مقالات
لتكن ذكرى مولد الرسول العربي محمد (ص)مناسبة لتمثل معالم شخصيته بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم أ.د-عزالدين حسن الدياب -أستاذ جامعي -سوريا-

لتكن ذكرى مولد الرسول العربي محمد (ص) مناسبة لتمثل معالم شخصيته
بقلم ا.د-عزالدين حسن الدياب -أستاذ جامعي -سوريا –
يوم عظيم وكبير وتاريخي يوم ميلاد الرسول العربي،هذا النبي الذي افتتح عهده في التلاقي مع أمتّه مخاطباً إياها:جئت متمماً لأخلاق هذه الأمةً.استمع إليه الناس في بطاح مكة بادئاً بتأسيس الجيل العربي الجديد
من حوله،بعد أن قدّم نفسه أنموذجاً فسموه صحبه،ومن حوله بالصادق الأمين.
وهكذا يفعل الرجال العظماء في مشروعهم التاريخي في بناء أمّة قادرة للقيام بدورها التاريخي.
لكن الرسول العربي كان استثناء بين كل هؤلاء،والاستثناء في حالة رسولنا العربي،أنّ الله في عليائه،اختاره ليقود أمته،بعد أن حمّلها برسالة خالدة،وكلفها بدور حضاري،يرتكز على إنسانية جديدة،محلاة بإنسانية الإنسان.ولاقى الرسول مالاقاه من قومه،وعرضوا عليه إغراءات كثيرة حتى الزعامة والقيادة والمال،فكان جوابه المعروف لعمّه:والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري،أن أحيد عن هذا الأمر مافعلت حتى أهلك دونه*.
وتلقى خصومه قول الممانعة من رسول توافرت فيه كل مقومات القيادة، والمضي في تكوين الجيل العربي المسلم الجديد،الذي تتجلى في جباهه وسلوكه اليومي الصدق والبطولة،والوفاء،والشجاعة،وكل ماكان يسكن في شخصية الرسول من أخلاق عظيمه،وقيم سماوية عالية.وكانت في مواقف الرسول،وهو يغالب الشرك في كل مستوياته من أجل أزاحته،وطرح البديل عنها،في أخلاقه اليومية،وفي علاقاته،في غدوه ورواحه،وفي قيم المجابهة لخصومه،ًخصوم رسالته السماوية،الإسلام. ديناً للبشرية،بعدإن يؤسّسه في الجيل العربي المسلم الجديد.وثمة ميزة لهذا الجيل،الذي كان قدوته الرسول محمد(ص) هي في قدرته في جعل مواقف الرسول دروساً مستفادة،فتأسست بهذه الحالة معالم وهوية الشخصية العربية الجديدة.
إذاً؛ ذكرى الرسول العربي مفتاح الأمة العربية،في استعادة مافقدته من قيم الرسول العربي محمد،وأخلاقه الكريمة، مواقفه التي أسّست لممانعة جديدة ،تحلت بها شخصية الرسول،فكان هذا الرسول كل هذا الجيل العربي المسلم الجديد،فكان هذا الجيل كله محمداً.
والأمثلة لاتحصى عن مواقف هذا الجيل،وعن قوة إيمانه بدينه،نلاحظه من البدايات ألأولى في هجرة أبابكر،ومشاركة الرسول كل معاناته،وموقف بلال الحبشي الأصل والعربي الثقافة والمواقف والاختيارات،وهو يقول أُحدٌ..أحد،وعمار وياسر،بل قل كل العائله،فكان صبرها عناوين للبطولة والفداء والظفر بالنصر،وإذا أخذنا هذه الحالة المسلمة،من الجيل العربي المسلم الجديد،فسنجد تجلياتها،في عهد البطولة التي حكى لنا
التاريخ عن عناوينها ومشاهدها،في كل البطولات التي شكلت أرضية لكل الفتوحات العربية،والوصول إلى حدود الصين،وتأسيس دولة في الأندلس،حكت ولاتزال تحكي عهد البطولةالعربية،الذي تجلى في معركة بدر والخندق و…..حتى معركة القادسية وحطين،وملامحه في شوارع غزة وفي جندها،وفي كل
شهداء فلسطين،ورغما عن كل النظم المطبعة،نجده في شهداء مصر،على حدود سيناء وأخيراً وليس آخراً في عهد بطولة عربي جديد،أرسى عنوانها على جسر الحسين الشهيد، ماهر ذياب الجازي أبن معان القوية بعروبتها.
أننا نحتفل بعيد مولد رسول الله محمد(ص) ليكون يومانستعيد فيه قيم هذه الشخصية التي كانت خاتمة للأنبياء،وأن تكون ذكرى فيها الدروس المستفادة لنجدد معها العهد،بأنّك يارسول الله،كنت كل العرب،فسنكون نحن الجيل العربي الجديد،الذي ترى فيه نفسك بقيمك وأخلاقك الفاضلة هذه الأخلاق التي وعدت العروبة بأنها ممكنة التجدد،فهي وليدة شخصية عربية أسمها الرسول العربي محد.
د-عزالدين حسن الدياب