العام عن توجهاته المحسوسة لإيقاف الحرب التي لا يرغب المطبخ الدولي توقفها بنشر المزيد من حبال الهوى للتعلق بها وانتظار النجاة من خلالها سيما أن الجيش تزداد خسارته جغرافيا أمام تمدد الدعم السريع رغم خسارته الاجتماعية والسياسية بما قدمه من نموذج أخلاقي سيئ لايرقى إلى قيم وتقاليد الشعب السوداني الموروثة والتي أكسبته الأفضلية بين الشعوب والأمم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب