تحقيق الجيش الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر: فقدنا التواصل.. وخرج آخرهم قبل 4 دقائق

تحقيق الجيش الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر: فقدنا التواصل.. وخرج آخرهم قبل 4 دقائق
عاموس هرئيل
عندما عرض الجنرال عران نيف، رئيس طاقم التحقيق العسكري في “نير عوز”، الخارطة وعليها صورة بيوت الكيبوتس المتضررة في هجوم حماس، جميعها باستثناء ستة بيوت، كأنه يقول بأن ذلك يذكره بـ “مدينة القتل”، قصيدة الشاعر حاييم نحمان بياليك عن مذبحة في كشنيف. في الفترة الأخيرة، عندما عرض نيف استنتاجاته في سلسلة طويلة من المنتديات المتعلقة بالكيبوتس، كان يمكن سماع نغمة غضب مكبوتة في صوته.
بصفته رئيس قسم التنصت في هيئة الأركان في 7 أكتوبر، لم يكن نيف جزءاً من سلسلة القيادة المباشرة التي تولت الدفاع عن غلاف غزة. ورغم ذلك، شعر أنه غير مرتاح من عضويته في هذا المنتدى، وقرر استقالته من الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أشهر. بعد ذلك، ألقيت عليه مهمة التحقيق في المعركة التي لم تحدث حقاً في الكيبوتس الصغير، لأن الجيش ببساطة لم يأت إليه. قتل نحو ربع سكان “نير عوز” أو تم اختطافهم في المذبحة. 47 شخصاً قتلوا في الكيبوتس في ذلك الصباح، 76، بينهم تسعة أموات، اختطفوا. حتى الآن، يتم احتجاز 14 شخصاً من سكان “نير عوز” في القطاع، خمسة منهم ما زالوا أحياء.
نيف أيضاً من مواليد الغلاف، ابن كيبوتس “إيرز” على الحدود الشمالية للقطاع. في إيرز، كسب أعضاء فرقة الإنقاذ بضع دقائق لتنظيم أنفسهم لهجوم حماس، لأنه وصل إليهم في مرحلة متأخرة نسبياً. كان هذا وقتاً كافياً لصد، بمساعدة قوات أخرى، المخربين الذين اقتحموا إيرز. لم يكن لـ “نير عوز” مثل هذا الحظ، سبعة من أعضاء فرقة الإنقاذ فقط كانوا في الكيبوتس في ذلك الصباح، واضطروا لمواجهة حوالي 150 مخرباً الذين اقتحموا الكيبوتس في المرحلة الأولى. خلال ساعتين ونصف، نجح أعضاء الفرقة وعدد من السكان في مقاومة منظمة نسبياً للاقتحام. عندما قتل ثلاثة من أعضاء الفرقة الذين قاتلوا ببطولة، وأصيب آخرون واختطفوا، كانت الطريق مفتوحة أمام المخربين ليفعلوا كل ما يريدون في الكيبوتس.
على بعد 3 كم من الكيبوتس موقع “نيريم” (قسم الأبحاث والتطوير في الجنوب)، وهو موقع بمستوى سرية للواء غولاني، لكن لا أحد من جنوده جاء إلى “نير عوز” في الوقت المناسب، ولا أي قوات أخرى أيضاً
للمرة الأولى، يتناول التحقيق بشكل موسع قضية لم تكن واضحة تماماً في التحقيقات الصحافية عن المذبحة في “نير عوز”. على بعد 3 كم من الكيبوتس موقع “نيريم” (قسم الأبحاث والتطوير في الجنوب)، وهو موقع بمستوى سرية للواء غولاني، لكن لا أحد من جنوده جاء إلى “نير عوز” في الوقت المناسب، ولا أي قوات أخرى أيضاً. تبين أن الموقع هوجم في مرحلة مبكرة على يد قوة كبيرة لحماس، التي قتلت أو أصابت الضباط القلائل الذين كانوا فيه، وحاصرت القوة التي بقيت في غرفة الطعام والغرفة الآمنة في الموقع. نصف الجنود تقريباً أصيبوا، وخمسة قتلوا. التحقيق لا يطرح ادعاء مباشراً تجاه جنود غولاني في الموقع، لكن الاستنتاج واضح، وهو أن الكيبوتس ترك وحده. ومثلما اعترف رئيس الأركان التارك، هرتسي هليفي، في محادثة مع سكان الكيبوتس الخميس الماضي، فقد خرج آخر مخرب من “نير عوز” قبل أربع دقائق من وصول القوة الأولى للجيش الإسرائيلي إليه.
حسب التحقيق، فإن الموت وإصابة معظم القادة الكبار في اللواء الجنوبي لفرقة غزة والقيادات التي تخضع لها، إضافة إلى قوة الهجوم على طول القطاع، حطمت سلسلة القيادة والسيطرة في “نير عوز” ومحيطه. كان إحدى النتائج عدم القدرة على بلورة صورة وضع للقتال في “عوز نير” بشكل خاص، وأدركت هيئة الأركان أو قيادة المنطقة الجنوبية خطورة الوضع هناك. وحتى الساعة التاسعة صباحاً تقريباً، كان يمكن اتخاذ قرارات ناجعة حول إرسال قوات كانت تكفي لمساعدة الكيبوتس. عملياً، هذا حدث بعد أربع ساعات تقريباً. قال نيف لأبناء “نير عوز” بأن مستوطنات أخرى كان الوضع فيها صعباً جداً، ومستوطنات أخرى لم تصل إليها القوات في الوقت المناسب، ولكن لم تكن حالة قتل وخطر كهذه في أي بلدة من البلدات في ظل غياب القوات العسكرية.
في الـ 15 سنة الأخيرة، عمل نيف كثيراً في استعداد الجيش لسيناريوهات قاتمة – أحداث متطرفة تعتبر في الوقت الحقيقي أحداثاً احتمالية حدوثها متدنية جداً. في عيد الغفران 2023، قبل عشرة أيام من المذبحة، أجرى مقابلة مع “هآرتس” تحت عنوان “المفاجأة القادمة آتية. السؤال هو: كيف تستعد إسرائيل لها؟”. هذا العنوان وجد عنواناً مختلفاً في أعقاب 7 أكتوبر. الآن، يعترف بأنه لم يشارك في أي يوم في مناورة تذكر حتى بالقليل مما فعلته حماس قبل سنة ونصف تقريباً.
هآرتس 16/3/2025