حملة لتشويه ترشيحات مسلمين لأكبر منظمة تمثيلية للمسلمين البريطانيين

حملة لتشويه ترشيحات مسلمين لأكبر منظمة تمثيلية للمسلمين البريطانيين
إبراهيم درويش
يتعرض مرشحان لمنصب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني (أم سي بي) لحملة من عدد من الصحف البريطانية، بذريعة أنهما يحملان “آراء مقلقة” مثل رفض الاختلاط ومدح إيران.
ويتنافس على منصب الأمين العام للمنظمة التي تعتبر من أكبر المنظمات التمثيلية للمسلمين في بريطانيا، الدكتور محمد إدريس، والدكتور محمد أختر. وذلك بعد نهاية فترة الأمينة العامة الحالية زار محمد.
واستندت صحيفة “التايمز” في تقريرها على معلومات وردت في تقرير لمركز “بوليسي إكستشينج” وهو المركز الذي ربطه أكثر من تقرير بحملات تشويه المسلمين وإصدار تقارير لحكومات المحافظين المتعاقبة والتي أقامت عليها سياساتها المتعلقة بالمسلمين البريطانيين. ولقي تقرير المركز دعما من نائب مسلم خسر مقعده في الانتخابات العام الماضي لصالح نائب مستقل.
وأشار التقرير إلى تصريحات لأختر في عام 2022 قال فيها إن هوية المسلم هي “فعل ثوري وتحد، ومضادة للثقافة السائدة”، ودعا المسلمين البريطانيين لتعريف أنفسهم بأنهم مسلمون أولا ثم بريطانيون ثانيا. وقال: “معظم الناس يربون أطفالهم على تعريف أنفسهم بناء على جنسيتهم أو عرقهم أولا، لكن هذا يحدد ويعطيك رؤية محددة عن نفسك وتجعل الأطفال سطحيين”.
وكتب الدكتور من شرق لندن قائلا: “بهذه الطريقة تنشأ شرور القومية والعنصرية والفاشية، واختيار الإيمان كأساس لهوية أطفالك وهويتك، يعطي أساسا قويا للتعامل مع العالم، ولاحظ أنني أقول “أساسي” كمضاد لـ”فقط” وعلّمهم بأن يكونوا مسلمين في المقام الأول”.
وقال إن الأطفال “يواجهون بأمثلة بأن العالم الغربي جميل، وأضاف: “عرّف أولادك على أنهم ورثة أمة قديمة ومعتزة بنفسها وليرفعوا رؤوسهم عاليا”.
وفي مقال نشره أختر عام 2012 دعا المسلمين إلى عدم المشاركة في احتفالات أعياد رأس السنة الجديدة نظرا لحدوث “ممارسات غير إسلامية فيها” مثل “الاختلاط بين الجنسين، حيث يرقص الناس ويغنون وغير ذلك، وهي منطقة حرة من الإسلام، وليس على الأقل لأنها لا تمت بصلة للإسلام”. وفي خطاب ألقاه أختر عام 2023 دعا فيه المسلمين للتنظيم والوحدة في “مجتمع قوي” يتغير من اليد التي تتسول إلى اليد التي تعطي.
والغريب أن الصحيفة والمركز يحمّلان كلام أختر أكثر مما يحتمله، وأنه دعوة للانفصال ورفض الثقافة الغربية.
ونفس الأمر يتعلق بإدريس الذي كتب تقريرا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 2017، بعد رحلة قام بها إلى طهران.
وفي مقال نشرته مجلة “إسلام توداي”، مدح إدريس مؤسسَ الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني و”الثورة الإسلامية، عندما قاد الزعيم العظيم الأمة لمصيرها”. ومدح الجمهورية الإيرانية واحترامها للأقليات، مع أن البلد نفذ إعدامات هذا العام بتهم الكفر.
وقال خالد محمود، وهو زميل بارز في مؤسسة بوليسي إكستشينج، وأطول عضو مسلم في البرلمان البريطاني خدمة من عام 2001 إلى عام 2024: “إن الآراء التي كشفت عنها مؤسسة بوليسي إكستشينج مزعجة للغاية. إن استمرار المجلس الإسلامي البريطاني في ارتكاب الأخطاء ليس بالصدفة. إنه تصميم خاطئ ومتجذر في أيديولوجيته. والحكومة مصيبة في عدم التعامل معه”.
وليس من مهمة المجلس إصدار فتاوى أو أحكام دينية ولا يتدخل في المسائل العقدية، بل يقدم المشورة والدعم بشأن قضايا مثل الحكم والتنوع وتنسيق عمل المؤسسات الإسلامية والمطالبة بحقوقهم أمام القانون والحكومة، ويرعى مناسبات التعريف بالإسلام ويفتح جميع الخلفيات إلى جولة في مسجد محلي لكسر الحواجز بين المجتمعات.
وقد تبنى حزب العمال المجلس كحليف منذ إنشائه عام 1996، قبل أن يبعد نفسه عنه في عام 2009.
وفي رد على تقرير المركز، قال “أم سي بي” إن “بوليسي إكستشينج لديه تاريخ طويل تجاه المسلمين البريطانيين” وأضاف: “أما بالنسبة للمزاعم المحددة، فنحن على ثقة من أن المنظمات المنضوية تحتنا ستدقق بعمق في الأسابيع المقبلة أثناء مناسبات الترشيح وخلال العملية الديمقراطية”.
وقال أختر: “أرشح نفسي لمنصب الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني لأنني أحب مجتمعي ووطني”. وأضاف: “لقد قدم المسلمون البريطانيون، وسيواصلون تقديم مساهمة إيجابية لمجتمعنا. رؤيتي هي تعزيز الوحدة بين جميع البريطانيين وتعزيز الاحترام المتبادل، والقيم المشتركة وفتح الفرص لنجاح الجميع. وأي محاولة لتشويه آرائي أو نواياي ليست مضللة جدا فحسب، بل لا أساس لها من الصحة أبدا”.
“القدس العربي”: