فلسطينثقافة وفنون

أشلاء عازف القيثار  بقلم الشاعر أحمد بشير العيلة

بقلم الشاعر أحمد بشير العيلة

أشلاء عازف القيثار
 بقلم الشاعر أحمد بشير العيلة

منذُ قليلٍ
بُتر ذراعي من منبته
وأنا أعزف مقطوعةَ موزارتَ لأفهم هذي الحرب قليلاً
قُتِل صغيرٌ قربي كان يميل مع الصول الأصغر من أحلامه
صعد على سلم موسيقى لتراهُ ملائكةٌ تبكي في غزة
صعدتْ أشلاءُ صغيري قبل مرور اللحن على الوتر الثالث في القيثار
نزف القيثارُ طويلاً حين تمزّق هذا الطفل الطالع في موسيقى حملت للقمة روحه
وبكى القيثار
وذراعي لم يمسحْ هذي المرة دمعاته
فذراعي يا عالمُ بُترت في ذروة مقطوعة موزارت
دخل عويلٌ كالكورال من الجيران
عند خفوت الموسيقى حين أصيبت من شظية قصفٍ لا يوصف
سقطت إحدى الغيمات لتجمع معهم أشلاء الطفل المكتوبة في النوتة بالدم
أخذوا حتى ذراعي معهم
حُمِلَ ذراعي المبتور قليلاً مع لحم صغيري للأعلى
ومضى معه لا أدري أين..
كان ذراعي ينزف موسيقى
لفوه مع الأشلاء
أحدهم قال:
حتى القيثار استشهد يا الله
دسوه مع الأشلاء
ومضوا عني
لا أدري كيف سأعزف بعد قليل حين يلحُّ الحزنُ عليّ
ولمن أعزفُ والقيثار
وذراعي
والأطفال جميعاً
صعدوا لحياةٍ أجمل
وأنا باقٍ
أجمعُ موسيقى من أشلائي
حتى الموت.
أحمد بشير العيلة
25/8/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب