مقالات

الوعي التاريخي والوعي بالتاريخ بقلم د- عزالدين حسن الدياب 

بقلم د- عزالدين حسن الدياب 

الوعي التاريخي والوعي بالتاريخ
بقلم د- عزالدين حسن الدياب 
الحديث عن التاريخ،حديث يطول بطول الحديث عما دونه التاريخ عن البشرية،يوم بدأ تدوين تاريخ الإنسان منذ نشأته وحتى هذه اللحظة واللحظات القادمة.
إذا؛ الحديث عن التاريخ،حديث الوعي بأحداثه وواقعاته التي صنعها الإنسان،وما يكمن خلفها من أسباب وعوامل قريبة وبعيدة،وما هو وليد كل مجتمع من المجتمعات،وما بين المجتمعات من علاقات،وما تقود هذه العلاقات من قوانين،يحاول التاريخ وصفها ،ومن ثم تحليلها وتفسيرها ليضع المعاني الصحيحة لها،ويقول قولته فيها،ليستخلص منها مايسميه الدروس المستفادة.
وللتاريخ فلسفته التي يكتب أفكارها وموضوعاتها وأطروحاتها المؤرخ وهو يحاكي الأحداث التي وقف أمامها التاريخ محللاً ومفسر اً،ومن ثم متنبئاً ومستطلعاً أحداث وواقعات التاريخ،بل قل ما يصنعه البشر في حياتهم الاجتماعية،وسيرورة هذه الحياة،بكل ما حفلت به.
أليس،في ظل هذه المقدمة من حقنا،ونحن نأخذ بحالة الوعي التاريخي،أن نلتفت إلى حياتنا العربية الراهنة،ونأخذ منها حالة لفت انتباهنا إليها طوفان الأقصى غداة السابع من نوفمبر، وهي المتمثلة في حالة النظام العربي الرسمي،وموقفه من الحالة الفلسطينية،في سياق العدوان الصهيوني على غرّة.
عن سؤال يطرحه الوعي التاريخي بالحالة العربية المتمثلة،كما أسلفنا،في موقف النظام العربي الرسمي، من أجل أن نقول كلمة في وصف هذه الحالة،من خلال الًواجب الأخوي الذي يمليه هذا الواجب،وأيضا بما يمليه الأمن العربي القومي،وقد استباح الكيان الصهيوني قطاع غزّة،ضارباً عرض الحائط كل المحرمات والقوانين،وما يتأتى عليها من جرائم حرب،وتطهير عرقي،وتدمير وتجويع…إلخ
نصف هذه الحالة بناء على موقف الأنظمة العربية من لحظة طوفان الأقصى وحتى هذه اللحظة من القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب المصيرية،وهم يرون ماحدث من فظا ئع وجرائم،وخروج عن المعقول في كل مايمكن قوله ووصفه في جرائم الكيان الصهيوني وبشاعته،فنقول هل يعيش الوطن العربي الآن في عصر الانحطاط،أم عصر العبودية والنخاسة، والعبودية الحديثة التي صنعتها الصهيونية العالمية؟
سؤال الساعة عربيا،والوعي التاريخي بهذه الحالة العربية الاستئثناءالتي مثّلها موقف الحكام العرب مما يجري لشعب غزّة المجاهد المحارب ، يطرح نفسه على الحكام العرب،من المحيط إلى الخليج،فهل من جواب مقنع للتاريخ؟
د- عزالدين حسن الدياب -2-3-2024-تونس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب