فلسطينُ.. يا أرضَ الأمجاد الكِرامِ../شعر علي او عمو.

فلسطينُ.. يا أرضَ الأمجاد الكِرامِ..
شعر علي او عمو.
يا فلسطينُ يا أرضَ أجدادي
يا بلادي الثانية يا عزيزتي
حبّك مُتغلْغِل في قلبي و فؤادي
أنت انت و الله قرة عيني
أراد الأعداء طمسَ معالِمك
بنوْا و وَسَّعوا فيك البنيان
بنيانٌ يعجّ بأجناس اليهود
حجّ إليك من كل فجّ عميق
مُرتزِقة قالوا إنّهم من اليهود
قصدُهم في كل ذلك التهويد
هجَّروا قسراً أهلي و أحبابي
و حلّ محلّهم جنس غريب
عاثوا فيك فسادا و طُغيانا
ذَبَّحوا أبناءك الغر الميامين
قتلوا أطفالك و نساءَك العُزَّل
شباب كالزهور في السجون
لا ذنبَ لهم إلّا أنهم مرابطون
يحرسون الأرض المقدسة
في غياب نخوة المسلمين
قُدسك مِن اروع مدائن الدنيا
يا أقصى تحيتي و سلامي
إليك اُُسريَ ليلاً بِنبي الهُدى
تزيَّنت بأبهى و أبهَر الحلل القُبَّة
قبّة الصخرة يا زينة القبب
ألم يعرف المسلمون قدرك ؟
و لو عرفوا ما فرَّطوا فيك
يعبث بك الأعداء أعداء الإله
يُدنِّسك آل الكفر و الجُور كلّ يوم
يا خليلُ يا حرام و مقام إبراهيم
يا مدينةَ العِنب و البرقوق
يا مقام أنبياء الله تعالى الثلاثة
صفَد يا مدينة العلْم و الفكْرِ
برجالاتك العلماء الأجلّاء نفتخر
كلّ ذرة رمل و كل حجر يا فلسطين
هي أزكي و أطيَب و أقدّس
طغى الغزاة على غزة العزة
قتلوا و ذبحوا أسياداً لهم
نكَّلوا بأطفال و نساء و شيوخ
لا يدرك العُداة بعدُ قدر الأفذاذ
رجالٌ عظماء الشأن بواسِل
أذاقوا العدوّ مرارةً و نِقمة
في المعتَرك و في الهيجاء أُسودُ
أرعبوا جيش الظلم و الفُجور
يخرج الأسود من عرائنِهم
قذفوا الرعب في قلوب الجُبناء
يقولون افتراءً جيشاً لا يُقهَرُ
تا الله قد انهزم أمام ضراغِم
لا يعرفون معنى الخوف أبداً
هِممٌ مرفوعةٌ و أخلاق عالية
لا يعتدون على طفلٍ و لا امرأةٍ
فهم من ارحام الأخلاق أُنجِبوا
بخلاف أهل الجُبْن و الخساسَة
يُبيدون أطفالاً و نساءَ و شيوخا
لُقَطاءٌ لم يُعرَفْ لهم أبٌ و لا أمُّ
جاءوا من حيثُ لا ندري غُرباءُ
أنْماط في هيئة بشر و لا بشَرُ
لم يتلَقَّوا تربيةً في أُسَر قطُّ
قومٌ همجيٌّ خُلقوا قصدَ الفساد
رهْطٌ ذليل و زادهم الله مَذلّةً
في ارض غزة فُضحت أسراره
قوْم هشّ متزلْزلٌ واهِنٌ ضعيفُ
أهانته و أذلّته القسام و السرايا
يا من يتفرّجون على الهَواصِر
هبّوا للقتال إلى جنب الإخوان
هيّوا للجهاد في سبيل الخالقِ
فجهاد ظالِم المُسلمِ فرضُ
لا تتقاعسوا و لا تهينوا أسرعوا
فالسنَدُ لِلإخوان في الدين واجب
وصفكم الإله في كتابه خير أمّة
فكُنْ عند حسن الظّن يا مسلمُ
لا تنحرف عن مَبدإ الدينِ الحنيف
لا تكنْ جباناً فَجُبن المسلم عارُ
عُد إلى تاريخ الآباء و الأجدادِ
كانوا أسياداً و أمجاداً و ميامينُ
بالله عليك هل الإسلام باللسان
لا تقُلْ أنا مسلم و أنتَ ويْحَكَ
من المُهاجرين لتعاليمه السمحاء
صلاةٌ و زكاة وصومٌ و حجٌ شعائر
و الاقتصار على بعض الشعائر خطأ
فخذ الإسلام كله جملة و تفصيلا
فأقرأ كتاب الله و تمعّنْ فيه كثيرا
و استعِذ بالله من الشيطان الرجيم
أين منظمة التعاون الإسلامي؟
أليس من دورها حماية المُسلمين؟
لماذا هذا التقاعُس و هذا الهَوانُ ؟
سبعٌ و خمسون دولةً خافتٌ صوتها
إزاء المجازر المروعة في القطاع
تنديد و شجبٌ و استنكار لا غيرُ
وُئِدت نخوَة المُسلمين بدون شكّ
يتغنّون بمنجزات الأجداد الأوّلين
أجداد غزوا الدنيا طولاً و عرضاً
و ما بكم يا أحفاد خالفتمُ العُهود
استسلمتم و أصبح عنوانكم الذلّ
خذَلتُم بني جلدتكم وقت الشدّة
ألم تعد الأراضي المقدسة همَّكم
ألم تقولوا يوْماً أنها القضية الأولى
تدّعون الإسلام عقيدة و دينا
و انتم و الله أبعد من مبادئه بعدا
يصدق عليكم قول شاعر الأندلس
"يا مَنْ لذِلَة قومٍ بعد عزتهم
أحال حالهم كُفر و طُغيان"
"بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
و اليوم هم في ديار الكفر عُبدان"