“لنحذر الرياح السيئة التي تهب في عمان والقاهرة”.. جنرال إسرائيلي: خطة ترامب خطيرة ولا فرصة لنجاحها
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2025/02/لنحذر-الرياح.jpg)
“لنحذر الرياح السيئة التي تهب في عمان والقاهرة”.. جنرال إسرائيلي: خطة ترامب خطيرة ولا فرصة لنجاحها
الناصرة- يؤكد جنرال إسرائيلي بارز في الاحتياط أن خطة ترامب غير قابلة للتطبيق وخطيرة، مشدداً على ضرورة استكمال صفقة التبادل مع “حماس” والذهاب لتشكيل تحالف إقليمي يواجه إيران، خاصة أنها باتت على عتبة السلاح النووي.
وفي مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقول الرئيس الأسبق للقسم السياسي- الأمني في وزارة الأمن، الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، إنه على وقع الأنباء القادمة من واشنطن، المطلوب مراجعة للذات، ومن المهم أن نتجرأ على القول: “ليس هناك أي فرصة نجاح لخطة ترامب، لأن مصر والأردن يعتبران أن القضية الفلسطينية تشكل خطراً من الدرجة الأولى على الأمن القومي في كلا البلدين”.
معلق إسرائيلي: يتعين على إسرائيل النظر بقلق إلى القمة الطارئة للدول العربية في نهاية هذا الشهر، قبيل شهر رمضان، إذ إنها فترة تثير مشاعر معادية لإسرائيل
غلعاد، الذي طالما أكد في السنوات الأخيرة على القيمة العليا للعلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والأردن لعدة أسباب أهمها طول الحدود بينهما، واعتباره المملكة خطاً دفاعياً شرقياً، يقول في تحليله إن المملكة الهاشمية في الأردن، التي تشكل عمقاً إستراتيجياً لإسرائيل ومجالاً أمنياً حيوياً، غير مستعدة بأي شكل من الأشكال لاستقبال فلسطينيين، وخصوصاً فلسطينيي غزة.
كما يقول إنه في نظر الأردن، الخطط التي تشبه خطة ترامب هي جزء من مؤامرة لإقامة دولة فلسطينية بديلة على حسابه، وإذا تحقق مثل هذا السيناريو، فإنه سيتحول إلى تهديد حقيقي بالنسبة إلى إسرائيل.
ويضيف: “نحن نرى ظهور مؤشراتها منذ اليوم، من خلال المواجهات التي يخوضها الجيش الإسرائيلي والشاباك مع النشاطات “التخريبية” العدائية الضخمة في الضفة الغربية، والتي تعتمد على تهريب السلاح من الأردن”.
وفي التزامن، يرى الجنرال الإسرائيلي، الذي دعا منذ شهور لوقف الحرب وبناء تحالف إقليمي في مواجهة الخطر الأكبر – إيران، أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية مسألة مركزية طوال هذه السنوات منذ توقيع اتفاق السلام، وهي غير مستعدة بأي شكل من الأشكال لاستقبال فلسطينيين من غزة، ومن المؤكد أنها لن تفعل ذلك من خلال خطة ترامب التي تطالب بإخلاء قطاع غزة من سكانه.
ويوضح أنه قد يكون هذا حلماً رائعاً، لكنه لن يتحقق، ولو عرضوا على مصر مبالغ طائلة من أجل إقناعها.
سلم الأولويات
وضمن تحذيراته مما قد يحدث نتيجة الضغوط الأمريكية الإسرائيلية، يوضح أيضاً أنه في غضون ذلك، يمكن أن نشعر ببدء هبوب رياح سيئة في الأردن ومصر، ومعارضة التطبيع الذي بدأ يكتسب زخماً مع السعودية، وذلك بسبب حماسة رئيس الحكومة نتنياهو وجهات سياسية في إسرائيل لتبني خطة ترامب.
منوهاً أنه لو كان هناك إمكانات لتحقيق الخطة، لكان يمكن أن نعجب بها، لكن ترامب نفسه تراجع عن جزء من الخطوات العملية في الخطة، والتخوف هو من أن الاهتمام بها ينطوي على مخاطر.
ويرى أنه يتعين على إسرائيل النظر بقلق إلى القمة الطارئة للدول العربية في نهاية هذا الشهر، قبيل شهر رمضان، إذ إنها فترة تثير مشاعر معادية لإسرائيل.
ويؤكد أن من مصلحة إسرائيل المحافظة على اتفاقات السلام مع الدول العربية وتوسيعها إلى اتفاق مع السعودية، ويقول إن قيام محور من الدول السنية ضروري من أجل إسرائيل في المستقبل، ويمكن أن يشكل، بقيادة الولايات المتحدة، جزءاً من الرد الإستراتيجي الشامل على التهديد الإيراني.
ويتابع: “لقد نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات مذهلة ومثيرة للإعجاب ضد إيران وأذرعها في لبنان وغزة، لكن الإنجازات العسكرية لا يمكنها أن تصمد بحد ذاتها، ويجب أن تكون أساساً لعمل سياسي”.
وعن سلم الأولويات الصحيح الذي يستدعي استكمال الصفقة ويؤجل السعي للتغلب على حركة المقاومة الإسلامية، يقول غلعاد: “لقد تخلت إسرائيل عن المخطوفين في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ويجب علينا، من كل النواحي، الأخلاقية والسياسية والعسكرية، إعادتهم أحياء. إن المشاهد المروعة التي شاهدناها في العملية الأخيرة لإطلاق المخطوفين العائدين من دير البلح هي تأكيد آخر لذلك. بعدها فقط، يمكننا أن نضع إستراتيجية مواجهة مع “حماس” إلى حين إخضاعها بصورة نهائية”.
التهديد الإيراني
وبرأي الجنرال الإسرائيلي غلعاد، يشكل التهديد الإيراني تهديداً مركزياً لإسرائيل وللشرق الأوسط برمته، بعد أن أصبحت إيران دولة على عتبة النووي، ومن خلال اعتمادها على حزام النار الذي أقامته حول إسرائيل. منبهاً أنه من الممنوع منعاً باتاً حصول إيران على السلاح النووي الذي سيهدد إسرائيل، ويمكن أن يؤدي إلى سباق على التسلح النووي، وهو ما قد يشكل تهديداً للشرق الأوسط.
يستنتج غلعاد أنه مع الاعتماد على الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في 7 ساحات، المطلوب صوغ إستراتيجية سياسية تحول الإنجازات إلى أفعال سياسية تؤمن الاستقرار لإسرائيل
من هنا يستنتج غلعاد أنه مع الاعتماد على الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في سبع ساحات، المطلوب صوغ إستراتيجية سياسية تحول إنجازات الجيش الإسرائيلي إلى أفعال سياسية تؤمن الاستقرار والأمن لإسرائيل، وتمنحها ضمانات للمحافظة على أمنها طوال الأعوام المقبلة.
ويقول إنه في الأمس الأول سمع من نتنياهو وشركائه تهديدات بالعودة إلى القتال ضد “حماس”، وفي الوقت عينه، كان هناك محاولة للمحافظة على ما هو قائم وعدم تفجير الصفقة، لافتاً إلى أنه إزاء هذه التصريحات، من المهم التذكر أن تجديد القتال في الظروف الحالية يمكن أن يعرض حياة المخطوفين للخطر.
هذا بالإضافة إلى ضرورة التوصل إلى ترتيبات أمنية في الجبهة الشمالية: صحيح أن “حزب الله” تلقى ضربات قاسية، لكنه لم يُهزم بصورة كاملة، وفي هذا الشأن، يجب التوصل إلى تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، وفي الوقت عينه، الاستعداد للتحديات من جهة سورية.
ويخلص غلعاد للقول: “لقد حان الوقت للعمل السياسي في مجال الأمن القومي، وتحصين المناعة الوطنية، وقبل كل شيء، من خلال منع قانون التهرب من الخدمة العسكرية الذي يمكن أن يُلحق الضرر بالجيش والمناعة الإسرائيلية”.