ثقافة وفنون

عادل إمام وسُعاد حسني… أفلام مُشتركة ونجومية لا تزال باقية

عادل إمام وسُعاد حسني… أفلام مُشتركة ونجومية لا تزال باقية

كمال القاضي

شكلت الأفلام المُشتركة للنجمين الكبيرين سُعاد حسني وعادل إمام مرحلة مهمة من تاريخ السينما المصرية، وعكست اهتماماً جماهيرياً ونقدياً واسع المجال والصدى على مدى سنوات طويلة امتدت من فترة الثمانينيات واستمرت إلى نهاية التسعينيات بالتوهج والزخم نفسيهما لكل منهما، فهما الثنائي الذي لاقى ترحيباً كبيراً وحققت أفلامهما أرقاماً غير مسبوقة في شباك التذاكر.
وقياساً على النجاح التاريخي ما زالت المحطات الفضائية تستثمر نجاحهما على مدار الساعة بعرض أفلامهما المُشتركة في دوريات لا تنقطع تحت مُسميات وعناوين مُختلفة، تستهدف مدّ أجل العروض من فضائية إلى أخرى لجذب نسبة أعلى من المُشاهدين، وربط القاعدة الجماهيرية العريضة بالإبداعات الاستثنائية الخاصة، المُتفق على جودتها ومستواها الفني، في ما يُشبه الاستفتاء على براعة أبرز وأهم نجوم الشباك في السينما المصرية، خلال مراحل ازدهارها.


ورغم رحيل سُعاد حسني منذ سنوات، وتوقف عادل إمام عن العمل بحكم الظروف الصحية، إلا أن تأثيرهما بقي كما هو بالقوة والحرارة نفسيهما، اعتماداً على التراكم الكمي والكيفي لهما في الأرشيف السينمائي النوعي والمُختلف، فضلاً عن الانطباع الايجابي الثابت لكل منهما لدى الجمهور العريض المُمتد من المحيط إلى الخليج.
هناك أفلام شديدة التميز لعادل إمام وسُعاد حسني، لا يُمكن تجاهلها، حتى وإن وصفها البعض بالتجارية، لأنها كانت وليدة زمانها وظروفها وعبرت بصدق عن القضايا التي كانت مُثارة في حينه، لذا لاقت قبولاً وحصدت أرقاماً متقدمة من الإيرادات، وحققت تفاعلاً مهماً، غير أنها كانت سبباً مباشراً في تعظيم مكانة أبطالها ورسوخ أسمائهم كنجوم لهم كل الاعتبار والتأثير.

«حُب في الزنزانة»

ويُعد فيلم «حُب في الزنزانة» المُنتج في عام 1983 للمخرج محمد فاضل، أحد الأفلام التي ناقشت قضايا الفساد بجرأة ودون مواربة، فالفيلم الذي قام ببطولته يحيى الفخراني وجميل راتب وعبد المنعم مدبولي كأبطال مساعدين لعادل إمام وسُعاد حُسني، كشف عن مافيا اللحوم الفاسدة، وعصابات الغش التجاري التي تعقد صفقات مع كبار التجار، وتقدم صغار الموظفين كقرابين في حال فضح أمرهم وتعرضهم للمساءلة القانونية وتوقيع عقوبة السجن عليهم.

«المشبوه»

وفي تجربة أخرى تمثلت في فيلم «المشبوه» قدم الثنائي أيضاً مع المخرج الراحل سمير سيف قصة حياة مجموعة من الهجامين ولصوص الشُقق المفروشة، سعيد صالح وفاروق الفيشاوي وفؤاد أحمد وعلي الشريف ونعيمة الصغير، بمعالجة غلب عليها طابع الأكشن والصراع المادي والنفسي والاجتماعي بين أفراد العصابة. فهناك من أراد التوبة والإقلاع عن السرقة كعادل وسُعاد أو «ماهر وبطة» حسب تسميتهما الدرامية، ولكن حالت التحديات التي واجهتهما دون توبتهما، حيث أرُغما على المضي قُدماً في طريق الانحراف بضغوط عنيفة من سعيد صالح وبقية أفراد العصابة. لكن في النهاية انتصر القانون وتحققت العدالة البطيئة بفضل وقوف فاروق الفيشاوي ضابط الشرطة إلى جانب البطلين، وتمكنه من القبض على اللصوص المحترفين.

ثلاثة أفلام في البداية

وقبل بلوغ عادل إمام المستوى الأعلى من الشُهرة والنجاح وتربعه على قمة النجومية لنحو أربعين عاماً، جمعت بينه وبين سُعاد حسني التي كانت في ستينيات القرن، نجمة يُشار إليها بالبنان، ثلاثة أفلام أخرى هي «حلوة وشقية ـ حكاية 3 بنات ـ فتاة الاستعراض، وفي تلك المرحلة كان عادل إمام في بداية طريقة الفني، يتلمس النجاح ويجتهد في إثبات قُدراته كمُمثل يطمح إلى النجومية ويراهن على الوقت والفرصة المناسبة.
وقد حدث بالفعل فقد شارك في عام 1968 مع فريد شوقي ومحمد عوض وعبد المنعم مدبولي وحسن مصطفى وسُعاد حسني، في بطولة فيلم «حلوة وشقية» للكاتب عباس كامل والمخرج عيسى كرامة، ونجح في لفت النظر له كفنان كوميدي تلقائي ينتظره مستقبل واعد. وفي الفترة نفسها من عام 1968 قدم المُمثل الشاب دورة الكوميدي البارز في فيلم «حكاية 3 بنات» مع سُعاد حسني وشمس البارودي وحسن يوسف وعماد حمدي، والمخرج محمود ذو الفقار.
وتكررت الفرصة للمرة الثانية مع المخرج ذاته محمود ذو الفقار في فيلم فتاة الاستعراض، ليتجدد لقاء عادل إمام مع سُعاد حسني بشكل مُختلف وطابع استعراضي موسيقي، كان له أثر كبير في بلورة موهبة البطل الثاني الحالم بالنجومية والموعود بالشهرة. لقد أفنى عادل إمام الكثير من الوقت والجهد كي يصل لما يُريد، مُتحدياً نفسه وظروفه وواقع السينما المصرية آنذاك التي لم تكن تعترف إلا بنجوم الصف الأول وتأبى أن تُغامر بأسماء جديدة ومغمورة في تجارب غير مضمونة العواقب، وهذا ما اعتبره عادل إمام تحدياً كبيراً ومُعضلاً لا بد من تجاوزه والتغلب عليه.
وأمام الإصرار والجلد والصبر تحقق الأمل وأصبح إمام نجماً كبيراً وصاحب لقب الزعيم، وصارت السندريلا كذلك نجمة كبيرة وأيقونة يُضرب بها المثل كفنانه شاملة، امتلكت موهبة التمثيل والغناء والاستعراض فأصبح اسمها علامة تجارية وماركة مُسجلة.

كاتب مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب