الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية عقوبات جماعية يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين
بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين

الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية عقوبات جماعية يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني
بقلم الكاتب مروان سلطان -فلسطين
26.11.2024
——————————
كفلت الشرائع والقوانين حرية التنقل للافراد والجماعات ، دون قيود على تنقلهم واماكن سكناهم ، وكفل حق عودتهم متى يشاؤون. اكن في فلسطين 🇵🇸 اليوم ومع كل صباح عندما تدور الحركة فيها ، يبدء القادمون والمغادرون المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، صباحهم يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ، والمجموعات التي تمر عبر الطرقات، والحواجز لمعرفة اي الطرق سالكه ، وايها مغلق لتجنبها والبحث عن ممرات اخرى.
التنقل اليوم بين المدن الفلسطينية اصبح مرهقا ومقلقا بما يكفي لكل الفلسطيني، لان يقتصر التنقل فقط للضرورة القصوى ، اما للعلاج ، واما لنقل البضائع، او ما يطلق عليها بالفلاجات مثل وفاة قريب او عزيز، اما الزيارات او المناسبات الاجتماعية اضحت شبه معدومة لحضورها او مشاركة الاهل في مدن اخرى فرحتهم. ويعود هذا الى كثرة الحواجز العسكرية، التي ترهق المواطن بالتوقف والتفتيش ، وتفتيش المقتنيات الخاصة ، او تعرض بعض الافراد للاهانات والتهكم من قبل جنود الحواجز، وبهذا اصبحت هذه الحواجز مصائد للشبان عند محاولة عبورها والتنقل عبرها بين المدن.
حرية الحركة هي اساس للانتعاش الاقتصادي في المجتمعات، وعندما تتعرض حرية التنقل والحركة الى المضايقات او التوقف فانها تبطئ من عملية النمو الاقتصادي ، وتصيب الاقتصاد بالشلل، وتسبب في ازدياد حالات الفقر في المجتمع الفلسطيني. ولقد عملت حواجز الاحتلال الثابتة والمتحركة على منع حركة المزارعين في مواسم الحصاد بما يعني انه يمثل اعداما للمواسم الزراعية في الحقول الفلسطينية.
المضايقات التي تفرضها اسرائيل على المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية، هي جزء من الحرب التي اعلنتها في قطاع غزة من اجل تسهيل عملية الحسم التي تسعى اليها في ضم الضفة الغربية وفق اعلانات المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية. ومن اجل ذلك اقام الاحتلال الاسرائيلي اكثر من 872 حاجز عسكري في الضفة الغربية ولا يشمل ذلك الحواجز المتحركة والمفاجئة. وكذلك نصبت اكثر 150 بوابة حديدية، وبهذا تحولت المدن والقرى والمخيمات الى سجون كبيرة عندما تغلق هذه البوابات والحواجز .
لقد شكلت الحواجز في الضفة الغربية معيقات ، وقلق دائم للذين يمرون بين المدن. ولقد اضحى التنقل بين المدن الفلسطينية سببا للهجرة الداخلية للذين يقتضي عملهم التنقل بين مدينة واخري بسبب عامل الزمن الذي يقضيه المواطن اثناء تنقله بين هذه المدن. المسافة التي يحتاجها اي شخص للتنقل بين الخليل ورام الله على الاكثر ساعة ونصف الى ساعتين ، واليوم بسبب تلك الحواجز فان التنقل يحتاج الى خمس الى ست ساعات، ذاهبا ومثلها في رحلة العودة لاسباب يفرضها الحاجز العسكري هنا وهناك في ايقاف الحركة والتنقل ، لذا فان الكثير من العاملين يفضلون عدم التنقل والاستقرار في مناطق عملهم وهي من اسباب الهجرة غير المرئية في فلسطين 🇵🇸.
تعتبر هذه الحواجز احد الوسائل التي اتبعها الاحتلال في تفتيت التواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية. وتقييد الحركة والوصول الامن بين المدن الفلسطينية . وهي سياسة خنق الضفة الغربية ، لتسهيل السيطرة عليها.
سياسة خنق المدن الفلسطينية ، اقتصاديا واجتماعيا ، وسياسيا تصب في صلب المخططات الاسرائيلية من اجل فرض وقائع جديدة على الساحة الفلسطينية ، يسهل معها عملية التهجير للفلسطينين وضم الضفة الغربية الى اسرائيل.
يعتبر الشعب الفلسطيني من اكثر شعب العالم مقاومة للمخططات، وواجه المثير منها والتغلب عليها ، ونجح عبر صموده الاسطوري في صد الهجمات الصهيونية التي ما فتئت محاولاتها للانقضاض عليه، وصمد امام هذه الرياح العاتية وتلك المخططات في سبيل الحفاظ على وجوده على ارض فلسطين 🇵🇸، ارض الاباء والاجداد، وهو يطور اسلوب التصدي لتلك المحاولات من اجل البقاء على هذه الارض، لانه على “هذه الارض ما يستحق الحياة”.