الحكومة تراهن على «رأس الحكمة» هربا من شبح الإفلاس… شيدها فاروق… واستمتع بها مبارك… وعرفت طريقها للإمارات

الحكومة تراهن على «رأس الحكمة» هربا من شبح الإفلاس… شيدها فاروق… واستمتع بها مبارك… وعرفت طريقها للإمارات
القاهره /حسام عبد البصير
القاهرة ـ باتت صفحات الأثرياء السابقين، الذين أصبحوا مستورين بالكاد في الوقت الراهن، وسيلة للصراخ بالنيابة عن أولئك الذين سحقتهم الحياة وباتوا صرعى الجوع بسبب الجنون الذي أصاب السلع كافة، خاصة المواد الغذائية. المستشار تامر شيرين شوقي مارس الصراخ بأعلى صوته: “إصرار الحكومة على تفكيرها والاعتماد فقط على القبضة الأمنية ده جنون وضغط رهيب على شعب لم يعد يتحمل.. حتى عصا موسى لن تكون كافية.. قضي الأمر.. لا قبل لأحد بما هو قادم.. أصعب 5 شهور في تاريخ مصر الحديث.. فبراير/شباط، مارس/ آذار، أبريل/ نيسان، مايو/أيار يونيو/حزيران 2024، لا حلول في الأرض ويبدو حتى السماء لا ترغب في الحل.. حان وقت دفع ثمن كل أخطاء حكم الفرد وجنون الوهم وتمكين الفاسدين والفاشلين والمنتفعين والخونة… حتى تغيير الأشخاص لن يفيد الآن”. ثم قفز تامر خطوتين للأمام: “النظام كاملا برجاله ومؤسساته وأفكاره يجب أن يتغير”. وبدوره طالب عادل أبو تيج نقيب الجزارين، بوقف ذبح المواشي مدة شهر؛ من أجل ضبط الأسعار في الأسواق، مع تشديد الرقابة لتجنب الذبح خارج المجازر. وكشف خلال تصريحات تلفزيونية عن تقدم النقابة بخطة من 6 مقترحات للجهات المسؤولة؛ من أجل مواجهة الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم. وقال إن الأزمة الراهنة «ليست بسبب الدولار» منتقدا التجار لبيعهم المواشي على سعر الدولار بالسوق الموازية. ودعا لتشديد الرقابة على أصحاب المزارع، لافتا إلى تعمد البعض إغلاق المزارع لانتظار الزيادات في أسعار الدولار. ووافقت وزارة الزراعة، على استيراد 154500 رأس للذبح الفوري من بعض الدول الافريقية، بالإضافة إلى 120 ألف رأس عجول للتربية والتسمين. وكانت أسعار اللحوم البلدية قد شهدت ارتفاعا كبيرا، إذ وصل سعر الكيلو إلى 400 جنيه. الكاتب طه خليفة دفعته المحنة التي تعيشها الأغلبية ليحذر مما يلي: اليوم، كنت اشتري بعض أساسيات الطعام، أساسيات يصعب الاستغناء عنها، وليس نصف أساسيات، أو رفاهيات، ووجدت الأسعار تفوق كل تصور، وتتجاوز كل معقول. غلاء فاحش غير مسبوق في تاريخ الجمهورية والملكية أيضا. فشل إداري، وإفلاس سلطوي. ما أسهل الوصول للحكم، ما أصعب النجاح في الحكم. الإنقاذ، والإنقاذ، فالإنقاذ، ثلاثا.. وإلا فالمقبل مقلق وخطر.. والغبي الذي يقول إن الأمن يسبق الطعام والشراب، ماذا سيفعل الأمن أمام اتساع الفقر، وعدم القدرة على تلبية بعض الأساسيات وليس كلها، والبطون الجائعة، والحرمان. الحياة الكريمة هي مفتاح الأمن والأمان والاستقرار والسلام الاجتماعي والرضا العام. أيها الأغبياء.. هذا النفاق المنحط أحد أسباب وصولنا إلى حافة الهاوية.. كما سعى مصطفى بكري النائب في البرلمان ورئيس تحرير “الأسبوع” لإشاعة التفاؤل قائلا: “مصر قوية بشعبها العظيم ورجالها الشرفاء المخلصين في مواجهة الحروب التي تستهدف تركيعها وإجبارها على القبول بمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، الدولار سيتهاوى بإذن الله”.
الحل في «الحكمة»
كشف الإعلامي أحمد موسى، عن انفراجة قريبة لأزمة الارتفاع غير المسبوق في سعر الدولار أمام الجنيه المصري، التي أدت إلى حدوث تضخم تاريخي في أسعار السلع، معلنا عن صفقة عربية لضخ استثمارات في منطقة رأس الحكمة دون الكشف عن تفاصيل. ونقلت “الشروق” عن موسى أن قيمة الصفقة التي سيتم إنجازها قريبا تبلغ 20 مليار دولار على حد قوله. وأفاد مصدر مسؤول لـ”القاهرة الإخبارية”، بأن الدولة المصرية تعكف حاليا على إنهاء مخطط تنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي لتصبح ثاني المدن التي تجري تنميتها عبر الشراكة مع كيانات عالمية ذات خبرة فنية واسعة وقدرة تمويلية كبيرة. وقال المصدر إنه «يجري بالفعل التفاوض مع عدد من الشركات وصناديق الاستثمار العالمية الكبرى للوصول إلى اتفاق يتم إعلانه قريبا عن بدء تنمية المنطقة البالغة مساحتها أكثر من 180 كيلومترا مربعا، بما يمكن الدولة المصرية من وضع المدينة على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات على الأكثر؛ لتصبح أرقى المقاصد السياحية العالمية على البحر المتوسط في ضوء البنية التحتية الهائلة، التي دشنتها الدولة لخدمة المنطقة». يذكر أن الدولة المصرية وضعت إطار مخطط التنمية العمرانية لعام 2052، الذي استهدف ضمن أولوياته التنمية العمرانية المتكاملة لمنطقة الساحل الشمالي الغربي، باعتبارها أكثر المناطق القادرة على استيعاب الزيادة السكانية المستقبلية لمصر، من خلال إيجاد أنشطة اقتصادية متميزة توفر فرص العمل للشباب خلال العقود المقبلة، إضافة إلى مضاعفة رقعة المعمورة.
الإمارات محظوظة
حالة من الجدل أثيرت خلال الساعات الماضية بشأن استحواذ مستثمرين إماراتيين على مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي، وتداولت أنباء بشأن بيع الحكومة للمنطقة للإماراتيين بـ22 مليار دولار، حسب آية مصطفى في “فيتو”، حيث صرح مصدر مسؤول بأن الحكومة تعكف حاليّا على إنهاء مخطط تنمية مدينة رأس الحكمة في الساحل الشمالي، لتكون ثاني المدن التي تتم تنميتها من خلال الشراكة مع كيانات عالمية ذات خبرة فنية واسعة وقدرة تمويلية كبيرة. وأكد المصدر أنه جارٍ التفاوض مع عدد من الشركات وصناديق الاستثمار العالمية الكبرى للوصول إلى اتفاق يتم إعلانه قريبا بخصوص بدء تنمية المنطقة، التي تبلغ مساحتها أكثر من 180 كم مربع، بما يمكِّن الدولة المصرية من وضع المدينة على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات كحد أقصى، وستكون أرقى المقاصد السياحية على البحر المتوسط والعالم، في ضوء البنية الأساسية التي أقامتها الدولة لخدمة المنطقة. ويتردد أن مستثمرين إمارتيين فازوا بالصفقة والمشروعات التي ستقام على أرضها، والتي من المقرر أن تغير المنطقة خريطة السياحة العالمية وتكون شرم شيخ جديدة. تقع مدينة رأس الحكمة، على رأس الساحل الشمالي، وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 في طريق الساحل الشمالي الغربي وحتى الكيلو 220 في مدينة مطروح التي تبعد عنها 85 كم. وخصصت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مساحة ضخمة على الساحل الشمالي بالقرب من مدينة مرسى مطروح لكي يُقام عليها خليج رأس الحكمة، الذي تبلغ مساحته 55 فدانا، وتم تقسيم هذه المساحة إلى 11 منطقة، وتستوعب هذه المناطق 300 ألف نسمة.
من عهد الملك للمخلوع
صُمم مشروع رأس الحكمة على نحو يعكس ثقافات تستهدف جذب السياح، فقد بُني بعضها على الطراز البدوي، الذي يعشقه الجميع، إذ تقدم تجربة للعيش ممتعة ومريحة بعيدة عن وسائل التواصل الاجتماعي كافة، كما أنها تساعدك على تفريغ طاقتك السلبية والاستمتاع بالصحراء والطبيعة الساحرة.. تضيف آية مصطفى: كما أن هناك مناطق متعددة تم بناؤها على أحدث التصميمات الأوروبية الفاخرة التي تُسهل عليك الحياة وتجعلها متكاملة ذات طابع عصري، فقد شغلت المنتجعات الساحلية والمشاريع الاستثمارية هذه المناطق حتى تصبح محطة جذب سياحي، وتميزت هذه المناطق بإطلالتها على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأكد الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، أن مدينة رأس اﻟﺣﻛﻣﺔ الجديدة، ستكون ﻣﻘﺻدا ﺳياﺣيا ﻋﺎﻟﻣيا، ﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟرؤية اﻟﻘوﻣية واﻹﻗﻠيمية ﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﺎﺣل الشمالي الغربي، وهو ما سينعكس على تحقيق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷهداف والغايات، منها (إنشاء ﻣدينة ﺳياﺣية ﺑيئية ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط تنافس مثيلاتها ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى العالمي، مع ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﺿري ﻣﺳﺗدام ﺗﻧﺎﻏم ﻣﻊ طبيعة وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣوﻗﻊ، وتوفير اﻷﻧﺷطة اﻻﻗﺗﺻﺎدية اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ”. ولم تتغافل الدولة عن تقديم بنية تحتية جيدة داخل كل مناطق رأس الحكمة الساحل الشمالي، ما جعلها محط أنظار المستثمرين والعملاء كافة، الذين يسعون إلى قضاء عطلات صيفية لا ينقصها أي شيء مثل الخطوط الأرضية وخدمات الإنترنت فائقة السرعة. سميت المدينة برأس الحكمة عندما أقام بها الملك فاروق قصرا للاستجمام فلم يعجبه اسمها فسماها رأس الحكمة تيمنا منه بحكمة الله. وتشتهر رأس الحكمة بالاستراحات الرئاسية التي أنشأها الملك فاروق في المنطقة. وبعد قيام ثورة 23 يوليو/تموز 1952 تحولت إلى استراحة رئاسية، وكان الرئيس الراحل أنور السادات يذهب إليها للاستجمام، ومن بعده حسني مبارك وأحفاده. كما يشير سكانها إلى أنه بعد اعتياد مبارك وعائلته زيارتها، دخلت جميع المرافق من كهرباء ومياه وصرف صحي إليها.
صرخة أخيرة
هالت الكوارث التي يتعرض لها الغزيون خاصة الأطفال الجوعى وأسرهم الدكتور ناجح إبراهيم فقرر جمع بعض الشهادات في “المصري اليوم”: قالت طفلة غزاوية وهي تبكي: «يا ريت يقصفونا ويريحونا، نحن نموت جوعا».. «النساء والأطفال والمرضى في غزة لا ينامون الليل، ليس من القصف فحسب، ولكن من الجوع والبرد والمطر والصقيع».. لا دواء ولا علاج ولا مستشفى ولا طعام ولا كساء ولا غطاء ولا أمن ولا أمان في غزة.. الجيش الإسرائيلي فقدَ أخلاقه منذ قتله للأسرى المصريين بعد 5 يونيو/حزيران عام 1967 وحتى اليوم.. مهمته الأساسية المذابح، ثم التهجير، ثم الاستيلاء على الأراضي والاستيطان فيها. كل فلسطيني في غزة زوجته حامل في كرب شديد، لا يدري كيف ستلد زوجته، فلا مستشفيات، ولا تخدير، ولا أطباء، ولا علاج، فقد دمرت إسرائيل كل شيء.. إبرة تخدير يحتاجها جرحى غزة، وكل العرب لم يستطيعوا توفيرها وتدبيرها في الوقت الذي ينفقون فيه المليارات على اللهو والعبث.. مياه الأمطار أغرقت كل الخيام في غزة، وغرق الأطفال وهم نيام، وظلوا يبكون الليل كله.. بكت الطفلة الفلسطينية التي تعيش في خيمة تهزها الرياح يمنة ويسرة، وقالت: «سقعنا كتير، بدنا ناكل، بدنا حرامات نتغطى»، لعل عذابات ونداءات هذه الطفلة تصل لقلوب العرب والعالم الذي قسا قلبه، وتحجرت مشاعره، وضنّ باللقمة والكساء والوقود لأمثال هؤلاء الذين لم يدركوا الموت ولا الحياة.. رحماك يا رب بأهل غزة.
على خطا النجاشي
مضى الدكتور ناجح إبراهيم يلازمه شعور بالهزيمة والخذلان: كلما اشتد البرد أو هطل المطر تضايقتُ هذا العام أكثر من ذي قبل، إدراكا لمأساة غزة. غزة لا تواجه إسرائيل وحدها، ولكنها تواجه تحالفا بغيضا إسرائيليا أمريكيا أوروبيا، تقوده إسرائيل وتجرّه كالأغنام.. وعلى الغرب الأمريكي والأوروبي ألا يتحدث بعد ذلك عن حقوق الإنسان، كما صرح بذلك برلماني أيرلندي. أيرلندا هي صاحبة الموقف المشرّف الوحيد في أوروبا تجاه غزة خاصة، والقضية الفلسطينية عامة. إسرائيل أكبر دولة همجية في العالم كله، وتسويقها أنها «واجهة الديمقراطية والسلام بين عرب أجلاف غلاظ» كذبٌ في كذب.. وشعوب العالم أدركت ذلك الآن. سارت جنوب افريقيا على نهج الملك العادل النجاشي، وهو أول ملك مسيحي ينصف الإسلام والمسلمين، الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ملك عادل لا يُظلم عنده أحد»، ولم يمدح الرسول عليه الصلاة والسلام من الملوك والحكام سواه. جنوب افريقيا علّمت العرب والعالم كله كيف يكون العدل والإنصاف ونصرة المظلوم، مهما كان دينه وعِرقه ولونه، ومهما اختلف عنك. جنوب افريقيا ترد الجميل للعروبة ولعبدالناصر الذي وقف إلى جوار كفاح جنوب افريقيا ضد التمييز العنصري البغيض. صدقت جنوب افريقيا حينما قالت: «إن الذي يحدث في غزة والضفة الغربية أسوأ من التمييز العنصري الذي كان يحدث عندنا». قال الممثل الأيرلندي تيد هيكي: «كثير من الأمريكيين ينحدرون من أصل أيرلندي، فرّوا إلى أمريكا من المجاعة التي تسبب فيها المستعمر البريطاني لأيرلندا.. لذا على أيرلندا أن تقف مع شعب غزة الذي يعيش مجاعة حقيقية بسبب الاحتلال الإسرائيلي بدعم بايدن، وهو أيرلندي سليل أيرلنديين لاجئين إلى أمريكا فرارا من المجاعة أيضا.. فكيف لبايدن أن يقف مع إسرائيل ولا يقف مع الفلسطينيين؟!». أطلق أردنى على مؤسسته اسم «مؤسسة المسافة صفر».. ولما سُئل عن السبب في ذلك، قال: (إعجابا بشجاعة وبطولة المقاومة الفلسطينية من جهة، وأن المسافة بيننا وبين عملائنا «صفر» كذلك، فنحن في خدمتهم باستمرار).. وقد لقي إعجاب الكثيرين، وأظهر مئات العملاء المترددين على المؤسسة أنهم جاءوها إعجابا بهذا الشعار وحبا في غزة وبسالتها.
فوق قدرة المواطن
بات من الضروري وفقأ لرأي حازم الجندي في “الوفد” التدخل الفوري والعاجل لحل أزمة ارتفاع الأسعار التي تجاوزت الحدود، وأصبح المواطن في أشد المعاناة من الانفلات الكبير في الأسعار للسلع والمنتجات، الأمر أصبح فوق قدرة المواطن على التحمل، فالأسعار ترتفع بشكل مخيف خاصة السلع الأساسية والغذائية، التي لا يستغني عنها المواطن، وتعد من احتياجاته الأساسية. لا يمكن ترك المواطن فريسة للتجار الجشعين منعدمي الضمير الذين يتلاعبون في الأسعار كما يحلو لهم دون رادع، الناس في الشارع تحدث نفسها بسبب صدمتها من الارتفاع المبالغ فيه في أسعار السلع والمنتجات، والمواطن في أمس الحاجة إلى إجراءات وقرارات جريئة من الحكومة تطمئنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيش فيها معظم المواطنين، جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وفي ظل التحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الدولة. مشكلة ارتفاع الأسعار واحدة من أكثر المشاكل إزعاجا وتأثيرا على المواطنين اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، فتؤثر سلبا على القدرة الشرائية للأفراد وتزيد من معدلات الفقر، والجميع يعترف ويدرك أن هناك أزمة اقتصادية عالمية صعبة، ألقت ظلالها وتأثيراتها السلبية على مصر، شأن العديد من دول العالم، ونقدر الجهود التي تبذلها الدولة، لكن يجب أن تكون هناك خطة زمنية للتعامل مع هذه الأزمة وإيجاد حلول سريعة لها تخفف الأعباء عن كاهل المواطن. يجب الضرب بيد من حديد على كل فاسد يتلاعب بمقدرات الوطن ويتسبب في ارتفاع الأسعار، بسبب الغش والتلاعب والتدليس من أجل مكسب سريع وكبير على حساب آلام وهموم المواطن البسيط الذي يكتوى بنار الأسعار، يجب توقيع عقوبات رادعة ضد أي تاجر يتخلى عن ضميره، ويحتكر سلعة ويقوم بتخزينها وتعطيش السوق من أجل رفع أسعارها أضعافا مضاعفة، فغير معقول أن ترتفع الأسعار بهذا الشكل وأن تباع سلعة بزيادة تتراوح بين 40 و60٪ من سعرها الحقيقي، بل هناك سلع ومنتجات تباع بأضعاف ثمنها والزيادات على السعر تجاوزت 100٪.
المعاناة مستمرة
يبدو جمال حسين في “الوطن” في موقف المشفق على المواطن والحكومة في آن واحد: نعم الأزمة الاقتصادية حاضرة والدولة تتعامل معها بحكمة واقتدار، ورغم كل ذلك فالحمد لله السلع متوافرة ولم تنقص من الأسواق ولدينا مخزون استراتيجي كبير، لكن أزمة ارتفاع الأسعار وعدم استقرارها تؤرق الجميع، فرغم تحركات الحكومة الجادة لخفض الأسعار وإطلاق المبادرات لتخفيض الأسعار، فإن هناك عدم التزام من قبَل بعض التجار معدومي الضمير الذين يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، مدعين أن سبب رفع الأسعار ارتفاع سعر الدولار حتى لو كانت هذه السلع لا علاقة لها بالدولار. الواقع أكد أن جشع التجار وكبار المستوردين واستغلال الظروف وغياب الرقابة كان من أهم أسباب تفاقم الأزمة الاقتصادية.. وخلال الشهور القليلة الماضية بدأنا نسمع عن حيتان السكر وحيتان العملة الصعبة وحيتان الذهب.. وتنبهت الدولة لذلك وبدأت في ملاحقة هؤلاء الحيتان وتفعيل آليات ضبط الأسواق ومحاربة المحتكرين والمتلاعبين في أقوات الشعب، وحيتان العملات الصعبة للسيطرة على الأمور التي كادت تخرج عن السيطرة. وانطلقت حملات وزارة الداخلية بجميع إداراتها، خاصة مباحث الأموال العامة ومباحث التموين ومديريات الأمن وقطاع الأمن العام، بتوجيهات حاسمة من اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، لملاحقة المتاجرين بقوت الشعب، الذين يتلاعبون في أسواق السكر والذهب والعملة لتعطيش الأسواق وتحقيق مكاسب مهولة. رأينا أسواق الذهب وهي تشهد حالة من الاضطرابات نتيجة التلاعب في الأسعار من قبَل «حيتان الذهب»، الذين تسببوا في تعطيش السوق لرفع سعره.. لم تقف الدولة مكتوفة الأيدي فتم توجيه حملات موسعة ضد جشع تجار الذهب وألقت الأجهزة الأمنية القبض على عدد من التجار، وعلى رأسهم «إمبراطور الذهب»، الذي يعد من أهم وأكبر تجار الصاغة في منطقة الجمالية وعثر بحوزته على كميات كبيرة من المشغولات الذهبية و122 مليون جنيه وسط شائعات عن شراكته مع سيدة أعمال معروفة أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي التي لقبتها بـ«أميرة الذهب»، حيث إنها أشهر بائعة ذهب في مصر، لكنها خرجت على الجميع ونفت ذلك جملة وتفصيلا… وبعد توجيه الدولة ضربات قوية لأباطرة وحيتان الذهب المتحكمين في سعره والمتسببين في وصول سعر الجرام منه لأرقام قياسية غير مسبوقة وجهت الدولة أيضا الضربات لتجار الدولار في السوق السوداء.. شنت وزارة الداخلية حملات على تجار النقد الأجنبي في السوق السوداء، الذين تسببوا بمضارباتهم في رفع سعر الدولار لأرقام غير مسبوقة، حيث يقومون بإخفاء العملة عن التداول والاتجار بها خارج نطاق السوق المصرفية، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط أكثر من 60 تاجر عملة يعملون لصالح حيتان كبار، وضُبطت بحوزتهم ملايين الدولارات وكل العملات تمهيدا لبيعها بأسعار قياسية، وما زالت حملات الشرطة مستمرة لملاحقة حيتان العملة المسيطرين على السوق والمتحكمين في تحديد الأسعار تمهيدا لمحاكمتهم.
صوت الحقيقة
حرصت إسرائيل على استهداف الصحافيين والإعلاميين والمصورين والمراسلين، وسقط العديد منهم شهداء، وبدأت إسرائيل أخيرا، حسب كريمة كمال في “المصري اليوم” في استهداف الاتصالات وما يتصل بها من محطات وما يمدها بالطاقة، بحيث تعزل غزة تماما عن العالم، وازداد هذا الأمر أخيرا بعد أن تحولت الصورة تماما في العالم من تأييد إسرائيل والتعاطف معها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى تأييد غزة وفلسطين والمطالبة بوقف الحرب، بل الأهم من ذلك كله إحياء القضية الفلسطينية، التي كان يبدو للكثيرين أنها قد ماتت تماما. كانت إسرائيل تتصور أن احتلالها لفلسطين، الذي مضى عليه أكثر من سبعين عاما، قد استقرت دولته تماما، ولا شيء يمكن أن يهدده، بل شرعت في التوسع في إقامة المستوطنات، بل الحق إننا نحن العرب الذين نؤمن بالقضية الفلسطينية، خبا أملنا تماما في أن تحصل فلسطين يوما على حقها وأن يعود الفلسطينيون إلى أراضيهم. في أحد البرامج التلفزيونية، التي كانت تناقش العدوان على غزة، قال الضيف الإسرائيلي، إن إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها، بينما قال الضيف الفلسطيني، إن الفلسطينيين من حقهم أن يواجهوا الاحتلال الذي يحتل أراضيهم منذ أكثر من سبعين عاما، فقال الضيف الإسرائيلي: أنا أتحدث عما جرى في أكتوبر الماضي وليس ما جرى منذ أكثر من سبعين عاما.. أي أنهم يتصورون أن مرور الزمن يعني أن الأمر، مات، ولم يعد هناك حق، ولم تعد هناك قضية. ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كذّب هذه المقولة، وقضى عليها نهائيّا. الآن، إسرائيل تدرك أنها لن تنعم أبدا بالهدوء والاستقرار، وأن ما حدث في السابع من أكتوبر يمكن أن يتكرر في أي لحظة. عندما يرفض نتنياهو حل إقامة دولة لفلسطين هو يدرك تماما أن هذه الدولة ستكون شوكة في ظهره وظهر إسرائيل، ولذلك هو يدك غزة ويقتل الفلسطينيين، متصورا أنه لن يقضي على حماس وحدها، بل سيقضي على الفلسطينيين والمقاومة في ضربة واحدة، لكنه أمضى كل هذا الوقت الطويل دون أن يصل إلى هدفه، خاصة أن الداخل في إسرائيل يقف ضده، بعد أن فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في توقع ما جرى، وفشل هو وحكومته في استعادة الأسرى أو مواجهة المقاومة.
هذا هو واجبنا
الآن والكلام ما زال لكريمة كمال يريد نتنياهو أن يوقف تعاطف شعوب العالم عن طريق الحصار الإعلامي لغزة ومنع وصول ما يجري من مذبحة فيها إلى أعين شعوب العالم.. لكنه لن ينجح في هذا أيضا، فصورة الإبادة الجماعية وتجويع الفلسطينيين ومنع المساعدات والغذاء عنهم، وصلت إلى كل أنحاء العالم.. السؤال الآن: هل يستمر الأمر ويستمر غضب شعوب العالم، دون أن تتراجع الحكومات الغربية عن موقفها وتضغط على إسرائيل لتوقف الحرب أو الإبادة التي تسعى إليها؟ إذا استمرت إسرائيل في قصف الاتصالات لمنع وصول حقيقة ما يجري، فعلى الجميع – ليس فقط الصحافيين والإعلاميين والناشطين- تداول كل ما يصلهم من صور وبوستات وإرسالها إلى كل مكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا واجبنا جميعا في مواجهة ما تسعى إليه إسرائيل، وللكثيرين منّا علاقات مع العديد من الأصدقاء والمعارف على مواقع التواصل، هذا غير مَن نعرفهم من صحافيين وكُتاب في العالم كله.. هذا دورنا جميعا وليس دور الصحافيين والإعلاميين والمصورين والمراسلين والمنصات التي تحاول إسرائيل إسكات أصواتهم. الحزن وحده لا يكفي، واستمرار هذه المذبحة يجب ألا يقودنا إلى اليأس، بل يجب علينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي يجب علينا فعله، وكيف يمكن أن نتحرك في مواجهة هذه البشاعة وتلك المجزرة؟ يجب أن نشرح للعالم أن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مواجهة لاحتلال، وليس استهدافا لدولة مستقرة.
جراح غزة
ينتاب فاروق جويدة في “الأهرام” إحساس غريب بأن المؤامرة أكبر مما نرى من الأحداث وأن المقبل لم يأت بعد، وأن ما نراه الآن تمهيد وليس جوهر القضية، إذا كانت أحداث غزة قد فتحت جراحا كثيرة وكشفت عن أشياء كنا نعرفها ونتجاهل أبعادها.. إلا أن إنكار الحقيقة أسوأ ما يصيب البشر، وحين يكون الدم والشهادة اتهامات كاذبة ومضللة من أبواق تستخدمها إسرائيل ضد مقاومة الشعب الفلسطيني، فهذه إهانة لكل من دافع عن فلسطين القضية والدم والبطولة. لا أنكر أن أحداث غزة وضعت العالم العربي أمام واقع جديد يتطلب أن يعاد النظر في ثوابت ومسلمات قامت على التضليل وإنكار الحقائق، وعلى الشعوب أن تطهر نفسها وأرضها وأجيالها من أبواق سلمت نفسها للشيطان، وأن العالم العربي دخل في غيبوبة قد تطول، وأن ذلك يتطلب صحوة في الفكر والوعي والضمائر أمام مخاوف كثيرة تطل علينا.. وكانت أحداث غزة ناقوس خطر يدق في أرجاء العالم العربي حتى يفيق الغافلون، كان انقسام الشعوب العربية أمام أحداث غزة بين المؤيدين والشامتين شيئا غريبا، أمام قضية هي أم القضايا وقد اجتمعت الشعوب العربية حولها حربا وسلاما سنوات طويلة.. لم يكن أحد يتصور أن يكون رفع أعلام فلسطين جريمة سياسية، أو أن يكون الدفاع عن المقاومة الفلسطينية مخالفا للشرائع والأعراف، أو أن تقف جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية تدافع عن الشعب الفلسطيني الذي يذبح كل يوم على يد أمريكا وإسرائيل، أو أن تغيب الشعوب العربية عن كل المحافل الدولية التي تؤيد حق الفلسطينيين في أرضهم، أو أن تمنع المظاهرات في بعض العواصم العربية التي تطالب بحماية دولية لسكان غزة وكأن الدفاع عن الحق جريمة..
جرائم لن تسقط بالتقادم
كان موقف غزة قصة كفاح تضاف إلى تاريخ هذه الأمة وكان صمود المقاومة أمام الجيش الذي لا يقهر حدثا عالميا بكل المقاييس.. ولكن الغريب في الأمر وفق رأي فاروق جويدة، أن بعض العواصم العربية استقبلت كل هذه الأحداث بصورة سلبية لم تحدث من قبل وكأن ما يحدث لا يعني أحدا من شعوب هذه الأمة، واقتصرت الأشياء على مشاعر سجينة لم تجد صدى وكأنها تحدث في عالم آخر.. كانت سلبية المشاعر شيئا جديدا على الإنسان العربي، وغابت الصور القديمة من مواقف الشعوب العربية التي شيدت حضارات عظيمة وخاضت معارك كثيرة دفاعا عن الأرض والإنسان والكرامة.. كانت صورة الشارع العربي تدعو للأسى أمام شعب عربي تسحقه أقدام الغزاة، في الوقت الذي كانت حشود التحالفات تجتمع حول غزة وتقدم الدعم المالي والعسكري والبشري لإسرائيل، وتقاتل من أجل حمايتها.. كان العالم العربي يصدر بيانات الشجب والإدانة، وهو الذي قدم يوما آلاف الشهداء وكلما كنت أرى شهيدا محمولا على الأعناق كنت أتذكر جنود مصر وهم يعبرون القناة وصيحاتهم تهز أركان الكون، الله أكبر الله أكبر.. كانت أحداث غزة وصور الشهداء تحرك مشاعر الأجيال الجديدة الذين سقطوا ضحايا أكاذيب التطبيع، ولأول مرة يسمعون عن وطن محتل يسمى فلسطين، وشعب صامد في غزة وقضية حركت الملايين في بلاد العالم، لأول مرة يشاهدون أطفالا يقتلون وبيوتا تنهار وشعبا يقاتل بلا طعام أو دواء أو سكن، لأول مرة تشاهد أجيالنا الجديدة إسرائيل العدو المغتصب وهي تحاكم في أكبر محاكم الكون، وهناك دولة افريقية عريقة تتحمل مسؤولية الدفاع عن شهداء غزة، بينما الأهل صامتون.. أعترف بأنني أمام أحداث غزة أصبحت أخاف على ذاكرة أجيالنا الجديدة، وهناك من يعبث في عقولها بالأكاذيب والتضليل.. تشويه العقول بالأكاذيب أكبر الجرائم في دنيا البشر وما تعرضت له أجيالنا الجديدة جريمة لن تسقط بالتقادم.. اللغة العربية التي أصبحت غريبة بين أهلها جريمة، وإهمال ذاكرة الشعوب وتشويه تاريخها ودينها ورموزها جريمة.
أمريكا قامرت بقيمها
“أمريكا تعود إلى الشرق الأوسط” جسّد هذا العنوان من وجهة نظر جميل مطر في “الشروق”، التصعيد الخطير في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بين دولة احتلال وعدد كبر أو صغر من المقاومين لهذا الاحتلال. بالنسبة لي ولآخرين كانت العودة دليلا على مزيد من الانحدار في قوة ومكانة هذه الدولة العظمى وانتقاصا مؤكدا من قوتها في المواجهة مع الصين في الجبهة الباسيفيكية. نعرف، من أمريكا نفسها، أن عظمتها كانت مستمدة بشكل أساسي من التزامها منظومة قيم إنسانية وانحياز كامل للعدالة وحقوق الشعوب. أما أن تعود لتتدخل بالقوة لحماية دولة قررت أن تسود فوق غيرها بحجج التاريخ والأساطير والدين ونقاء العنصر، أو تميزه، ففي النهاية هي الخاسرة. لسنا غافلين، ولا غافلة شعوب الشرق الأوسط، ولا غافلة إدارة الرئيس بايدن في سنتها الانتخابية، عن عدد الضحايا الذين خسرتهم أمريكا خلال أقل من أسبوع نتيجة تدخلها غير الرشيد. مثل هذا التدخل كان في أفغانستان والعراق، وهو الذي أطلق مسيرة انحدارها. وأراها، وأقصد إدارة بايدن ومختلف تيارات الحزب الديمقراطي في الكونغرس، مرتبكة إزاء انتشار ظاهرة الاحتجاج بين العاملين في عدد من مواقع اتخاذ القرار السياسي الأمريكي، خاصة الكونغرس ذاته ووزارة الخارجية. يحتجون على سياسات الاستمرار في دعم إسرائيل عسكريا. وفي ظني أن هذا الاحتجاج أثمر خلافا علنيا بين واشنطن ونتنياهو، الذي قرر من ناحيته تصعيد الخلاف ليس فقط مع واشنطن، ولكن أيضا بافتعال مشاكل حدودية مع بعض دول جواره المرتبطة بسياسات تحالف أو تفاهم مع الولايات المتحدة، أو حتى بعلاقات طبيعية مع إسرائيل نفسها. وفي هذا الشأن لا أستبعد منه أو من يأتي بعده تصعيد هذه المشكلات مع الجيران ومع شعب فلسطين، فالفرصة التي حانت لإسرائيل لن تسمح لها قوى الصهيونية العالمية، العميقة منها والأعمق، أن تضيع، وهي القوى الأكثر استفادة من وجود إسرائيل مهيمنة في الشرق الأوسط. أشباح الخطر تخيم على الشرق الأوسط أكثرها منبعث من داخله وبدعم من خارجه. قليل أو دون المستوى استعداد أو تضامن دول الإقليم القادرة والفاعلة لمواجهته، ويكاد يكون منعدما للعين المجردة دور لروسيا أو للصين في هذه المواجهة.
بير السلم
أبطال إعلانات «بير السلم» على القنوات الفضائية، كما عرفهم الدكتور محمود خليل في “الوطن” نوعان: أشخاص عاديون ونجوم فن.. دعنا نتحدث الآن عن الأشخاص العاديين الذين تتعمد الإعلانات الاعتماد عليهم ليعبروا عن شخصيات من البسطاء أو العاديين في ملابسهم، وأسلوب حياتهم، وطريقة كلامهم. يظهر ذلك بصورة خاصة في الإعلانات التي تسوق أدوية، خصوصا الأدوية التي تعالج آلام العظام، وهي من أكثر أنواع الآلام انتشارا بين المصريين، سواء داخل المدن أو القرى. تجد شخصا عاديا يرتدي الجلباب (القاهري أو الفلاحي)، ويتحدث بلهجة شخص من القاهرة، أو بلكنة ريفى من شمال أو جنوب مصر. يأخذ مقدم الإعلان في الحديث عن المشكلة التي كان يعاني منها، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الكلام عن التحول السحري الذي حدث له، وكيف اختفى الألم، وأصبح قادرا على القيام والقعود، والصلاة، والعمل. أحدهم على سبيل المثال يبدأ في الإتيان بحركة رياضية في المكان ليثبت لك حالة اللياقة التي بات يتمتع بها بعد تعاطي هذا الدواء. تصوير أثر الدواء عادة ما يأخذ شكل العصا السحرية التي تمس الطبيعة فتحيلها من حال إلى حال، ويكفي ذلك جدا للتشكك في جدوى المستحضر، وللتأكد أننا أمام حالة من حالات النصب. المضحك في الأمر أن الأشخاص العاديين الذين ينطلقون في وصف جماليات المنتج وقدراته وسعره، وغير ذلك من مدائح لا يتوقفون عن الحلف بأغلظ الأيمان بأنهم يقولون صدقا، وأنهم لا يكذبون، وصل الأمر بأحدهم إلى رفع كتاب الله الكريم بيديه والقسم عليه بأنه يحكي الحقيقة، وأنه لم يحصل على «فلوس» ليقول ذلك..
«القدس العربي»: