مقالات

الأرض تقاتل مع أهلها  بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

الأرض تقاتل مع أهلها
 بقلم الدكتور غالب الفريجات
علينا أن نعي ان يكون هدفنا الأولي استمرار المقاومة حتى لا يتسنى للكيان الصهيوني الاستقرار الذي يُفقده الوقوف على قدميه، وحالة عدم الاستقرار تحرمه من التنمية والتخطيط للعدوان ، وتدفع بقطعان المرتزقة الى الشعور بعدم العيش بأمان، تجعله يفكر بجديه لمغادرة ارض فلسطين، وفي انهاك قوى العدو وضعضعة ثقته بمشروعه ستكون عوامل السقوط الداخلية حاضرة، عندها يمكن الاجهاز عليه، وتتلاقى العوامل الداخلية والخارجية على تحقيق الهدف المنشود في زوال المشروع الصهيوني من ارض فلسطين، وتعود فلسطين من النهر الى البحر بوجهها العربي المشرق، وعندها ايضاً فإن حتمية التاريخ تكون قد تحققت ان لا بقاء لمحتل، وحتمية زوال الغاصب، وهو ما شاهدناه في كل عمليات الاحتلال والاغتصاب لحقوق الغير، فالارض أولى بها اصحابها، ولا حق لغريب فيها، وكما يقولون ان التاريخ يقاتل مع أبنائه، كذلك هي الأرض تقاتل مع أهلها، لأنها تتنفس ذات الهواء الذي يتنفسونه، وتستمد روح بقائها من ذات روح مقاومة أهلها.
لو ان المقاومة مارست دورها في داخل المدن التي يعيش فيها الصهاينة بعمليات تفجيربة في كل مكان، تأثيرها كبير جدا على القطعان المرتزقة التي جاءت مدفوعة بوعود الأمان والرفاهية، وفرص العمل، والمستقبل الزاهر كما وعدتهم الصهيونية، فهذه العمليات كفيلة بهروب اعداد كبيرة من قطعان المرتزقة الصهاينة، وفشل كل الدعايات الصهيونية أمام المخدوعين من اليهود والوقوف في وجه الدعايات الكاذبة والتي تتنافى مع ارض الواقع الذي لا يتمتع بالأمان المنشود لمن يطلبه.
مقتل الكيان الصهيوني تجفيف منابع الهجرة الخارجية، وفتح أبواب الهجرة الداخلية، ومقتل الصهيونية هو وجود قطاع واسع من اليهود غير مقتنعين بمبادئ الصهيونية واهدافها، وانها تتعارض مع أقوال الرب في معاقبة بني إسرائيل ان لا يكون لهم دولة، وهو ما يعني ان اليهود عنصر تمويل المشروع الصهيوني منقسمون ما بين مؤيد ومعارض لفكرة انشاء الدولة، هذاالمشروع الذي بنى على خزعبلات كاذبه، وَفلسفات طوبائية، فالمشروع يحمل في طياته تناقضات تؤكد على القضاء عليه لأنه بدون
قواعد راسخة يرتكز فيها بنيانه.
هناك فارق كبير بين الفلسطينيين المتجذرين في أرضهم، المدافعين عن وجودهم وحقهم في الوجود رغم التضحيات التي يقدموها أمام استهداف هذا الوجود، وبين الصهاينة الذين لا ثبات لهم في الأرض وليسوا على استعداد التضحية في سبيل الدفاع عن الأرض وحماية هذا الوجود الذي صنعوه بكل الوسائل والطرق المشبوهة، وهاهي طوفان الأقصى فماذا افرزت على الصعيد التمسك بالأرض والدفاع عنها، فقد أكد مرتزقة الكيان الصهيوني أنهم أصحاب مشروع طوبائي غير قابل للاستمرار في الحياة أمام اية محاولة لتعطيل مسيرة هذا المشروع القائم على حقوق الآخرين، فإن ظن الكيان الصهيوني واهما ان سياسة القتل والاجرام تدفع بالعربي الفلسطين ان يتخلى عن حقوقه فهو وأهم، وهاهم الفلسطينيون يزدادون تشبثا بالأرض، وتزداد مقاومتهم، ويبتكروا كل يوم وسائل مقاومة جديدة ، ويصروا على عدم ترك أرضهم، ولا حياة لهم بالعيش إلا على أرضهم، ولا مستقبل لهم إلا بانتزاعها من الأيادي الصهيوني التي سرقتها.
فلسطين ستعود ولن يكون للمشروع الصهيوني امل في الاستمرار في الحياة، فهو وسط عربي معاد رافض قبوله ووجوده على الأرض العربية المغتصبة، فمجرد وجوده يعد عدوانا على الأرض التي يحتلها بكل الوسائل والطرق العدوانية، وأرض فلسطين مشروع تحرير للأمة، فإن اصاب الأمة وهن وضعف، لكن هذا الوهن والضعف لن يكون ابديا، ففي كينونة الأمة تمرد ومقاومة، وقد أكد التاريخ أن هذه الأمة تملك في كينونتها عوامل تحريرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب