
مخاضات !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
تأخذك المعركة الدائرة يمينًا وشمالًا فوق الأرض وتحتها وتشعل فيك وداخل وعيك لأول مرة امكانية الانجاز ورؤية العين التي تتحدى المخرز .. وأي مخرز !!
تقتلعك المنازلة ذاتها بكل مفرداتها ومعطياتها من مهاوي العجز والاستسلام للعجز وتضعك أمام ذاتك العربية التي ذوى فيها مع مرور الأيام العصيبة حس التحدي وكادت الأيام تطفىء فيها الشرارات والانتفاضات وحب النزال ومتعة الانتصار ..
يحيط بك الآن – بعد انكشاف الواقعات سواء لجهة أمتك أو لجهة عدوك – أصحاب المفاوضات والمتلاعبون بالعقول والاعلام المأجور لسرقة لحظتك الوطنية الفريدة والمجيدة وعنفوانك الذي استطال وأبهر الذات والآخر وأفشل المحاولة المريبة لتحويل أي انتصار إلى هزيمة .. وتأبى أنت ترك الميدان وإخلاء الساحة لكل الأشرار وتبقى كما أنت في الباب واقف والردى منك خائف ..
يدرك الجميع أنك أمام مخاض صعب ومعقد وأن خياراتك محدودة وأنت ترى دمار أهلك وبيتك ويعرف الجميع ماطال بيئتك الحاضنة من أذى وعذابات لكنك جمل المحامل وفارس الميدان الأغر الذي لايضاهى والذي يألم ويأمل وهو يعبر هذه المخاضات ذات الأبعاد الوطنية والتاريخية ..