ثقافة وفنون

إذا كان الشعر عذابا

إذا كان الشعر عذابا

فاروق يوسف

جمل مفتوحة

من الفتنة التي تسيل من ساقيك أسقي الحمام وأنا متفائل بأن السماء لن تبخل علي بغيومها. أما إذا كان الحمام ينظر إلي بشفقة فلأنني لم أعد قادرا على النظر في عيونه لئلا أبكي. من غيرعلامات استفهام تبقى الجمل مفتوحة مثل أفواه تنتظر فرائسها.

صفر يخيفني

حين لايكون لنا أمهات يكون الرب قد رفع يده عن رؤوسنا. خفتُ من الضياع في جدول الضرب بعد أن تأكدت من أن البطيخة التي حملتها إلى أمي صارت صفرا. للتفاحات أرقام ليس الصفر من بينها.

الجدة وقد هربت من الشباك

في الحكاية هناك ليلى وهناك جدتها. الذئب لم يكن إلا ضيفا طارئا. لقد أكل الذئب الجدة ولم يكن ذلك خطأً. الحدث الأهم يكمن في أن الذئب كان قد التهم ليلى التي قررت أن تنام في فراش جدتها التي هربت من الشباك.

يوم انتظارك الطويل

أنا مسرور يا أمي لأنك لم تعودي تنتظريني. لقد انتهى عذاب انتظارك. كل دقيقة وأنت تنتظرين كانت مسمارا في نعشي. في الدرجة الصفر من شقائي كنت أراك تحلمين بذلك الصبي الذي مشيت بقدميه.

النازل إلى البئر

في اللعبة الأخيرة كنا نضع الرأس محل القدمين ونفتح الباب لمَن يخرج ونغلقه في وجه مَن يدخل وننسى الهابط إلى البئر فيما نحتفي براوي الحكاية كما لو أنه يرانا ونحن نخترع صفاته كلها. كنا نكذب لنكون صادقين.

الطاووس في سمائه

في ليله الأخير لم يعد يرى. تفاحته على الطاولة فيما ترك فوانيسه على الدرج حراسا فزعين. «اكنا في إنتظار ليلة أخرى أم أنها الليلة الأخيرة التي يقبل فيها الطاووس من سماء جناحيه؟

حكاية حب

«أنا لك» قلت فقالت «أنت لي» «أهذا هو الحب؟» قلت فقالت «كل ليلة أراك في مرآتي» قلت «أنا على شفتيك» قالت «أنت صوتيَ» قلت «ولكن لي لغة لم أعد أتقن العدو بين مسافاتها» «أنت تسرح بين حقولي بصمتك» قالت.

ساعي بريد حبنا

تسمحين لضحكتك يا أمي بالرقاد بين ثيابي. كم كنت أود أن تحمليني معك إلى الضفة الأخرى لأعرف كم كانت الملائكة سعيدة بلقائك. حين رأيت خشبتك وهي تطفو على المياه كانت الشجرة تحمل ضحكتك مثل ساعي بريد.

نسيان على الضفة الأخرى

مشوا مثلما مشينا ورقصوا مثلما رقصنا وعبروا النهر الذي عبرناه. غير أنهم في الضفة الأخرى ارتدوا أقنعة وصاروا أعداء لنا. كان علينا أن لا نعلمهم المشي والرقص ولكن عبور النهر يشبه النسيان الذي لا يتذكر.

حكاية حب أخرى

«أحبك» مر نهار طويل. «سأحبك» «لا أملك الوقت» «أقيس نهاري بطولك» «لم تصلي بعد» «ذلك ما اتمناه. أن لا أصل» .

 كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب