حول رعاية الكفاءات العلمية العربية !!!! بقلم أ.د. علي عطية عبدالله الرفاعي
بقلم أ.د. علي عطية عبدالله الرفاعي -أكاديمي جامعي وكاتب -العراق

حول رعاية الكفاءات العلمية العربية !!!!
بقلم أ.د. علي عطية عبدالله الرفاعي -أكاديمي جامعي وكاتب -العراق
وانا أراقب أخبار عن متفوقين عراقيين وسوريين وعرب عموما ،كل في اختصاصه، يكرمون من دول هم فيها اليوم يعملون، دمعت لنا العيون ،وانا أتذكر جهدا بذلناه عام١٩٩٠ لجمع تلك الكفاءات في شبكة علمية يشرف عليها زميل علم من أبناء فلسطين ،يعمل استاذا في الفيزياء في جامعة النيوي الامريكية، متميز في عمله،وقتها كنت المدير العام المؤسس للهيئة العربية للطاقة الذرية، التي بدا ت في شباط ١٩٨٩م. ومن خلال كوني اسست قبل ذلك( ١٩٧٦) اتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب ،ووضعت له نظاما داخليا جمع العلماء العرب وجمعياتهم العلمية في الفيزياء والرياضيات، وانتخبت له أمينا عاما، وعقدت المؤتمرات العلمية يحضرها العلماء العرب داخل الوطن العربي وخارجه.فقد بادرت بإنشاء تلك الشبكة تتابع الكفاءات العربية في الخارج ، ونعقد لهم المؤتمرات والافادة منهم داخل الوطن العربي. وفعلا عقدنا لهم مؤتمرا عام ١٩٩٢م في عمان برعاية الأمير الحسن وقتها، وسط واقع عربي مؤلم. واتخذت قرارات وتوصيات بناءة للافادة من الكفاءات العربية خارج الوطن العربي. لكن ،ومع الأسف ،دائما الوضع السياسي العربي وخلافات الانظمة يفسد كل مشروع عربي هادف. ومع الأسف كان تأسيس الهيئة العربية للطاقة الذرية وسط أوضاع عربية مؤلمة بعد آب ١٩٩٠م، نتيجة مواقف بعض حكام بعيدة عن المصلحة العربية وكانهم زملاء لمن قرر عام ١٩٠٧م عدم السماح لامة عربية اسلامية بالنهوض مرة اخرى، وبجميع الوسائل. فبدأ ذلك يؤثر علينا كثيرا لكن العلماء العرب أعضاء المكتب التنفيذي كانوا معنا وهم من أصر على انتخابنا مديرا عاما للهيئة العربية للطاقة الذرية دون علمنا أو طلب منا، ومع تلك الظروف فقد عقدنا المؤتمرات والندوات واصدرنا مجلة الطاقة الذرية في تنمية المجتمع العربي، ووضعنا خطة لخمس سنوات، يضم ذلك كتاب الهيئة العربية للطاقة الذرية في أربعة أعوام. ومن تلك المشاريع انشاء مركز البحوث النووية في تونس، ومراكز مراقبة الاشعاع في العراق. ومن تلك المشاريع هو مشروع الإفادة من الكفاءات العلمية في الخارج في بناء حركة علمية وتقانية( تكنولوجية) في الوطن العربي). على وفق تلك الخلفية فحين اسمع أو أرى واقرا إنجازات علمية لكفاءات عربية تثير في وجداني مشاعر لا تستطيع العيون كبح دموعا تنزل منها، فهل يبكي الرجال؟ الجواب قصيدة نشرت بهذا العنوان، نظمتها متأثرا بموقف المرحوم.الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وهو يقرأ قصيدة حول العراق وهو في فراش ينتظر أمر الله وعيونه تدمع فابكاني، فكانت قصيدة تبكي الرجال؟؟ أذكر ذلك لأجيال عربية لتعلم، كان هناك من بذل كل جهد من أجل لم شمل العرب علميا وتقانيا ،تمثل خطوة واعية باتجاه وحدة قومية ،يحكمها علم وعقل وانحازات، ويقودها قيادة جماعية شعبية لا عبيد سلطة وحب ذات على حساب مصلحة قطر أو أمة. وللعلم كان شعار مؤتمرات الاتحاد هو: (وحدة العلماء العرب العلمية خطوة باتجاه وحدتهم القومية.) ارجو من يقرأ تلك القصة ان لا يفكر خلاف قصدها ،فنحن لسنا من طلاب جاه زائف ووجاهة ضبابية. فالحمد لله كنا ضد إعلام منافق يتابعنا فنرفضه، وكتب عنا من زملاء وطلاب لنا دون علمنا ، لكن اقتضت المصلحة العامة واقتضى بيان الحق لأجيال نشأت بعد ١٩٩٠م وأجيال لم تكن واعية لتلك الاحداث، اي نتحدث لأجيال أعمار بين ٣٠و ٤٠ عاما من العمر، أجيال وجدت نفسها اليوم بين إعلام ومحللين ودعاة عمل ولا وجود لما يدعون حقيقة . وكل يتكلم بما تهوى الانفس وتلذ الأنفس هباء. فنشر حالات بناءة ومواقف واضحة الآثار والأدلة لتلك الأجيال مسؤولية واجبة.
والله بقصدنا عليم ابو ليث ١٧ مايس ٢٠٢٤م