ثقافة وفنونمقالات
الليل وآخره “وجع يأكل خاصرتي ويسكب الملح على الجرح” بقلم خالد ضياء الدين-السودان –
بقلم خالد ضياء الدين-السودان -

الليل وآخره
“وجع يأكل خاصرتي ويسكب الملح على الجرح”
بقلم خالد ضياء الدين-السودان –
أني أبقيتك على الصدر وساما وعلى الشفتين سكر،
مشيت بك بين الناس مقاما ما انزوى..وشما على ساعدي، زرعا ومطر.. رشفة من فنجان صباحي، وقراءة كف… حلوى موزعة… ويد صغيرة مخضبة تمتد في خجل لذيذ، عمو أعطني من جيبك الذي لا يخلو.
ما عاد في الجيب يا حبيبتي نفع، وقد قٌد من فقر وأوشك الدجال على الظهور، أجري واختبيء خلف راحتيك، فقد قرر الأمير قتل الأطفال.
• أوقدوا البخور للسحرة، صفقوا للفجرة، وقدموا للنيل أجمل الفتيات قرباناً، فالنيل ما عاد موجه يتفقد شاطئنا وانزوى في ذاته يبحث عن مسار جديد.
صوت يناديني من بعيد، والصدى المعتوه يشوش سمعي، ما عدت قادرا على تحديد مكانه، غير أني مازلت محتفظا ببوصلتي القديمة.
•وقف الشاعر بين نارين يشوي قضيته، بلع الساحر سيفه فأحرقت القصيدة.
• جيشان في المصيدة، والموت يسد قارعة الطريق، الكل في المحرقة، وعلى جدار البيت غراب ونعيق
• البحر آخر ملجأ من الطوفان وقد قد الرجل الصالح سفينتنا عمدا وفارقنا، فكيف النجاة؟
• وجع يأكل خاصرتي ويسكب الملح على الجرح… ملح هو ماء البحر لا أكثر… لا يخدعك لونه فالغدر موصولال به، لا تأمنه…
• رملتوحلل الأقدام المتعبة… جرح نازف يدل على المسير. ونحن على المقلاة فى سعير نتقلب… هسس فالأمير نائم ممنوع عليكم الصراخ… الأمير تزعجه صرخاتنا، أناتنا، أوجاعنا.
• الأمير نائم ورائحة الشواء تملأ الأرجاء… هي أجسادنا… والحارس المأجور يهمس في آذاننا… احترقوا في صمت، أن أيقظه صراخكم يغضب، لاتزعجوه… طاعة الأمير واجب.
خيمة في الصحراء وكلب أمين قد تكون نهاية أباذر الجديد…
قال العاشق -ذات يوم- وسياط الجلاد على الجسد المنهك، مثل طرق الأطفال على باب الجيران صباح العيد… قال: ظفر حبيبتي أحب عندي من كل نساء الدنيا، عنق حبيبتي أطول من ناطحات سحابكم، عيون حبيبتي أكبر من مساحات الرؤية عندكم… رمل حبيبتي أنعم والقبر فيها أجمل.
قال المحقق ذات تحقيق: اتعشقها لهذا الحد؟
قلت أكثر مما تتخيل.
قال: هل تستحق؟
قلت: مديني عشقي وإن صارت ركاما…
قال المحقق: ماتت حبيبتك وقضيتك صارت أحلاما
قلت أنا العاشق: حبيبتي وإن قبرت تخرج من بين الحطام…