الصحافه

صحيفة عبرية.. إنهاء الحرب مقابل إبعاد “حزب الله” وراء الليطاني: هل تقبل إسرائيل؟

صحيفة عبرية.. إنهاء الحرب مقابل إبعاد “حزب الله” وراء الليطاني: هل تقبل إسرائيل؟

منذ أسبوع والجيش الإسرائيلي ينجح في ضرب حزب الله بشكل مبهر. ربما يكون نصر الله يأسف اليوم على قراره المتسرع بفتح الجبهة الثانية ضد إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، وربما يكون تواقاً لتحقيق صفقة في غزة تؤدي إلى وقف نار في الجنوب وتعطيه مخرجاً مشرفاً لإنهاء الحرب.

لو كانت المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تجري في ميدان معركة صحراوي بعيد، فلا شك أنه بالإمكان وصف المعركة كانتصار كبير لنا، غير أن الوضع أكثر تعقيداً. فمع التصعيد ستزداد الإصابة في الجهة الداخلية الإسرائيلية. والآن يثور السؤال: ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفضله بين الإمكانيتين: مواصلة القتال لتصفي المزيد من قدرات حزب الله وقدرات بناها بعناية طوال 18 سنة، أم تستغل الزخم العسكري والإرباك في الجانب الآخر لخلق وضع سياسي وأمني جديد؟

من المجدي أن نفهم الاختلاف الكبير بين غزة ولبنان. كل اللاعبين المهمين في الساحة الدولية، من فرنسا والولايات المتحدة والسعودية من جهة، وحتى إيران وروسيا من جهة أخرى، لا يريدون شيئين: أن تدمر دولة لبنان، وأن تتحول المواجهة في لبنان إلى حرب إقليمية.

القاسم المشترك هذا هو تفوق كبير لإسرائيل. ليس واضحاً سبب مناكفة نتنياهو لرئيس فرنسا وزعماء آخرين. فمعظم زعماء العالم، بمن فيهم بوتين، وضمناً حتى رئيس إيران، يدعون لوقف الحرب في لبنان، والفصل بين غزة والساحة الشمالية. وتقول إسرائيل ببساطة: سيسر إسرائيل إنهاء الحرب في الشمال إذا ما نشأت شروط وتوافقات على نظام جديد في الحدود بين إسرائيل ولبنان.

بقدر ما يتعلق الأمر بإسرائيل، ورغم الإغراء في مواصلة ضرب حزب الله، من الأفضل لنا أن نوافق على إنهاء الحرب في هذه الجبهة إذا ما اقترحت القوى العظمى تسوية تبعد حزب الله عن الحدود.

ولهذا أربعة أسباب: أولاً، سيكون ممكناً محاولة ترميم الشمال قبل أن تصبح هذه مهمة متعذرة. ثانياً، ستكون فرصة لترميم مكانة إسرائيل الدولية، بما في ذلك إزالة حظر جزئي أو كامل للسلاح من جانب دول كثيرة. ثالثاً، الامتناع عن خطر مواجهة مباشرة مع إيران. رابعاً، أقدر بأنه ستبدأ صحوة في الغرب حول الضرر الذي تلحقه إيران بالمنطقة. لا يدور الحديث عن التهديد على إسرائيل (هذا ليس مهماً للآخرين) ولا حتى عن البرنامج النووي. يدور الحديث عن خليط فتاك لاستقرار المنطقة نتيجة عنصرين في السياسة الإيرانية؛ الأول تدمير الدول من الداخل من خلال الميليشيات، التي كالسرطان تفكك جوهر وجود الدول القومية. لقد نجحت إيران حتى الآن في لبنان واليمن ونجحت جزئياً في العراق وسوريا، لكن شهية إيران بقيت كبيرة. الدول التالية في الطابور هي السودان والأردن والبحرين، وبعدها السعودية. العنصر الثاني من السياسة الإيرانية هو منح سلاح متطور لتلك الميليشيات. لا يدور الحديث عن “منظمات إرهاب” بكوفية وكلاشينكوف، بل جيوش ذات قدرات دولة. كم دولة في العالم تحوز صواريخ حتى مدى 2000 كيلومتر مثل الحوثيين؟ وكم دولة في العالم تملك ترسانة سلاح مثل حزب الله؟ بدأ الغرب يفهم بأن الحديث لا يدور عن إسرائيل فقط بل عن استقرار المنطقة كلها، وقد يطرح مطالب (اقتصادية أساساً) متشددة تجاه إيران. من الأفضل الارتباط بهذا النهج الدولي بدلاً من الاصطدام به.

بكلمات أخرى، سيكون ممكناً المطالبة بتفكيك حزب الله من خلال ضغط دولي على إيران ولبنان في ظل التلويح بالقدرة العسكرية الإسرائيلية المبهرة مثلما تثبت هذه الأيام.

وثمة سبب آخر لهذا التفضيل؛ فلأول مرة نشأ وضع تملك فيه إيران مصلحة للضغط على حماس للوصول إلى صفقة، إذ إن الأمر قد ينقذ شرف نصر الله. مشكوك أن تكون إيران (أو أي جهة أخرى) قادرة على التأثير على السنوار الحي أو الميت، لكن ربما تسنح فرصة ما.

غيورا آيلند

 يديعوت أحرونوت 25/9/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب