مقالات

من كتاب جذوري عميقة في فلسطين — ابراهيم عبيد

ابراهيم عبيد

من كتاب جذوري عميقة في فلسطين
ابراهيم عبيد
بدأت معاناة الشعب الفلسطيني، وجذور قضيته الفلسطينية من اتفاقية سايكس بيكو   والإرهاب الصهيوني، وتاريخ 19من شهر أيّار عام 1916، يوم لا يمكن لي أن أنساه ما حييتُ ،ولن ننسى أبدا الخيانة الكبرى للقوى الغربية لقضيتنا بالوحدة والتحرر، فلولا مساعدة العرب ودعمهم لما حقق الغرب ال نصر على الأتراك العثمانيين، حين أطلق الشريف حسين بن علي حاكم الحجاز، ونجد الثورة العربية الكبرى في حزيران 1916 ضد الجيش العثماني، خلال الحرب العالمية الأولى، وانحاز إلى الحلفاء على أمل توحيد العرب في دولة واحدة مستقلة كما وعدته قوات التحالف. بمجرد أن انتهت الحرب العالمية الأولى ظهرت اتفاقية سرية بين بريطانيا وفرنسا، والمعروفة باسم سايكس بيكو، لتقسيم الوطن العربي إلى دول صغيرة تحت سيطرة الإمبريالية، وكشفتها الثورة البلشفية في روسيا.
وكانت قد أُبرمت اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت (15 أيّار 1916) كمقدمة لتسهيل إنشاء الدولة الصهيونية في فلسطين على حساب العرب. وجاء إعلان بلفور، الذي منح وطنًا قوميًا في فلسطين للحركة الصهيونية، بعد عام ونصف، 2 تشرين الثاني 1917. ولهذا السبب، تم اقتطاع فلسطين من سوريا ووضعها تحت الانتداب البريطاني.
تعامل وعد بلفور مع فلسطين كعقار مملوك لبريطانيا ومنحه لليهود الصهاينة، وقد أشار الوعدُ المشؤوم إلى عرب فلسطين الذين شكلوا 92٪ من السكان على أنهم “مجتمعات غير يهودية في فلسطين”. وقد أعطى هذا انطباعًا زائفًا بأن عرب فلسطين كانوا أقلية ضئيلة الأهمية يحتلون موقعًا تابعًا للصهاينة. وكان العرب قادرين على تشخيص النية الخبيثة للحكومة البريطانية وفهموا الخطر الحقيقي وراء مثل هذا الإعلان، وسلبهم أرضهم وتأمينها للصهاينة. كانت فلسطين ضحية وقسّمت في عام 1947، ولعب الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة أدوارًا رائدة في إجراء التصويت في هيئة الأمم المتحدة دعما لاغتصاب أرضنا. وقد مارست بعض المنظمات الدينيّة والمدنيّة الأمريكية، بما في ذلك أعضاء الكونغرس، ولا سيما في الأيام الأخيرة من الجمعية العامة، ضغوطًا على مختلف المندوبين الأجانب وحكوماتهم المحلية؛ لحثهم على دعم موقف الولايات المتحدة بشأن قضية فلسطين.
وقد عارض السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، أرين أوستن، Warren Austin موقف بلاده بشأن فلسطين إذ قال: “إنني لا أستطيعُ أن أفهم! كيف كان من الممكن اقتطاع مساحة صغيرة بالفعل لدولة لا تزال أصغر؟!” كان يعتقد أنه من المؤكد في مثل هذه الحالة أنّ على هذه الدويلة المختَلَقة(إسرائيل) أن تدافع عن نفسها عن طريق الحرب إلى الأبد حتى تنطفئ بالدم. وقال: “إن العرب لن يكونوا مستعدين أبداً؛ لوجود مثل هذه الدولة الصغيرة في قلب الوطن العربيّ”.
كان السيد أرين أوستن على حق؛ فالعرب لن يتسامحوا مع مثل هذه الدولة الاستيطانية والاستعمارية في وسطهم، إذ أرهبت القوى الغربية وحلفاؤها الصهاينة الفلسطينيين وزجّوا بهم قَسرًا إلى المنافي. غير أن الظلم لن يستمر وسيواصل المقاتلون الفلسطينيون نضالهم بكافة الوسائل الضرورية المتاحة لهم لضمان التحرير الكامل لفلسطين وعودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم ومنازلهم.

العصابات الإرهابية: بعض من التاريخ

بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت هناك منظمات صهيونية شبه عسكرية أساسية في فلسطين، تعمل ضد الشعب العربي، لغرض محدد هو إخراج العرب من فلسطين. وهم الهاغاناه، والأرغون، وزفاي ليئومي، وعصابة شتيرن.
قبل الانتداب البريطاني، شكل المستوطنون اليهود مجموعة من الحراس المسلحين تسمى “هاشومار” ومع ظهور الانتداب البريطاني، أصبحت الهاغاناه (الدفاع). بعضوية 60،000 من اليهود الصهاينة، كان لديها جيش ميداني من 16000 رجلًا مدربًا، ووحدة تسمى البلماح، والتي كانت قوة مجهّزة بعَتادٍ كامل، يبلغ عددها حوالي 6000. والأرغون وزفاي ليئومي شملت بين 3000 و 5000 من الإرهابيين المسلحين انبثقت من الهاغاناه، وفي البلماح فرع تأسسَ في عام 1933. والأرغون لم يكونوت على استعداد لطاعة الوكالة اليهودية التي سعت إلى تخفيض الإرهاب في الهاغاناه؛ لكي لا تفقد احترامها. في عام 1939، ترك أبراهام شتيرن، أحد ضباط القيادة في أرغون، المنظمة الأم وشكل عصابة شتيرن، وبلغ عددهم حوالي 200 إلى 300 متشدّد خطير.
بعض الأنشطة الإرهابية الصهيونية، 1939-1948
في عام 1939، فجرت منظمة الهاغاناه خط أنابيب النفط العراقي بالقرب من حيفا، وكان موشيه ديان أحد المشاركين في الفعل. تم استخدام هذه التقنية مرة أخرى في عام 1947 على الأقل أربع مرات. خلال 20 آب 1937 – 29 حزيران 1939، نفذ الصهاينة سلسلة من الهجمات على الحافلات العربية، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا وإصابة 25 شخصا بجراح. وبتاريخ 25تشرين الثاني 1940 قام إرهابيون يهود بتفجير سفينة SS Patria في ميناء حيفا، مما أسفر عن مقتل 268 مهاجرًا يهوديًّا غير شرعي. في 24شباط 1942 انفجرت سفينة SS Struma في البحر الأسود، مما أسفر عن مقتل 769 مهاجرًا يهوديًا غير شرعي، وقد وصفت الوكالة اليهودية التفجير بأنه “احتجاج جماعي وانتحار جماعي. في 6 تشرين الثاني 1944: اغتال الإرهابيون الصهاينة من عصابة شتيرن الوزير البريطاني المقيم في الشرق الأوسط اللورد موين في القاهرة.
في الثاني والعشرين من تموز 1946 قام إرهابيون صهاينة بتفجير فندق الملك داود بالقدس الذي كان يضم المكاتب المركزية للإدارة المدنية لحكومة فلسطين، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 200 شخص. أعلن الأرغون رسميًا مسؤوليته عن الحادث، لكن الأدلة اللاحقة أشارت إلى تورط كل من الهاغاناه والوكالة اليهودية. في1 تشرين الأول 1946 أصيبت السفارة البريطانية في روما بأضرار بالغة؛ جراء انفجارات القنابل التي أعلنت منظمة الأرغون مسؤوليتها عنها. في حزيران 1947 تم العثور على رسائل مرسلة إلى وزراء الحكومة البريطانية تحتوي على متفجرات.
وفي الثالث من أيلول 1947 انفجرت قنبلة بريدية موجهة إلى مكتب وزارة الحرب البريطانية في غرفة فرز مكتب البريد في لندن، مما أدى إلى إصابة شخصين. وقد نسبت إلى عصابات الأرغون أو شتيرن. (الصنداي تايمز، 24 أيلول 1972، ص.(11-في كانون الأول 1947 قتل ستة عرب وجرح 30-آخرون عندما ألقيت قنابل من شاحنات يهودية على حافلات عربية في حيفا. مقتل 12 عربيًا وإصابة آخرين في هجوم شنه صهاينة مسلحون على قرية ساحلية عربية بالقرب من حيفا.13 في كانون الأول 1947 قام إرهابيون صهاينة يعتقد أنهم من عناصر الأرغون وزفاي ليئومي، بقتل 18 عربيًّا وجرح حوالي 60 في مناطق القدس ويافا واللد. وفي القدس، ألقيت قنابل في سوق عربية بالقرب من بوابة دمشق، وفي يافا ألقيت قنابل على مقهى عربي. في قرية العباسية العربية بالقرب من اللد وقتل 12 عربيًا في هجوم بقذائف الهاون والأسلحة الآلية.في 19 كانون الأول 1947 هاجم إرهابيون قرية عربية قرب صفد، وتم تفجير منزلين، وتحت أنقاض المنزل تم العثور على عشر جثث من الضحايا العرب، من بينهم خمسة أطفال. واعترفت الهاغاناه بالمسؤولية عن الهجوم.
وفي التاسع والعشرين من كانون الأول 1947: قتل شرطيان بريطانيان و 11 عربًيّا وأصيب 32 من العرب عند بوابة دمشق في القدس عندما ألقى عناصر الأرغون قنبلة من سيارة أجرة باتجاههم.
في الثلاثين من كانون الأول 1947 هاجمت قوة مختلطة من البلماح الصهيوني و “لواء الكرمل” قرية بلد الشيخ وقتلت أكثر من 60 عربياً. 1947-1948 اقتلع بالقوة أكثر من800 ألف فلسطيني من ديارهم وأراضيهم، ومنذ ذلك الحين ما زالوا محرومين من حق العودة، حتّى إنهم لم يحصلوا على أي تعويضات عن ممتلكاتهم. وبعد طردهم، دمرت “القوات الإسرائيلية” على الأرض 385 قرية وبلدة عربية من أصل 475. في الأول من كانون الثاني 1948 هاجم الإرهابيون الهاغانا قرية على سفوح جبل الكرمل. قتل 17 من العرب وجرح 33.
في4 كانون الثاني 1948 تسلل إرهابيو الهاغاناه الذين كانوا يرتدون زي الجيش البريطاني إلى وسط يافا وقاموا بتفجير السراي (بيت الحكومة التركية القديم) الذي استخدم كمقر للجنة الوطنية العربية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا وإصابة 98 آخرين. في 5 كانون الثاني 1948 تم تفجير فندق سميراميس العربي في القدس، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا، من بينهم فيسكونت دي تابيا القنصل الإسباني، واعترفت الهاغاناه بالمسؤولية عن هذه الجريمة.

في7 كانون الثاني 1948 قتل 17 عربيا في انفجار قنبلة عند بوابة يافا بالقدس، بينما كان ثلاثة منهم يحاولون الفرار. وقد تم التبليغ عن مزيد من الضحايا، بما في ذلك مقتل ضابط بريطاني بالقرب من الخليل، ومن مناطق مختلفة من البلاد. في 16 كانون الثاني 1948 قام الصهاينة بتفجير ثلاثة مبان عربية. في الأولى، توفي ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و 12 عامًا. في 13 كانون الأول 1947 – 10 شباط 1948 حدثت سبع حوادث قذف بالقنابل على المدنيين العرب الأبرياء في المقاهي والأسواق، مما أسفر عن مقتل 138 وإصابة 271 آخرين. وخلال هذه الفترة أيضًا وقعت تسع هجمات على حافلات عربية، وقام الصهاينة بتفجير قطارات الركاب في أربع مناسبات على الأقل، مما أسفر عن مقتل 93 شخصًا وإصابة 161 آخرين. في 15 شباط 1948 هاجم إرهابيو الهاغاناه قرية عربية بالقرب من صفد، وقاموا بتفجير عدة منازل وقتلوا 11 عربًيّا بينهم أربعة أطفال.
3 آذار 1948 حدثت أضرار بالغة لمبنى السلام الذي يملكه عرب في حيفا (عمارة من سبعة طوابق من الشقق والمحلات التجارية) من قبل الصهاينة الذين قادوا شاحنة عسكرية إلى المبنى وهربوا قبل تفجير 400 رطلا من المتفجرات وبلغ عدد الضحايا 11 من العرب وثلاثة أرمن قتلوا وجرح 23، و أعلنت عصابة شتيرن مسؤوليتها عن الحادث. 22.آذار 1948: تم تفجير مبنى سكني في شارع العراق في حيفا مما أدى إلى مقتل 17 وإصابة 100 آخرين حين قاد أربعة من أفراد عصابة شتيرن شاحنتين من المتفجرات في الشارع وتركوا المركبات قبل الانفجار.
31 آذار 1948 تم تدمير قطار حيفا إكسبريس للمرة الثانية خلال شهر بواسطة لغم أرضي مفجر إلكترونيا بالقرب من بنيامينا، مما أدى إلى مقتل 40 شخصا وإصابة 60 آخرين.
في ليلة 9 نيسان 1948 حاصرت قوات من الأرغون وزفاي ليئومي قرية دير ياسين الواقعة على أطراف القدس، وبعد إعطاء السكان النائمين إنذارًا مدته 15 دقيقة بالإخلاء، هاجمت الجماعات الإرهابية بقيادة المجرم مناحيم بيغن القرية التي كان تعداد سكانها 700 شخص، فقتلت هذه القوات المجرمة 254 رجلاً وامرأة وطفلاً وجرح 300 آخرين. وبعد ارتكاب الجريمة المجزرة قام إرهابيو بيغن بإلقاء العديد من الجثث في بئر القرية بشكل مقزز وقاموا بعرض 150 من النساء والأطفال المأسورين عبر القطاعات اليهودية في القدس، واقترفت القوات الصهيونيّة العديد من المذابح التي كانت مساوية لبشاعة مذبحة دير ياسين لا بل أشد بشاعة وإجرامًا منها، والتي وقعت تحت أعين الجيش البريطاني، لإثارة الذعر والخوف بين الفلسطينيين غير المسلحين والمسالمين لإجبارهم على الفرار بحثًا عن الأمان، الذي لم يجدوه أبدًا، وبهذه الأفعال أجبر الفلسطينيّون على اللجوء إلى المنافي.16 في نيسان 1948 هاجم الصهاينة معسكر الجيش البريطاني السابق في تل ليتفينسكي، فقتلوا 90 شخصًا من العرب.

وفي التاسع عشر من نيسان 1948تم مقتل 14عربيا في منزل في طبريا نسفه إرهابيون صهاينة 3 أيار 1948 انفجرت قنبلة في كتاب على شكل رزمة من البريد موجهة إلى ضابط في الجيش البريطاني كان في فلسطين، مما أدى إلى مقتل شقيقه ريكس فران.

في الحادي عشر من أيار 1948 تم اكتشاف قنبلة موجهة إلى السير إيفلين باركر، الضابط السابق في فلسطين، في الوقت المناسب من قبل زوجته.
وفي الخامس والعشرين من نيسان 1948، 13 أيار 1948 أجريت عمليات النهب بالجملة من يافا في أعقاب الهجمات المسلحة التي شنتها قوات الأرغون و الهاغاناه الإرهابيون. لقد جردوا وحملوا كل ما يستطيعون، ودمروا ما لا يمكنهم أخذه معهم.
مجزرة فندق الملك داود في القدس
إن انفجار فندق الملك داود في 22 تموز 1946 (فلسطين) والذي أسفر عن مقتل 92 بريطانيًا وعربيًّا ويهوديّا وجرح 58 عاملا، لم يكن مجرد عمل من “المتطرفين اليهود”، ولكنه مجزرة مع سبق الإصرار تم إجراؤها بواسطة الإرغون بالاتفاق مع أعلى السلطات السياسية اليهودية في فلسطين -الوكالة اليهودية ورئيسها ديفيد بن غوريون.
إسحاق بن عامي، يهودي فلسطيني، أمضى 30 سنة في المنفى بعد قيام (إسرائيل) قام بالتحقيق في جرائم “زمرة لا ترحم ترأس الحركة الصهيونية الداخلية: “وضعت عصابة الإرغون خطة لهجوم فندق الملك داود في وقت مبكر من عام 1946 ولكن الضوء الأخضر تم إعطاؤه فقط في الأول من تموز. وفقا للدكتور سنيه، تمت الموافقة على العملية شخصيا من قبل بن غوريون، من منفاه الذاتي في أوروبا سانده ضابط العمليات في الهاغاناه، وجدي باجلين، رئيس عملية إرغون تحت إشراف مناحيم بيغن، اتفقا على أن إشعار مسبق قبل 35 دقيقة سيعطي البريطانيين الوقت الكافي لإخلاء الجناح، دون تمكينهم من نزع سلاح الانفجار. وكان الدافع في الوكالة اليهودية لتدمير جميع الأدلة البريطانية التي جمعت وتثبت أن موجات الجرائم الإرهابية في فلسطين لم تكن مجرد أفعال الجماعات “المتطرفة”، مثل الإرغون وشتيرن، ولكن ارتكبت بالتواطؤ مع الهاغاناه والبالماخ، وتحت إشراف أعلى هيئة سياسية للمؤسسة الصهيونية نفسها، أي الوكالة اليهودية.
إن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء في مجزرة فندق الملك داود هو جزء طبيعي من نمط تاريخ الاعتداءات الصهيونية: وحينما يُرتكب عمل إجرامي، يُزعم أنه من قبل مجموعة خارجة على القانون، ولكن في الواقع يتم هذا العمل تحت إذن وإشراف مباشر من أعلى السلطات الصهيونية سواء الوكالة اليهودية خلال الانتداب على فلسطين، أو حكومة (إسرائيل) بعد ذلك.
فيما يلي بيان أدلى به في مجلس العموم رئيس الوزراء البريطاني آنذاك كليمنت أتلي: “في 22 تموز 1946، وقعت واحدة من أكثر الجرائم الخسيسة والجبانة في التاريخ المسجل. نشير إلى تفجير فندق الملك داود في القدس “. وقتل 92 شخصاً في ذلك الهجوم، وأصيب 45 شخصاً، من بينهم العديد من كبار المسؤولين وضباط صغار وموظفي المكاتب، رجالاً ونساء. تم استخدام فندق الملك داود كمكتب يضم سكرتارية الحكومة الفلسطينية ومقر الجيش البريطاني. وقع الهجوم في 22 تموز حوالي الساعة 12 ظهراً عندما تكون المكاتب تعجّ بالموظفين والمراجعين. وأخفى المهاجمون المتخفون في زي موزعي الحليب المتفجرات في حاويات حليب ووضعوها في قبو الفندق وهربوا.
أعلن السكرتير العام لحكومة فلسطين، السير جون شو، في بث إذاعي:
“كرئيس للأمانة العامة، فإن غالبية القتلى والجرحى هم من العاملين معي، وقد عرفت الكثير منهم شخصيا منذ 11 عاما. هم أكثر من الزملاء الرسميين، بريطانيين وعربًا، ويهودًا، ويونانيين، وأرمن، وكبار الضباط، والشرطة، ومنظمين، وسائقين، ومراسلين، وحراسًا: رجالا ونساء – صغارا وكبارا – كانوا كلهم أصدقائي.
“لا يمكن لأي شخص أن يخدمه مجموعة أكثر جديّة وإخلاصا وصدقا من الناس المحترمين العاديين. إن جريمتهم الوحيدة هي خدمتهم المتفانية وغير الأنانية والنزيهة لفلسطين وشعبها، فلهذا قد تمت مكافأتهم بالقتل الجماعي بدم بارد”.
على الرغم من أن أعضاء الإرغون وزفاي ليئومي أنكرت مسؤوليتها عن هذه الجريمة، ولكنها اعترفت علنا في وقت لاحق أنها حصلت على موافقة قيادة الهاغاناه وقيادة الوكالة اليهودية. صدمت مذبحة فندق الملك ديفيد ضمير العالم المتحضر. وفي 23 تموز، طرح أنتوني إيدن، زعيم حزب المحافظين البريطاني المعارض، سؤالًا في مجلس العموم على رئيس الوزراء أتلي من حزب العمل، سؤالًا “رئيس الوزراء عما إذا كان لديه أي بيان يدلي به بشأن غضب بتفجير المقر البريطاني في القدس “. ورد رئيس الوزراء:”… يبدو أنه، بعد تفجير قنبلة صغيرة في الشارع، كإجراء تحويلي -لم يتسبب ذلك في أي ضرر تقريبًا -قادت شاحنة إلى مدخل التجار، لتسليم البضائع، إلى فندق الملك ديفيد والشاغلين، بعد حجز الموظفين في داخل المطبخ أدخلوا عددا من براميل الحليب. التي تحتوي على متفجرات في مرحلة ما من الإجراءات، أطلقوا النار وأصابوا جنديًا بريطانيًا حاول التدخل لمنعهم. وجميع المعلومات المتاحة، حتى الآن هي أنهم كانوا يهودًا. في مكان ما في قبو الفندق، زرعوا قنابل انفجرت، بعد ذلك بوقت قصير. يبدو أنهم نجحوا في الهروب.”تبذل كل الجهود لتحديد واعتقال مرتكبي هذا الجريمة. ولا تزال أعمال الإنقاذ في الأنقاض التي نُظمت على الفور مستمرة. وسيتم إبلاغ أقرباء الضحايا بواسطة برقيات بمجرد توفر معلومات دقيقة. ويود مجلس النواب أن يعرب عن تعاطفه العميق مع أقارب القتلى ومع المصابين في هذا العمل الغادر “.
وعد بلفور: (2 تشرين الثاني 1917)
قررت الحكومة البريطانية الموافقة على إقامة وطن قوميّ للهود في فلسطين. وبعد مناقشات داخل مجلس الوزراء ومشاورات مع القادة اليهود، أعلن القرار في رسالة من وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر جيمس بلفور إلى اللورد روتشيلد. أصبحت محتويات هذه الرسالة تعرف باسم وعد بلفور. وزارة الخارجية 2 تشرين الثاني 1916في الثاني من تشرين الثاني سنة 1917عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”. وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور 1939 – مكتب بريد القدس
من سيدة بريطانية جميلة إلى إبراهيم عبيد:
إنني في الحقيقةِ أتساءل: لماذا تركت حادثة تفجير مكتب بريد القدس في عام 1939. فقد كان لوالدي مكتب في هذا المبنى، على الرغم من أنه كان في التبادل التلقائي في القدس. في ذلك الوقت، ونجا من الحادث. ما يزال لدي العديد من الصور التي ألتقطها؛ تخبرني ذاكرتي أن أحد موظفي البريد العرب قُتل، لكنني عندما كنت في الخامسة من عمري في ذلك الوقت، ربما أكون قد أخطأت ذلك في حادثة أخرى.
تم تعيين أوردي وينجيت، وهو ضابط بريطاني رفيع المستوى، حاكما عسكريا لفلسطين، وهو المعروف بتأييده القوي للصهيونية، اذ كان المشرف الأول على تدريب العصابات الصهيونية العسكرية لتكون أكثر فعالية في التكتيكات القتالية والانتقام، وبدأ التطهير العرقي في فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب