مقالات

في بناء الإنسان العربي   -دراسة في معالم الشخصية العربية السورية. بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق 

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق 

في بناء الإنسان العربي   -دراسة في معالم الشخصية العربية السورية.
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق 
أُعْطِيَت الشخصية الاجتماعية للأمم،الأهمية التي تستحقها،من قبل الأنثروبولجيا عامة،والأنثروبولوجيا الثقافية،بالاستحقاقات التي مكنت هذا العلم من وضع بصماته،على العديد من الشخصيات القومية،مثل اليابانية والألمانية والشخصية العربية..إلخ.وكان رواد هذا العلم الأنثروبولوجي،في المدرسة الثقافية الأمريكية باعهم الطويل في دفعه خطوات إلى الأمام،من أمثال رالف لنتون،ومارغريت ميد.علما أن الأنثروبولجيا الثقافية،وجدت في بدايتها عند علامتنا ابن خلدون وهو يضع لمساته على الشخصية البدوية،يوم
قالنا في مقدمته التي بشرت بعلوم إنسانية عدة:” الإنسان ابن عوائده.وهذا القول كان الخطوة الأساس والرئيسة في دراسة التّأثير المتبادل بيّن العوائد/الثقافة والإنسان.
قلنا هذا الكلام ليكون بمثابة تمهيد،وشرعية منهجية أنثروبولوجية،لتسليط الضوء اللازم والممكن،على الثقافة الشعبية في سوريا،ومن ثم حضور هذه الثقافة،معالم وسلوك اجتماعي،وذهنية وعقلية،وآداب عامة..إلخ،في الشخصيّة الاجتماعية السورية،بناء على التأثير المتبادل القائم في كل المجمعات،بين الثقافة والشخصية.
وسيكون لخلاصة هذا التأثير بين الثقافة والإنسان،الماثل في قول الأنثروبولجيا الثقافية،قل ماثقافتك أقول لك من أنت.
دليل عمل أنثروبولوجي ،نقترب  من الثقافة العربية،والشخصية السورية،وما بينهما من تأثيرات متبادلة نستدل
منها على معالم وملامح هذه الشخصية.وجه نظرنا،بل قل رأينا في الثقافة العربية السورية،أنها ثقافة
غنية بالقيم البدوية،فلا تزال العائلة السورية،والأسر المتفرعة عنها محكومة إلى القربى الدموية،وعصبية القربى ومالها من مستويات في الوحدة والانقسام،وما تقترن هذه الوحدة والانقسام،بوازع الوحدة والانقسام،التي يذهب بها صراع العصبيات،حسب مستويات القربى،بالاقتراب والابتعاد من الجد المؤسس لهذه القربى الدموية،مؤكدا أن هذه القربى ومستوياتها وما تفرزه من عصبيات،قد ضعفت قليلا في المدن
السورية الكبرى،مثل دمشق وحلب.وخاصة في مجال الثأر والانتقام،أما الزواج الداخلي من القربى،فلايزال له حضوره في العائلة السورية،أضف إلى ذلك ملمح الكرم والنخوة،وقيم الجيرة،والحلال والحرام،بمافيهم،الشعبية المتوارثة،التي يتداخل فيها الديني مع القيم المجتمعية،وحب الأنا والاعتزاز بالنفس،والتفاخر بالأنساب،والولاءات والانتماءات الأسرية العائلية ًبعده القرابي العشائري القبلي،والمفاخرة بالأصول والحسب والنسب،وحب القيادة والزعامة والرجولة،فظاهرة الوجيه العائلى تراها في الشخصية العربية السورية.
ولكن مانحب أن نقوله ونحن نتعقب باختصار تأثير القيم العشائرية في الشخصية الاجتماعية العربية السورية،أن نؤكد أن هذا التأثير ليس على سوية واحدة،وهذا مايجعلنا نقول بالشخصيات المحلية،أو الجهوية،وهذه الشخصيات تتفرد في هذاالمعلم،وذاك،بحيث نقول من خلال عودتنا،إلى قول الأنثروبولوجيا السالف الذكر قل لي ما ثقافتك أقول لك من أنت،فنقول بالشخصية الحموية والحلبية والحورانية،وجبل العرب،والشخصية الساحلية.
لكن هذا القًول لاينفي،كما أسلفنا ،الكلام عن المشتركات الثقافية بين هذه الشخصيات التي يسميها بعض الأنثروبولوجيين العرب،خاصة في القطر المصري،الشخصيةالمنوالية.
ماذا نريد من هذا البحث في الشخصية االسورية،والمتواجدة عموما في الشخصية الاجتماعية العربية،هو أن نؤكد على قوة الأنا وحب الزعامة والرئاسة،المجبولة بهذا القدر وذاك بالفهلوة والشطارة،وشخصية الزعار.
وأعيد في بعض دراساتي إلى هذه الشخصية وازع الانقسام الذي تراه في الظواهر الانقسامية الكبرى،وخاصة الأحزاب العربية،وهذا ما يذكرني بقول الرئيس المرحوم شكري القوتلي،للرئيس
المرحوم عبد الناصر،مامعناه،”لقد سلمتك أربعة مليون سياسي وزعيم.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب