٢٣ تموز ذكرى آمال وآلام – بقلم أ.د علي عطية عبدالله
بقلم أ.د علي عطية عبدالله-أكاديمي جامعي _العراق

٢٣ تموز ذكرى آمال وآلام
بقلم أ.د علي عطية عبدالله
اليوم ٢٣ تموز يذكرنا بحدث وقع في مصر عام١٩٥٢ يرتبط بذكرى هزيمة عربية١٩٤٨م امام كيان صهيوني زرع غصبا في فلسطين بقرار اممي، تنفيذا لقرار سابق لانكلترا و اوروبا وروسياعام ا ١٩٠٧م يؤكد عدم السماح لامة عربية اسلامية بالنهوض باي وسيلة تتاح لها. فكان قد سبق هذالقرار مؤتمر صهيوني بقيادة زعيم الحركة الصهيونية هرتزل عقدعام ١٨٩٦م، قرر العمل على ايجاد وطن ليهود العالم، الذين يواجهون مضايقات نتيجة سلوكهم الاقتصادي وابتزاز الانسان ماديا ربويا، ففكروا في احدى المواقع الافريقية مثل غانا او غيرها، فجاء قرار ١٩٠٧م ثم وعد بلفور وزيرخارجية بريطانيا عام ١٩١٧م بانشاء وطن لليهود في فلسطين، حيث قسم الوطن العربي شرقا وغربا وخلق حالة عدم استقرار،تقود العرب للنهوض، وهذا فعلا تم بعد ١٩١٨م حيث قسم المشرق العربي الى دويلات تحت انتداب الاحتلال الانكليزي والفرنسي ، ثم فتح باب الهجرة اليهودية الصهيونية الى فلسطين، وقتها كان اليهود ٥% من السكان.وهكذا جاء قرار قيام كيان يهودي صهيوني في فلسطين، وتقسيم فلسطين بين سكانها العرب ومن معهم والمستوطنين من المهاجرين اليهود، على اساس دولتين، واقرته الامم المتحدة والعرب يعيشون اقطارا بين استعمار مباشر او غير مباشر ، فحاولوا معارضة ذلك ودخلوا حربا ضد المليشيات الصهيونية فخسروا المعركة باهانة لا تنسى، اثرت على نفسية وكرامة اي مدني وعسكري عربي. هذا واقع اسس لتشكيلات لجان عسكرية لتحرير الاقطار العربية من حالة لا يقبلها اي عربي حر. وهكذا كانت الحالة في الجيش المصري، علاوة على واقع احزاب سياسية متصارعة مصلحيا بعيدا عن مصلحة مصر سيادة وكرامة. حتى وصل الامر الى احراق القاهرة، ونظام ملكي لعائلة البانية فرضها التاريخ. تلك اذن ظروف خلف مبررات قيام ٢٣ تموز ١٩٥٢م لتغيير نظام وواقع سياسي جذريا باسلوب حضاري بعيدا عن سفك الدماء، بل ودع الملك فاروق رسميا لمغادرة مصر على باخرة خاصة الى الخارج. وكانت قيادة التغيير عسكريا بقيادة ضباط شباب ٣٤ -٣٦ سنة عمرا يراسهم اللواء محمد نجيب احتراما لقيم الجيش، ثم الحقيقة تبين دور الرائد جمال عبد الناصر بعملية التنظيم للقيام بهذا التغيير، لذا بعد استتباب الامور ١٩٥٤م تسلم القيادة عبد الناصر ونشر كتيب(٦٠ صفحة ) باسم فلسفة الثورة يبين اهداف الثورة كما سماها( وبنظري هي ثورة ، حيث التغيير جذري نظاما وسياسة وهدفا وكيانا) حيث حدد اهتمامات الثورة عربياوافريقيا واسلاميا ودوليا. فاذن ثورة باهداف واضحة. وللحقيقة وقف البعث وقتها ضدها ضمن تصور انها انقلاب لان البعث فكريا ضد الانقلابات العسكرية وقتها في سورية واوقف امينه العام عدة شهور من قبل الانقلابيين ، لكن بعد ١٩٥٤ ووضوح الاهداف ثم تاميم قناة السويس ١٩٥٦م ومجابهة عدوان ثلاثي غاشم ،غير البعث موقفه بدعم عبد الناصر رمزا للتحرر العربي. فاذن ٢٣ تموز اتجهت باساليب تغييرية مصريا وعربيا حيث ولادة الجمهورية العربية المتحدة وسط وضع نظام عربي متخلف وموقف دول استعمارية معادية لنهوض الامة. وحول ولادة الجمهورية العربية المتحدة ( وحدة مصر وسوريا) التف البعث والقوميون العرب وحزب الشعب السوري والرئيس السوري القوتلي، فهي ولادة عربية شعبية حرة.عارضها بكداش امين عام الحزب الشيوعي السوري، الكردي.وهذا ديدن الشيوعيين فهم في خدمة الشيوعية الاممية لا يؤمنون بوطن او قومية.. ويعتبرون ان تلك افكار برجوازية!! وما تلا من احداث واخطاء وتامر لا مجال لذكرها هنا فهي تملا كتابا. فرحم الله رجال تغيير ٢٣ تموز، ورحم شهداء المسيرة ورحم ناصر ضحية تامر ومواقف تخلف عربي.
ابو ليث. ٢٣ تموز ٢٠٢٣م