مقالات
إنتحال أسم حزب البعث العربي الأشتراكي من قبل عائلة الأسد .. أ . د. محمد طاقة-العراق-
أ . د. محمد طاقة-العراق-
إنتحال أسم حزب البعث العربي الأشتراكي من قبل عائلة الأسد ..
أ . د. محمد طاقة-العراق-
تتداول وسائل الإعلام العربية والدولية اخباراً عن نهاية حزب البعث العربي الأشتراكي في سوريا ، مشيرة إلى ان الحزب الذي يحكم سوريا لعقود قد انتهى بلا رجعة .
هذه التصريحات تعكس فهماً مغلوطاً ، حيث يتم تحميل حزب البعث جرائم عائلة الأسد ، وهو امر بعيد كل البعد عن الحقيقة ، فلطالما أوضح الحزب ان من يحكم سوريا منذ عام (١٩٧٠) ليس حزب البعث العربي الاشتراكي ، بل عائلة الأسد الطائفية ومجموعة من الضباط الذين نفذوا انقلاباً عسكرياً للاستيلاء على السلطة بأسم حافظ الأسد .
في عام ( ١٩٧٠ ) ، قام حافظ الاسد ومعه عدد من الضباط العلويين ، أبرزهم مصطفى أطلاس ، بتنفيذ انقلاب عسكري اطلقوا عليه مسمى ( الحركة التصحيحية ) ، لكن في الواقع كان هذا انقلاباً على حزب البعث نفسه حيث أزاح القيادة الشرعية الحقيقية للحزب واستغل اسمه للوصول إلى الحكم ، منذ ذلك الحين اصبح نظام الاسد يتحكم بسوريا بطريقة طائفية وعنصرية ، معتمداً على دعم خارجي ، خاصة من ايران .
عائلة الاسد استغلت كوادر الحزب واسمه لتسيير دولة سوريا ، ولكن بأسلوب طائفي عنصري يتناقض تماماً مع مبادئ الحزب القائمة على الوحدة والحرية والاشتراكية.
منذ استلام الحكم ، اعتمدت العائلة على التحالف مع ايران التي اصبحت فيما بعد اللاعب الأساسي في السياسة السورية خاصة في عهد بشار .
تغلغلت ايران في كافة المجالات السورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، واستخدمت هذه السيطرة لقمع الشعب السوري وتغيير ديموغرافية البلاد بما يخدم المشروع الصفوي ، تم تهجير الملايين من السوريين وتدمير المدن السورية تحت ذريعة ( محاربة الارهاب ) بينما الهدف الحقيقي كان تحقيق اجندات طائفية واقليمية .
ومن اجل إظهار الفرق بين نظام الاسد ومبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي يكفي الإشارة إلى المواقف الاتية :
اولاً : تحالف النظام السوري مع ايران في حربها ضد العراق ، ان هذا الموقف يتعارض تماماً مع مبدأ التضامن العربي الذي يلتزم به حزب البعث .
ثانياً : التنازل عن الجولان للكيان الصهيوني ، حافظ الاسد لم يحرك ساكناً لتحرير الجولان ، بل اعترف ضمنياً بالاحتلال الصهيوني .
ثالثاً : القمع الداخلي كون النظام استخدم القوة العسكرية المفرطة ضد الشعب السوري ، في حين ان مباديء الحزب تهدف لتحرير الشعب العربي وليس قمعه .
كان للإعلام اثر كبير في تشويه الحقائق ، حيث ساهم الإعلام الرأسمالي والصهيوني في تمرير كذبة ان نظام الاسد هو حزب البعث ، مما شوش على الحقائق وشوه سمعة الحزب ، الهدف من هذا التشويه كان استهداف الحزب وشق وحدته التنظيمية وضرب اهدافه التي تتقاطع مع مصالح الصهيونية العالمية .
لذا يجب على الجيل الجديد من العرب وغير العرب ان يدركوا ان حزب البعث العربي الاشتراكي ليس هو النظام الذي يحكم سوريا ، وان ما جرى هو سرقة وانتحال اسم الحزب واستغلاله في مشاريع طائفية وأجندات دولية معادية لمصالح الامة العربية .
حزب البعث الحقيقي والشرعي موجود في مختلف الأقطار العربية ، ملتزم بمبادئه واهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية .
الوعي بالحقيقة ضرورة لمواجهة محاولات تشويه التاريخ واستهداف القوى التحررية العربية ، ان تفكيك الكذبة الكبرى التي رسّختها عائلة الاسد حول حزب البعث هو خطوة أساسية في اعادة الاعتبار لهذا الحزب ودوره في تحقيق تطلعات الامة العربية ..