معاول الهدم سلاح الجيش الاسرائيلي في هدم البنية التحتية في المدن والقرى ولمخيمات الفلسطينية بقلم مروان سلطان- فلسطين
بقلم مروان سلطان- فلسطين

معاول الهدم سلاح الجيش الاسرائيلي في هدم البنية التحتية في المدن والقرى ولمخيمات الفلسطينية
بقلم مروان سلطان. فلسطين. 22.5.2024
——————————
من المظاهر التي اصبحت نشاهدها مع كل اجتياح لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة اصطحاب الجيش الاسرائيلي اثناء توغلاته العسكرية المتكررة استعمال انواع من الاليات العسكرية مما يسمى بالبلدوزرات الضخمة والمذكورة انواعها اعلاه لما يبدو انه ازالة العوائق من امام الجيش الاسرائيلي او تسهيل مهامه العسكرية. علاوة على قيام هذه الاليات ساعة دخولها المناطق الفلسطينية باعمال التجريف والتخريب في الشوارع وممتلكات المواطنين وجرفها وعمل سواتر ترابية تمنع دخول وخروج المركبات الفلسطينية في مناطق العمليات للجيش الاسرائيلي. كما تعمل هذه البلدوزرات على فتح الشوارع والازقة امام اليات الجيش الاسرائيلي ليواصل تقدمه اثناء العمليات العسكرية.
من المحزن حقيقة ، ان ترى الشوارع والازقة التي تعمل البلديات والهيئات المحلية على تعبيدها بشق الانفس واعادة بناء شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي في كل مرة يقوم الجيش في عملياته في المناطق الفلسطينية. ومن المحزن والمؤلم ان تزيل هذه البلدوزرات رموزا وطنية تعتبر مفخرة للذاكرة الفلسطينية ويحبها ابناء المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
تشكل اعادة الاصلاحات للبنى التحتية المدمرة عبئا ماليا كبيرا على الجهات المسؤولة وخاصة وزارة الحكم المحلي الاي تساهم في اعادة ما قامت به هذه البلدوزرات من تخريب في مواقع عملياتها ضمن مساحات واسعة. وخاصة ان مؤسسات الهيئات المحلية تعتمد موازنات تطورية وليس موازنات للاوضاع الطارئة التي تتكرر اكثر من عدة مرات في السنة.
كثير من اعمال التطويرية في البنية التحتية والتي تحتاج الى تمويل تنتظر الى حين يتقدم احد الممولين بتمويلها لذا فان تلك المشاريع هي منح من الممولين عن والمانحين الدوليين التي تقدم المساعدات للهيئات المحلية ، وبالتالي في حال قامت هذه البلدوزرات بالتجريف والتدمير في الاحياء والشوارع عبر المدن والقرى والمخيمات لن يعاد تمويلها مرة اخرى من المانحين، وستضطر السلطة تقديم بعض المساعدات التي جفت معظم مصادر التمويل بفضل التحريض المستمر من الاحتلال. والسلطة اليوم تعاني من عجز مالي كبير بسبب شح مصادر التمويل وقرصنة الاحتلال لاموال الضرائب الفلسطينية التي بتم حجزها او مصادرة اجزاء منها وفق سياسة وزير المالية الاسرائيلي.
الاهداف الاسرائيلية اصبحت واضحة وجلية لماذا تقوم دولة الاحتلال بهذا الاجراء اثناء عملياتها في الاراضي الفلسطينية ، من الواضح ان الاحتلال يعمل على عمليات التهجير الطوعية من خلال المضايقات التي تسببها لجمهور المواطنين الفلسطينين. في قطاع غزة اقدم الاحتلال على عمليات التدمير بشكل واسع لكافة انواع الحياة هناك ، حتى عندما يصحو الفلسطينين في اليوم الثاني بعد الحرب فلن يجدوا الماوى ولا مصادر الرزق وبالتالي ستكون هجرة طوعية للالاف من الناس الذين سيحثون عن مصادر رزق ومن الممكن ان تكون هناك بعض الاغراءات لعملية التهجير. اما في الضفة الغربية ستمارس انواع من الاغراءات بعد ان فقد الالف من الشباب مصادر رزقهم في ظل مضايقات عسكرية شبه يومية في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
هل سنرى رحيل معاول الهدم من حولنا ويعيش الناس في امن وسلام؟ ان الاوطان لا تزهر في وجود الاحتلال.