منوعات

ماسبيرو تُحيي تراث الشيخ مصطفى إسماعيل وتدعم «دولة التلاوة»

ماسبيرو تُحيي تراث الشيخ مصطفى إسماعيل وتدعم «دولة التلاوة»

كمال القاضي

في إطار خُطة التطوير الإعلامي التي يستهدفها أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والتي تُمثل الإذاعة المصرية جزءا كبيراً منها، بدأت ملامح التطوير تظهر بالفعل مع الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، حيث أهدت أسرة الشيخ مُصطفى إسماعيل أحد أبرز مُقرئي القرآن الكريم في ما يُسمى مجازاً بدولة التلاوة، 18 جزءًا من التلاوة القرآنية مُسجلة بصوت الشيخ لم تتم إذاعتها من قبل.
واعتبر المسلماني الأجزاء المُهداة حافزاً قوياً يدعم إذاعة القرآن الكريم ويعمل على جذب جمهور جديد من مُستمعيها، لاسيما أنها المحطة الإذاعية التي تتمتع بقاعدة شعبية عريضة وتحظى بتقدير فائق من الجمهور المصري والعربي.
وشدد رئيس الهيئة الوطنية في قرارات صريحة صدرت مؤخراً على عدم إذاعة أي إعلانات أو استضافة أي من العرافين والمُنجمين خلال البرامج الدينية والفترات المفتوحة، حفاظاً على هيبة المحطة الإذاعية المُتخصصة ووقارها ومصداقيتها باعتبارها منبراً للمُسلمين في جميع الدول العربية والإسلامية ويجب أن تظل مثالاً للالتزام الإعلامي الديني والتربوي، بعيداً عن شبهة التكسب والتربح من العائد الإعلاني أو غيره من الوسائل والطُرق الأخرى.
القرار قوبل بترحيب شديد من إسماعيل دويدار رئيس محطة القرآن الكريم وجميع العاملين فيها، كونه جاء مُعززاً لفكرة النزاهة المعهودة عن المحطة ومؤكداً لاستقامة رسالتها الدينية والفكرية والعلمية، فهي المحطة الأهم في تخصصها ومصدر المعلومات الصحيحة عن أصول الفرائض والعبادات وفقه الحديث والسُنة والتشريع، وهي بما تقدمه من مواد برامجية مُتصلة بصحيح الدين تُعد المرجعية الأهم في هذا الخصوص.
على جانب آخر كشف أحمد المسلماني خلال مُنتدى الإعلام السعودي بالعاصمة الرياض عن نيته إطلاق مشروع باسم منصة ماسبيرو الرقمية لتقديم الأفلام والمُسلسلات والبرامج التوعوية الهادفة لمجابهة الإسفاف والهبوط والارتقاء بالذوق العام وتحقيق التأثير الجماهيري المطلوب في مصر والبلدان العربية، وذلك عوداً لدور مصر الريادي في المجال الإعلامي الحيوي المهم.

قطاع الإنتاج الدرامي

كما تقوم ماسبيرو أيضاً في خُطتها القادمة بدورها الرائد لاستعادة المكانة المتميزة لقطاع الإنتاج الدرامي وعودته لسابق عهده، كأحد أولوياتها لتغيير ملامح الخريطة الدرامية المصرية إلى الأفضل والعناية بإنتاج مُسلسلات وأفلام تلفزيونية، تعتني بعرض القضايا الاجتماعية الحقيقية بطُرق وأساليب إبداعية مُختلفة عن الأنماط السائدة منذ فترة طويلة، لاعتبارات تسويقية تهتم بالترويج أكثر مما تهتم بالتأثير الإيجابي والقيمة المُتضمنة داخل العمل الفني.
وبرغم أهمية العائد المادي المنظور من عملية السوق إلا أن الرسالة النهائية للأعمال الدرامية باختلاف نوعياتها ستُمثل القيمة الحقيقية المُضافة في خُطة الإنتاج القادمة إنقاذاً للقيم الإنسانية والمبادئ العامة للمُجتمع المصري والمُجتمعات العربية، فليس كل ما يُدر ربحاً أوفر هو الأهم في الصناعة الدرامية وعناصرها المُنشطة.
وبمحاولات جادة وحسبة منطقية يُمكن الاستفادة من الأعمال التاريخية على سبيل المثال كنماذج مهمة لتوثيق الأحداث، وفي نفس الوقت توفير عائد مادي يضمن دوران عجلة الإنتاج واستمرار العملية الإبداعية بمواصفاتها الراقية والمُقنعة، بدلاً من استهلاك كل الطاقات المادية والإنتاجية والبشرية في أعمال درامية لا ترقى للمطلوب، ولا تساهم في بناء المُجتمعات على أسس صحيحة ومبادئ قوية.
ومن بين ما تهتم به منصة ماسبيرو وفق المشروع المُزمع تنفيذه في المرحلة المُقبلة برامج الأطفال وأفلام الكارتون، لتنمية الوعي العام للطفل العربي في مرحلة مُبكرة من حياته وحمايته من أشكال الإبداع المستورد والمسموم الذي يعمل على هدم الشخصية من الصغر، بتقديمه أفكاراً لا تتوافق مع ثوابت البيئة الثقافية للمُجتمعات الشرقية ويسعى جاهداً عبر مُغريات كثيرة إلى تطبيق سياسة الاستقطاب للتحكم في رغبات الأطفال وتوجهاتهم، ليصبحوا تابعين ومُنتمين للثقافة الغربية بمكوناتها وشروطها ومعطياتها الخاصة، والتي تنطوي في كل الأحوال على مضامين سلبية بالغة الخطورة تتصل اتصالاً مباشراً بالانتماء والهوية وتضرب في مقتل المُعتقدات والثوابت الوطنية.
ولهذا وتجنباً للحروب القادمة والقائمة على قدم وساق تعتني الهيئة الوطنية للإعلام بالقاهرة، بمواجهة الأخطار الثقافية المُحتملة التي تستهدف العقل والوجدان وطريقة التفكير والذائقة الفنية للصغار، بإجراء استباقي وخُطة تأمين مُحكمة للحيلولة دون تمكن الجهات المُعادية من إحداث تأثيرات ثقافية ضارة بالنشء الجديد، وذلك وفقاً للأجندة الأمريكية والصهيونية التي لا تتورع جهات إعدادها وإصدارها عن إعلانها بشكل صريح وواضح على مدار الساعة من خلال البرامج الحديثة والخبيثة المُتضمنة بالهواتف المحمولة ووسائل التسلية المُتعددة لقتل الوقت وتشتيت الذهن وتبديد الطاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب