الصحافه

أكسيوس: إيران تدرس مقترحاً لاتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة

أكسيوس: إيران تدرس مقترحاً لاتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة

رائد صالحة

واشنطن- : تدرس إيران اقتراحًا طُرح خلال محادثاتها مع الولايات المتحدة، يقضي بالتوصل إلى اتفاق نووي مؤقت كخطوة تمهيدية قبل استئناف المفاوضات بشأن اتفاق شامل، وفقًا لما نقله دبلوماسي أوروبي ومصدر مطّلع على القضية لموقع “أكسيوس”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حدّد مهلة مدّتها شهران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وأمر في الوقت نفسه بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، كخيار بديل في حال فشل المسار الدبلوماسي.

أكسيوس: قد يتضمّن الاتفاق المؤقت تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وخفض مخزون اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، إلى جانب السماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيادة الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يأمر ترامب بشنّ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، أو بدعم ضربة تنفذها إسرائيل.

وذكرت المصادر أن الإيرانيين يعتبرون أن التوصل إلى اتفاق نووي معقد تقنيًا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة أمر غير واقعي، ويطالبون بالمزيد من الوقت لتفادي التصعيد.

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “يبدو أن الإيرانيين يرون أن التوصل إلى اتفاق دائم ضمن الإطار الزمني الذي حدده الرئيس ترامب أمر غير مرجّح، لذا قد يكون من الضروري بحث اتفاق مؤقت كمرحلة انتقالية نحو اتفاق نهائي”.

وبحسب ما ورد، قد يتضمّن الاتفاق المؤقت تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وخفض مخزون اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، إلى جانب السماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيادة الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية.

وأفاد خبراء لموقع “أكسيوس” بأن هذه الخطوات قد لا تُطيل بشكل كبير المدة الزمنية التي تحتاجها إيران لتطوير سلاح نووي، لكنها قد تسهم في بناء الثقة تمهيدًا للمفاوضات حول اتفاق شامل.

كما قد يشمل الاتفاق تمديد آلية “العودة السريعة”، التي كانت جزءًا من الاتفاق النووي لعام 2015، والتي تنص على إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي تلقائيًا في حال خرق إيران لبنود الاتفاق. ومن المقرر أن تنتهي هذه الآلية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقد أبلغت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا إيران بأنها ستفعّل آلية إعادة فرض العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بحلول نهاية يونيو/ حزيران.

عقبات وتحديات

ورغم احتمال الاتفاق المؤقت، يُرجّح أن تطالب إيران أيضًا بتعليق حملة “الضغط الأقصى” التي يشنّها ترامب ضد اقتصادها، وهو أمر لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الأمريكي مستعدًا لقبوله.

وكانت إدارة ترامب قد فرضت هذا الأسبوع جولتين من العقوبات على شركات وأفراد إيرانيين على صلة بالبرنامج النووي وصناعة النفط.

وترى الإدارة الأمريكية أن الاقتراح الإيراني قد يكون محاولة لكسب الوقت دون تقديم تنازلات جوهرية بشأن البرنامج النووي، ما يثير الشكوك حول نوايا طهران.

المفاوضات المباشرة والوساطة

في حين تصرّ الولايات المتحدة على أن المحادثات ستكون مباشرة، تؤكد إيران أن المفاوضات ستُجرى عبر وسطاء عُمانيين.

وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي الأربعاء: “الوقت قليل… لكنه ليس كافيًا” للمفاوضات. وأضاف: “عندما تبدأ المحادثات، تعرف بسرعة إذا كانت تسير على ما يُرام أم لا. وإذا لم أشعر أنها تسير جيدًا، فسأنسحب”.

وأكد أن مطلبه الأساسي هو أن “لا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا على الإطلاق”. وتابع: “إذا لزم الأمر استخدام القوة العسكرية، فسنقوم بذلك. من الواضح أن إسرائيل ستكون شريكًا قويًا، بل وربما تقود العملية. لكننا لا نقاد من أحد، نحن من نقرر”.

ردّ إيراني محتمل

من جانبه، قال علي شمخاني، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني السابق والمستشار الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي، يوم الخميس، إن “التهديدات العسكرية المستمرة ضد إيران قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات ردعية”.

وأشار شمخاني إلى احتمال أن تقوم إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف التعاون معها، وربما نقل المواد المخصبة إلى “مواقع آمنة” لا تخضع لرقابة الأمم المتحدة.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب