الصحافه

إسرائيل غير معنية بـ “تنظيف الطاولة” قبل مجيء ترامب.. لمجلس الأمن: غزة مسؤوليتكم

إسرائيل غير معنية بـ “تنظيف الطاولة” قبل مجيء ترامب.. لمجلس الأمن: غزة مسؤوليتكم

ميخائيل هراري

الحرب في غزة تتواصل منذ أكثر من سنة، ولا مؤشر إلى أن إسرائيل تعرف كيف تستنفد إنجازاتها العسكرية، فما بالك إعادة المخطوفين. حان الوقت ليشمر لاعبون خارجيون حاضرون عن أكمامهم ليرسموا المسار لإسرائيل لعمل ذلك.

يمكن الإشارة الآن إلى نشاط مصري لتصدر خطوة في هذا الاتجاه. الولايات المتحدة تنتظر دخول إدارة جديدة، ومن جهتها تسمع تلميحات بأن الرئيس المقبل يحذر من أنه “يجب تنظيف الطاولة” قبل دخوله إلى البيت الأبيض. فهل هذا يكفي للوصول إلى وقف نار، وبعده إنهاء الحرب، وبالطبع إعادة المخطوفين؟ يبدو أن “لا”.

من عموم الأفكار التي تصعد إلى الجو في الأيام الأخيرة، يمكن خلق منحى حديث يمكن لإسرائيل وينبغي لها أن توافق عليه. فماذا يتضمن؟

وقف نار من 60 يومًا، تنتشر إسرائيل في أثنائها بشكل مختلف في القطاع. لا يدور الحديث عن انسحاب تام. اقتراحات مختلفة مطروحة، على ما يبدو، على الطاولة، بينها انسحاب من معبر رفح للسماح بفتحه بتنسيق مع السلطة الفلسطينية أو بإشرافها.

مساعدات إنسانية أكثر سخاء. من الصعب فهم المنطق الإسرائيلي الذي يمنع، أو يخلق تقنيناً “ذكياً” للمساعدات الداخلة إلى القطاع. فبعد أكثر من سنة، لم يثبت أن الأمر يخلق ضغطاً حقيقياً على حماس، بل يخلق صور جموع جوع يتدفق على مراكز التوزيع، واتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب. الجانب الأخلاقي جدير بأن يوضع أمام عيون أصحاب القرار في إسرائيل، وأمام عيون الجمهور الغفير. الأمر يشكل دليلاً على قوة وليس العكس.

إعادة المخطوفين. واضح أنه لا يمكن تحريرهم أحياء دون صفقة. ينبغي الأمل، أو الافتراض بأنه سيكون ممكناً احتمال الثمن الذي ينطوي على ذلك – تحرير عدد كبير من المخربين. على أي حال، تحرير المخطوفين يصرخ إلى السماء والمهم للمجتمع الإسرائيلي هو إنجاز عسكري.

مظلة فلسطينية متفق عليها لإدارة القطاع. يدور الحديث عن لجنة إدارة مشتركة، بقيادة السلطة الفلسطينية، تحظى بموافقة حماس وتتضمن تأييداً من رقابة من جهة دولية تقبلها إسرائيل، كالولايات المتحدة.

لا يدور الحديث عن منحى طموح جداً في الظروف الحالية. الحجج ضده معروفة، لكن لا بديل مناسباً غير احتلال إسرائيلي كامل، لزمن طويل، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى، بما في ذلك إعادة استيطان قطاع غزة باليهود. بديل كهذا يجب أن يوضع لاختبار الناخب. لا يوجد اليوم شك بأن تعابير مثل “نصر مطلق” أو “سحق حماس” ليست استراتيجية. في أفضل الأحوال، هي تمثل أمنية، وفي الحالة الأقل جودة، هو تضليل واعٍ للرأي العام.

هل يكفي النشاط المصري الآن، وبتلميحات من مزرعة الرئيس الوافد في فلوريدا؟ ليس مؤكداً. الساعة تدق، وإسرائيل لا تتحرك في مسار سياسي دون ضغط أكثر حسماً.

 معاريف 8/12/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب