مقالات

العرب والترامبية القادمة بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين

بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين

العرب والترامبية القادمة

بقلم الكاتب مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸 

24.11.2024

——————————

في ظل المتغيرات والتحالفات على الساحة الدولية اصبح لزاما على العالم العربي ان يبلور سياسة تتلائم مع الواقع الجديد في هذا العالم والا سيجد نفسه في مؤخرة ومصاف دول العالم. لماذا الاخذ بالمعطيات والمتغيرات الجديد ، ليس لان دول العالم لها مطامع في ثروات العالم العربي، لكن لان الدول العربية في محيط دولة اسرائيل . اسرائيل منظومة متقدمة في المحيط العالمي ومتقدم سياسيا وعسكريا وتكنولوجيا، وهي تشكل جزءا مهما في محور الولايات المتحدة 🇺🇸  والناتو. وبالرغم من القضايا التي تشغل هذه المنظومة الا انها ستبقى ذات تاثير في مختلف القضايا التعليمية ، والاجتماعية، والسياسية والعسكرية في الوطن العربي. ولعل وضع الدول العربية القائم حاليا هو اكبر مثال على مؤثر عمل تلك المنظومة في هذه الدول على سبيل المثال العراق 🇮🇶 ، سوريا 🇸🇾 ، السودان 🇸🇩 ، ليبيا 🇱🇾….الخ. اسرائيل دعمت دولة جنوب السودان للانسلاخ عن الدولة الام، دعمت الانقلاب في ليبيا، ولها حضور في العراق، واريتريا. وغير ذلك من البرامج التي تدعمها اسرائيل في دول العالم وخاصة تلك الدول في محيطها لاهداف تخدم مصالحها. 

وهنا لا شك ان للشعوب العربية تطلعات في قضايا المفهوم السياسي، والاجتماعي، والتنموي.  لقد تاثر العالم العربي من التدخلات الدولية التي ارهقت كاهله، واليوم المطلوب ان تصعد دولنا العربية الى ركب قطار التغيير دعما وحفاظا على المصالح العربية، للانتقال من المتاثر الى المؤثر الدولي.

اهم القضايا اليوم هي عودة ترامب الى البيت الابيض. لقد بقي شهر ونيف على تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب ترامب رسميا لمهامه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية. القضايا التي سيتعامل معها الرئيس ترامب تتمثل في ملفي الوضع الداخلي ومعالجة القضايا التي تعاني منها الولايات المتحدة مثل الحدود ،الهجرة غير الشرعية، الانتعاش الاقتصادي التضخم، الاسعار، البطالة ….. الخ من هذه القضايا التي تهم الناخب الامريكي. والملف الثاني القضايا الخارجية التي تلقي بظلالها اثار القيادة السابقة للبيت الابيض ممثلة بادارة بايدن في ادارة الصراعات القائمة في العالم.

لا شك ان القضايا الساخنة في الشرق الاوسط هي من اهم القضايا الخارجية التي سيتعامل معها الرئيس الامريكي الجديد. ادارة بايدن تركت الجبهة اللبنانية مشتعلة وتزداد سخونة مع محاولة اسرائيل الدخول بريا الى الجنوب اللبناني وتحسين وضعها في المفاوضات الجارية بين الطرفين.  كما ان الوضع في غزة اخذ منحى اخر ، سيكون له اثاره المستقبلية في المنطقة ، كما ان الرهائن الاسرائيلين سيشكلون تحديا في تدخلات ترامب في المرحلة القادمة.

ايران والصين والحرب في اوكرانيا وسوريا والعراق واليمن هي ابعاد استراتيجية مع ادارة ترامب الجديدة.  لا شك ان الحروب في كل من اوكرانيا والشرق الاوسط التي اندمجت ادارة الرئيس بايدن فيها  ، ارهقت الولايات المتحدة 🇺🇸 اقتصاديا وسببت عجزا في الموازنة الامريكية لان امريكا تحملت العب الاكبر من العبء العسكري في كل من اوكرانيا، واليمن ، ولبنان ، والعراق.

اذن نحن في العالم العربي امام ارث ادارة الرئيس بايدن، التي عملت على دعم اسرائيل عسكريا في تصعيد اسرائيل للمواجهة في الجبهات التي اشعلها نتنياهو في المنطقة. وانه هذا الارث سيتعامل معه الرئيس الجديد الذي اطلق تصريحاته سواء في الحملة الانتخابية او بعد فوزه ان يريد ان يطفئ تلك الحرائق على الجبهات المختلفة. الحقيقة حتى لو توقف القتال في اليوم الاول على كل النقاط الساخنة في عالمنا الصغير ، الا ان ما تركته هذه الخرب واثارها ، والمعطيات القائمة ستبقي هذه النقاط ساخنة ومثار للقلق. كما ان ادارة ترامب الجديدة لن تتعامل مع القضايا القائمة بحيادية، بالقدر الذي ستكون ادارة منحازة الى اسرائيل ، وتبقي عالمنا العربي يدور حول نفسه دون ان يتوقف عن الدوران وبلا نتائج مرضية.

حاولة ان اجد وصفا للرئيس ترامب وشخصيته الترامبية بين الشخصية الشعبوية ، او الشوفينية وغيرهما ، هو يحمل بعضا من صفات المصطلحين فهو شعبوي عندما ينحاز الى الى الشعب الامريكي وتحقيق اهداف الناخب الامريكي الذي اهم ما يهمه هو ثبات الوضع الاقتصادي. وهو شوفاني حيث ان لديه نظرة استعلائية على القوميات والشعب الاخرى. غير ان ترامب لانه لديه طريقة ونمط خاص في الفكر فلربما نستطيع ان نطلق عليه الترامبية في وصف طريقة تعامله مع القضايا المختلفة.

الوضع الصعب الذي من الممكن ان يواجه الدول العربية، في مختلف القضايا سيحاول ترامب ان يحشر المجموعة في زوايا يصعب معها المناورة وتبوء موقعها ودورها السيادي والريادي . ان الرئيس ترامب جاء بمصطلحات وقواميس حاول فرضها في الفترة الاولى لحكمه في البيت الابيض ولم تنجح في تلك الفترة ، اليوم نحن امام توجهات ربنا تكون اكبر تحاول اسرائيل ان تشيع لها في الضفة الغربية وغزة والاردن وسوريا ولبنان، يحتاج هذا الى ايجاد صيغة تكفل للعالم العربي مكانته القيادية في العالم المتغير، امام الموجة القادمة لا يمكن لدول منفردة الصمود امام هذه التحديات ولكن يمكن مواجهتها موحدة وفرض الارادة العربية في الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب