مقالات

 غزة والضفة على اولويات لقاء نتنياهو ترامب والمشروع السعودي للتطبيع يحد من رغبات نتنياهو، ويقف حجر عثرة في تصفية القضية الفلسطينية بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸 

بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸 

 غزة والضفة على اولويات لقاء نتنياهو ترامب والمشروع السعودي للتطبيع يحد من رغبات نتنياهو، ويقف حجر عثرة في تصفية القضية الفلسطينية

بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸 

 

 

1.2.2025

———————————————

يحظى اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وسيد البيت الابيض الجديد الرئيس ترامب اهمية كبيرة ، اذ يحاول نتنياهو ان يحصل على اكبر قدر من المكاسب  في العديد من الملفات التي تعزز مكانة حكومة نتنياهو وتمنعها من الانهيار ، وكذلك تحقيق اهداف اسرائيلية سعت لتحقيقها في الحرب على قطاع غزة ، كان للرئيس الامريكي تاثير بالغ في وقفها. واذا كان الرئيس الامريكي الجديد من الداعمين لدولة اسرائيل في واشنطن، واخذ خطوات واسعة في سبيل ذلك من خلال استخدام الفريق الامريكي الجديد المساند لاسرائيل في البيت الابيض والامم المتحدة، الا ان هناك ما هو ضروري ومهم لرئيس الحكومة من مكاسب يريد ان يحصل عليها قبل البدء في المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة بين اسرائيل وحركة حماس ، حيث يهدد زعيم الصهيونية الدينية باسقاط الائتلاف الحكومي في اسرائيل ، وهذا على عكس ما يريده نتنياهو.

نتنياهو لديه العديد من الملفات التي تقض مضاجع هذه الحكومة اليمينية، واهمها ضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، او جزء منها، كذلك تفريغ او تهجير عدد كبير من سكان قطاع غزة . وكذلك احتمالية عودة الحرب على قطاع غزة والاهم هو مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب عليها.  اضافة الى الملف النووي الايراني الذي يرغب الرئيس الامريكي ان يحسم نتائجه بعدم امتلاك ايران للقنبلة النووية، دون ان يفتح حربا تغير معالم الشرق الاوسط. ومن اهم المواضيع ايضا ، هو التطبيع مع المملكة العربية السعودية، واتفاقات ابراهام، وكذلك القضايا في المحاكم الدولية.

وقد كان الرئيس الامريكي ترامب قد اعلن عن ضرورة ان تقوم مصر والاردن باستيعاب المهجرين الفلسطينيين من قطاع غزة ، وستقوم اسرائيل بالواجب لتهجير سكان الضفة الغربية في غضون نجاح الحملة في غزة. 

 تصريح ترامب الاخير وان كان يبدو لجس نبض الجهات ذات العلاقة في قطاع غزة، والذي صرح فيه انه على مصر والاردن استيعاب اعداد من الغزيين لديهما، وقد لاقى هذا التصريح ردودا هافته ورفض من الاردن ومصر الا انه لاقى اهتمام اليمين الاسرائيلي، والحكومة الاسرائيلية. وكان الرئيس الامريكي قد نشر على منصته تروث سوشل مقطع فيديو وجه انتقادات لرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ” بالتلاعب بالسياسة الخارجية الامريكية، وخوض حروب لا نهاية لها في الشرق الاوسط”. وعلى ما يبدو ان هذه هي الورقة التي سحبت من نتنياهو التصريح في الحرب على غزة، لان هذه هي رغبة الرئيس الامريكي الجديد، ولن تندلع الحرب مرة اخرى الا بموافقة امريكية.

اسرائيل شنت حرب الابادة في غزة على كل ما هو فلسطيني ، الشجر والحجر والانسان، ولم تستثني شيئا ولا طفلا ولا شيخا ولا امراءة، لقد كانت حرب الابادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ومارست التهجير العرقي وقطعت الغذاء والماء والدواء عن قطاع غزة. وهي اليوم تريد ان تجني ما قامت به في سلب الحياة من الناس ، لتهجير من تبقى منهم الى الخارج، وتجد في تصريح ترامب فرصة سانحة لذلك. على كل فان نتنياهو سوف يعود بوعود جديدة من لقاء ترامب ، تعزز مكانته وترضي اليمين الاسرائيلي ، ولا اعتقد ان الحرب قد تعود من جديد لان هذا ما لا يريده ترامب ويتنافى مع الصفقة التي يزمع الرئيس الامريكي تمريرها في التطبيع مع المملكة العربية السعودية الذي يتطلب هدوئا ، واستعداد اسرائيليا بقبول دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، التي هي حجر عثرة في تصفية القضية الفلسطينية.

نحن اليوم على اعتاب فصل  جديد للقضية الفلسطينية، ملئ بالتحديات ، يتطلب موقفا فلسطينيا يتناسب مع المتغيرات الطارئة، من الممكن ان يفرض واقعه على المجتمع الفلسطيني لعقود طويلة ، او حتى على القضية برمتها ، المطلوب اليوم في هذه المناخات ترتيب البيت الفلسطيني داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة ان الجميع يتفق على نفس الاهداف وهو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967، بعيدا عن المحاصصات.

مظاهر عودة الناس الى اماكن سكناها في قطاع غزة وهي تعلم الواقع الذي حل بمنازلها من التدمير بسبب الحرب ، يوحي بنسف كل المخططات  التي تدعو الى التهجير ، ولسان حال الناس يقول لا عيش الا في فلسطينين ولا هجرة الا الى فلسطين، هذا هو الدرس المستوحى من عودة مئات الاف من المهجرين الفلسطينين الى بيوتهم الى اماكن سكناهم في شمال غزة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب