مقالات
العروبة والإسلام الثنائي الخالد في حياة الأمة العربية ” بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سورية –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سورية -

العروبة والإسلام الثنائي الخالد في حياة الأمة العربية “
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سورية –
“يقول الدكتور محمد عابد الجابري:”العلاقة بين العروبة والإسلام..بين القومية العربيه والشعوب الإسلامية غير العربية علاقة تكامل وليست علاقة تصادم ،وكيف يمكن أن تكون ثمة تصادم أو تنافر،والحال أن حب العروبة يستوجب حب الإسلام .”*
وأنت تتحدث عن العلاقة الأبدية بين العروبة والإسلام،في زمن تلم الأمة العربية حطامها،غداة الهجمة الصهيونية،التي بدإت بوادرها في كثرة من الأحداث والمعطيات،تمتد من النكبة وتمربالانفصال،وهزيمة الخامس من حزيران،وحركة شباط الفارقة في تاريخ التيار العربي الوحدوي،وماتلاه من مشاغلات ومعاكسات،وتزوير تجاوز نصف قرن،لهذا التيار حتى لايمارس هذا التيار دوره القومي،بًوجهه وسحنته الأصلية المعروفه للشارع العربي وساحاته النضالية،وصولا إلى الهجمة الصهيونية،على قاعدة مهمة من قواعده النضالية،في جبهة الأمة العربية الشرقية العراق.نقول الحديث عن التلازم العضوي والمنهجي،بين هذه الثنائيةالعربية،العروبة والإسلام،وماينهما من تأثير متبادل لايتوقف أبداً ومسوغاته ومنهجيته،وحقائقه التاريخية التي تصرخ في آذان الجيل العربي الجديد،ومن معه من أحرار الأمة العربية،لا تستدعي منا العودة للبرهان عليها،ومن ثم شرحها وتأويلها والقول بصحتها وصدقها التأريخي والمنهجي،قد مضى ولم يعد له ما يستدعيه،إلا في العقول التي تجاوزها التاريخ،والآذان الفاقدة لقدرتها السمعية،.
إذاً،ماالحكاية، ونحن من عنون هذه المداخلة،وقال بحقائقها ؟
سؤال يكاد يكون بالنسبة لنا سؤال الساعة، ونحن نرى الشعوبية الجديدة،خرجت لنا بأطروحات،كلها في تكوينها ومركبها ونوازعها،تريد أن تقول ثمة مستويات من التناقض بين العروبة والإسلام ،وتصل هذه التناقضات إلى حد،نفي الإسلام العروبة،مثل كونية اللغة العربية،وفي هذه الكونية مستويات من النفي لإصولها وجذورها وسيرورتها التاريخية،في الحياة العربية قديمها وحديثها،،ومن أن عروبة لغة القرءان، مستحدثات الفكر القومي العربي،وينكرون أن العروبة لسان وثقافة وهوية وتاريخ..إلخ تريد هذه الهجمة الشعوبية من المد الإسلامي المعتدل المستنير،الحامل الإحترام والاعتراف والإيمان بإهمية العلاقة التاريخية بين هذه الثنائية:العروبة والإسلام وما بينهما،نقول تريد أن لايصب هذا الإسلام في جغرافية العروبة،بعد أن استطاع التيار القومي العربي أن يضع هذه الثنائية وضعا علمياً ممنهجاً في معركة المصير العربي ،وهي تخوض معركتها مع الصهيونية العالمية،في أكثر من موقع ومكان وزمان،مستنداً إلى يقينه المنهجي التاريخي،بأن الزمن والمكان في معركة المصير العربي،مع الصهيونية العالمية لا ينفصلان . وعلى هذا الأساس أتينا بمجموعة من الأقوال والنصوص،من الفكر القومي العربي،بوصفها مؤشرات ودلائل وبراهين عن موضوعيّة وجدلية العلاقة بين العروبة والإسلام،يمكن أن تكون أسانيد معرفية،لمن تشغله هذه الثنائية،والأخذ بمستحقاتها،دفاعاً عن شرعيتها المعرفية،أمام هجمة شعوبية تريد للإسلام أن يكون هويتها القومية،محتذية بمدرسة التشيع الصفوي، بوصفه دينا قوميا فارساً. وهذه المؤشرات المحددات أتت على هذا النحو بحكم الظروف الموضوعية التي أحاطت باختيارها.*نحن لانرضى عن الإلحاد،ولانشحع الإلحاد ونعتبره موقفاً زائفا ًفي الحياة،إنّ الحياة معناها الإيمان،ولكننا ننظر إلى الإلحاد كظاهرة مرضية يجب أن تعرف أسبابها لتداوى”وأسبابها هي الظلم والفساد الاجتماعي ..وعلى هذا الأساس فالدين تعبير صادق عن إنسانية الإنسان..وبالتالي فإن الدين في صميم القضية العربية،والمواطن العربي الذي نعمل على تكوينه..لقد أفصح الدين في الماضي عن الرسالة العربية التي تقوم على مبادىء إنسانية ..وفي حياتنا القومية حادث خطير،هو حادث ظهور الإسلام،حادث قوميّ وإنساني وعالمي،فيه عظة بالغة،فيه تجربة بالغة،فيه تجربة هائلة،لآبل نموذج يجب أن يستلهم ويحتذى..لقد كان حركة نادى بها فرد واحد..إن حركة الإسلام المتمثلة في حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة للعرب خادثاً تاريخياً فحسب،تفسر بالزمان والمكان ،وبالأسباب والنتائج،بل إنهآ لعمقها وعنفها واتساعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة العرب المطلقة،أي أنها صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية وممكناتها الغنية واتجاهها الأصيل،فيصبح لذلك اعتبارها ممكنة التجدد دوماً في روحها،لافي شكلها وحروفها،
فالإسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الأمة العربية..فالعرب عرفوا بواسطة هذه التجربة الأخلاقية العصيبة كيف يتمردون على واقعهم،ويتقسمون على أنفسهم في سبيل تجاوزها إلى مرحلة يحققون بها وحدة عليا..هذه التحربة ليست حادثا تاريخياً يذكر للعبرة والفخر،بل هي استعداد دائم
في الأمة العربية ..كان ينظر إلى حياة الرسول من الخارج …فعلينا أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل لنحياها..الإسلام هو المضمون الحي والثوري للقومية العربية “
*من محاضرة شارك فيها الدكتور بندوة عن فكر ميشيل عفلق في بغداد عام 1990
*هذه النصوص من فكر الأستاذ للاسترشاد بها في حال التعامل المنهجي مع ثنائية العروبة والإسلام.
د-عزالدين حسن الدياب.