مقالات

القابلية للاستعمار في فكر مالك بن نبي بقلم الدكتور عزالدين دياب

القابلية للاستعمار في فكر مالك بن نبي بقلم الدكتور عزالدين دياب

الانتماء للأمة العربية والولاء لقضاياها المصيرية واستشراف مستقبل النهضة الحضارية،في سياق الدور الحضاري الذي كلفت به هذه الأمة منذ إن علا صوت محمد “ص” بالإسلام رسالة لهذه الأمة. نقول هذا الولاء والانتماء عند مالك جعلته يرى في التحديات التي تواجه الأمة العربية همومه وتحدياته ،فمضى بها بحثاً وتحليلا وتفسيراً، ووضع المعاني الصحيحة والسليمة، كما يراها ويقول عنها أبناء هذه الأمة.

وجعل من الثقافة وإشكالاتها، والثقافة العربية بوصفها انموذجاً ،موضوع رؤيتها في حاضرها من خلال ماضيها ومستقبلها،  لأن الماضي يظهر في الحاضر والمستقبل، كما أنّ المستقبل يتجلى في الماضي والحاضر.

وبدء مسيرته الدراسية من أطروحاته عن النهضة وإشكالاتها، كما يراها فكر الحضارة عند كل من جعل منها موضوعاً لاهتمامه، ومن ثم المضي في تفسيرها.

وبوصفه ينطلق من منهجي إسلامي في تفسير النهضة،،فارتأى آن يجهز لها مجموعة من المفاهيم والمصطلحات تشكل له أدوات تحليل وتفسير، ومن ثم القول السليم في الظواهر البنائية.

وقادته رؤيته للحياة العربية، من منظور يرى في المثلث المعرفي الذي تنتجه العلاقة الجدلية والتأثير المتبادل بين اضلاعه: الإنسان +التراب+ الزمن كلمة السر في تشكل الحياة الاجتماعية وتطورها ،ومن ثم تفردها وتغيرها وتمايزها.

وهو يرى بأن هذا المثلث لا ينشأ من فراغ، وإنما الله فهو الخالق والمدبر لهذا الكون بكل مكوناته ومفرداته.

وفي بحثه عن دور الإنسان داخل مثلثه، وعينه موجهة إلى أمته العربية ،طرح إشكالية “الإنسان المسلم” كمفردة لها شأنها في بناء الحضارة العربية، وفي تكوين جبلة الثقافة العربية، هذه الثقافة التي أفرد الكثير من دراساته وأبحاثه.

وسأل نفسه، سؤال الباحث عن فهم وتفسير لإشكالية الإنسان. العربي في معمعان نجاحه وإخفاقه في معركة مستقبله، التي هي بالأساس معركة مصيره.

وسؤاله قاده إلى معرفة التحديات التي تواجه هذا الإنسان من خلال سؤاله التفسيري عن المواطنة وحضورها في الحياة العربية،داخل مستوياها وأبعادها المحلية/الجهوية، والوطنية، والقومية،وراءها ما ينتج من مفاهيم وعادات وتقاليد وقناعات وفكر وقناعاتً من قبل القوى المعادية للامة العربية، في معركة الحضارة العربية، ووجد آن المواطنة في الثقافة العربية، تنقصها المحددات الثقافية القيمية، ومالها من حقوق وواجبات ،وقاعدتها ومحددهاا لأساس حرية الإنسان وحقوقه الممنوحة له من خالقه ودينه ،ومالها من تعينات في البناء الاجتماعي العربي في الماضي والحاضر والمستقبل، ودلالاتها داخل هذا البناء.

وخلص مالك بن نبي إلى جملة من العوامل والأسباب التي تخل في بناء مواطنة سليمة ومعافاة من أي خلل بنائي اجتماعي وثقافي وفكري، ومن هذه العوامل الداخلية الخارجية “القابلية للاستعمار”.

وهذه القابلية من وجهة نظر مالك، وفي تشخيصه لتكونها كظاهرة في الحياة العربية،و تعيناتها في سلوك أبناء المجتمع العربي ،يعود لخلل في المواطنة، ومالها من حقوق وواجبات ،وما ترسله ثقافة العدوانية الغربية ،ومعها الولايات المتحدة الامريكية والصهيونية العالمية من محددات فكرية وثقافية تنتج القابلية الثقافية والفكرية للاستعمار.

ويرى مالك آن القضاء على الفضاء الثقافي للقابلية للاستعمار وثقافته في الثقافة العربية، بل قل في معركة بناء الحضارة العربية ،بتوفير أرضية فكرية ثقافية للمواطنة العربية، ومالها من مستحقات ومحددات تؤسس لبناء الإنسان العربي،ا لمؤهل فكريًا وسلوكياً للإسهام في معركة النهضة العربية.

د- عزالدين دياب

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب